إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام العلامة أسد بن الفرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام العلامة أسد بن الفرات

    أبو المغيرة أسد بن الفرات


    الإمام العلامة القاضي الأمير ، مقدم المجاهدين ، أبو عبد الله الحراني ، ثم المغربي .

    مولده بحران سنة أربع وأربعين ومائة قاله ابن ماكولا . وقال غيره : سنة خمس .

    ودخل القيروان مع أبيه في الجهاد ، وكان أبوه الفرات بن سنان من أعيان الجند .

    روى أسد ، عن مالك بن أنس " الموطأ " ، وعن يحيى بن أبي زائدة ، وجرير بن عبد الحميد ،

    وأبي يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن . وغلب عليه علم الرأي ، وكتب علم أبي حنيفة .

    أخذ عنه شيخه أبو يوسف ، وقيل : إنه تفقه أولا على الإمام علي بن زياد التونسي .

    قيل : إنه رجع من العراق ، فدخل على ابن وهب ، فقال : هذه كتب أبي حنيفة ، وسأله أن يجيب

    فيها على مذهب مالك ، فأبى ، وتورع ، فذهب بها إلى ابن القاسم ، فأجابه بما حفظ عن مالك ، وبما

    يعلم من قواعد مالك ، وتسمى هذه المسائل الأسدية .

    وحصلت بإفريقية له رياسة وإمرة ، وأخذوا عنه ، وتفقهوا به .

    وحمل عنه سحنون بن سعيد ، ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم ، وعرضها عليه ، فقال

    ابن القاسم :
    فيها أشياء لا بد أن تغير ، وأجاب عن أماكن ، ثم كتب إلى أسد بن الفرات : أن

    عارض كتبك بكتب سحنون . فلم يفعل ، وعز عليه ، فبلغ ذلك ابن القاسم ، فتألم ، وقال : اللهم لا

    تبارك في الأسدية ، فهي مرفوضة عند المالكية .

    قال أبو زرعة الرازي : كان عند ابن القاسم نحو ثلاثمائة جلد مسائل عن مالك ، وكان أسد من أهل

    المغرب سأل محمد بن الحسن عن مسائل ، ثم سأل ابن وهب ، فلم يجبه ، فأتى ابن القاسم ، فتوسع

    له ، وأجاب بما عنده عن مالك وبما يراه ، قال : والناس يتكلمون في هذه المسائل .

    قال عبد الرحيم الزاهد : قدم علينا أسد ، فقلت : بم تأمرني ؟ بقول مالك ، أو بقول أهل العراق ؟

    فقال : إن كنت تريد الآخرة ، فعليك بمالك .

    وقيل : نفدت نفقة أسد وهو عند محمد ، فكلم فيه الدولة ، فنفذوا إليه عشرة آلاف درهم .

    وقد كان أسد ذا إتقان ، وتحرير لكتبه ، لقد بيعت كتب فقيه ، فنودي عليها : هذه قوبلت على كتب

    الإفريقي ، فاشتروها ورقتين بدرهم .

    وعن ابن القاسم ، أنه قال لأسد : أنا أقرأ في اليوم والليلة ختمتين ، فأنزل لك عن ختمة - يعني

    لاشتغاله به .

    قال داود بن أحمد : رأيت أسدا يعرض التفسير ، فقرأ : (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني )فقال :

    ويل أم أهل البدع ، يزعمون أن الله خلق كلاما ، يقول : أنا .

    قلت : آمنت بالذي يقول : إني أنا الله ، وبأن موسى كليمه سمع هذا منه ، ولكني لا أدري كيف تكلم الله ؟

    مضى أسد أميرا على الغزاة من قبل زيادة الله الأغلبي متولي المغرب ، فافتتح بلدا من جزيرة صقلية

    وأدركه أجله هناك في ربيع الآخر ، سنة ثلاث عشرة ومائتين .

    وكان مع توسعه في العلم فارسا بطلا شجاعا مقداما ، زحف إليه صاحب صقلية في مائة ألف

    وخمسين ألفا . قال رجل : فلقد رأيت أسدا وبيده اللواء يقرأ سورة " يس " ، ثم حمل بالجيش ،

    فهزم العدو ، ورأيت الدم وقد سال على قناة اللواء وعلى ذراعه .

    ومرض وهو محاصر سرقوسية . ولما ولاه صاحب المغرب الغزو ، قال : قد زدتك الإمرة ، وهي

    أشرف ، فأنت أمير وقاض .


    سيرأعلام النبلاء مجلد١٠ صفحة ٢٢٥

يعمل...
X