الزعفراني ( خ ، د ، ت ، س )
الإمام العلامة ، شيخ الفقهاء والمحدثين أبو علي ، الحسن بن محمد بن الصباح ، البغدادي الزعفراني ، يسكن محلة الزعفراني .
ولد سنة بضع وسبعين ومائة وحج .
وسمع من : سفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير ، وإسماعيل بن علية ، وعبيدة بن حميد ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومحمد بن أبي عدي ، ويزيد بن هارون ، وحجاج بن محمد ، وأبي عبد الله الشافعي ، وخلق كثير .
وقرأ على الشافعي كتابه القديم ، وكان مقدما في الفقه والحديث ،ثقة جليلا ، عالي الرواية ، كبير المحل .
حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، والقزويني ، وزكريا الساجي ، وأبو العباس بن سريج ، وإمام الأئمة ابن خزيمة ، وأبو عوانة الإسفراييني ، وعمر بن بجير ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو محمد بن صاعد ، وأبو بكر بن زياد ، ومحمد بن مخلد ، والقاضي المحاملي ، وأبو سعيد بن الأعرابي ، وعدد كثير .
قال النسائي : ثقة .
قال إبراهيم بن يحيى : سمعت الزعفراني يقول : ما على وجه الأرض قوم أفضل من أصحاب هذه المحابر ، يتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكتبونها كي لا تندرس .
وقال ابن حبان : كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي ، وكان الحسن بن محمد الزعفراني هو الذي يتولى القراءة عليه .
قال زكريا الساجي : سمعت الزعفراني يقول : قدم علينا الشافعي ، واجتمعنا إليه ، فقال : التمسوا من يقرأ لكم ، فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غيري . وكنت أحدث القوم سنا ، ما كان بعد في وجهي شعرة ، وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي رحمه الله ، وأعجب من جسارتي يومئذ قلت : كان الزعفراني من الفصحاء البلغاء قال : فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين : " كتاب المناسك " و " كتاب الصلاة " .
قال أحمد بن محمد بن الجراح : سمعت الحسن الزعفراني يقول : لما قرأت كتاب " الرسالة " على الشافعي قال لي : من أي العرب أنت؟ .
قلت : لست بعربي ، وما أنا إلا من قرية ، يقال لها : الزعفرانية . قال : فأنت سيد هذه القرية .
قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري ، حدثنا أبو عمر الزاهد .
قال : سمعت الفقيه أبا القاسم بن بشار الأنماطي يقول : سمعت المزني يقول : سمعت الشافعي يقول : رأيت ببغداد نبطيا ينتحي علي حتى كأنه عربي ، وأنا نبطي ،فقيل له :من هو؟ قال : الزعفراني .
توفي أبو علي ببغداد في سلخ شعبان سنة ستين ومائتين . وهو في عشر التسعين .
وفيها مات عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، وعبيد الله بن سعد الزهري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم ، وأيوب بن سافري ، ومالك بن طوق منشئ الرحبة ، والحسن بن علي بن محمد بن الرضى العلوي أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم .