ابن الأثير
احب جامع الأصول والنهاية
المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد مجد الدين أبو السعادات الشيباني الجزري الشافعي ، المعروف بابن الأثير ، وهو أخو الوزير وزير الأفضل ضياء الدين نصر الله ، وأخو الحافظ عز الدين أبي الحسن علي صاحب الكامل في التاريخ ، ولد أبو السعادات هذا في إحدى الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، وسمع الحديث الكثير وقرأ القرآن وأتقن علومه وحررها ، وكان مقامه بالموصل ، وقد جمع في سائر العلوم كتبا مفيدة ، منها جامع الأصول الستة الموطأ والصحيحين وسنن أبي داود والنسائي والترمذي ، ولم يذكر ابن ماجه فيه ، وله كتاب النهاية في غريب الحديث وله شرح مسند الشافعي والتفسير في أربع مجلدات ، وغير ذلك في فنون شتى ، وكان معظما عند ملوك الموصل ، فلما آل الملك إلى نورالدين أرسلان شاه ، أرسل إليه مملوكه لؤلؤ أن يستوزره فأبى فركب السلطان إليه فامتنع أيضا وقال له : قد كبرت سني واشتهرت بنشر العلم ، ولا يصلح هذا الأمر إلا بشيء من العسف والظلم ، ولا يليق بي ذلك ، فأعفاه .
قال أبو السعادات : كنت أقرأ علم العربية على سعيد بن الدهان ، وكان يأمرني بصنعة الشعر فكنت لا أقدر عليه ، فلما توفي الشيخ رأيته في بعض الليالي ، فأمرني بذلك ، فقلت له : ضع لي مثالا أعمل عليه فقال :
حب العلا مدمنا إن فاتك الظفر * * فقلت أنا : وخدّ خد الثرى والليل معتكر
فالعز في صهوات الليل مركزه * * والمجد ينتجه الإسراءوالسهر
فقال :
أحسنت ثم استيقظت فأتممت عليها نحوا من عشرين بيتا .
كانت وفاته في سلخ ذي الحجة عن ثنتين وستين سنة ، وقد ترجمه أخوه في الذيل فقال : كان عالما في عدة علوم منها الفقه وعلم الأصول والنحو والحديث واللغة ، وتصانيفه مشهورة في التفسير والحديث والفقه والحساب وغريب الحديث ، وله رسائل مدونة ، وكان مغلقا يضرب به المثل ذا دين متين ، ولزم طريقة مستقيمة رحمه الله ، فلقد كان من محاسن الزمان .
البداية والنهاية
احب جامع الأصول والنهاية
المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد مجد الدين أبو السعادات الشيباني الجزري الشافعي ، المعروف بابن الأثير ، وهو أخو الوزير وزير الأفضل ضياء الدين نصر الله ، وأخو الحافظ عز الدين أبي الحسن علي صاحب الكامل في التاريخ ، ولد أبو السعادات هذا في إحدى الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، وسمع الحديث الكثير وقرأ القرآن وأتقن علومه وحررها ، وكان مقامه بالموصل ، وقد جمع في سائر العلوم كتبا مفيدة ، منها جامع الأصول الستة الموطأ والصحيحين وسنن أبي داود والنسائي والترمذي ، ولم يذكر ابن ماجه فيه ، وله كتاب النهاية في غريب الحديث وله شرح مسند الشافعي والتفسير في أربع مجلدات ، وغير ذلك في فنون شتى ، وكان معظما عند ملوك الموصل ، فلما آل الملك إلى نورالدين أرسلان شاه ، أرسل إليه مملوكه لؤلؤ أن يستوزره فأبى فركب السلطان إليه فامتنع أيضا وقال له : قد كبرت سني واشتهرت بنشر العلم ، ولا يصلح هذا الأمر إلا بشيء من العسف والظلم ، ولا يليق بي ذلك ، فأعفاه .
قال أبو السعادات : كنت أقرأ علم العربية على سعيد بن الدهان ، وكان يأمرني بصنعة الشعر فكنت لا أقدر عليه ، فلما توفي الشيخ رأيته في بعض الليالي ، فأمرني بذلك ، فقلت له : ضع لي مثالا أعمل عليه فقال :
حب العلا مدمنا إن فاتك الظفر * * فقلت أنا : وخدّ خد الثرى والليل معتكر
فالعز في صهوات الليل مركزه * * والمجد ينتجه الإسراءوالسهر
فقال :
أحسنت ثم استيقظت فأتممت عليها نحوا من عشرين بيتا .
كانت وفاته في سلخ ذي الحجة عن ثنتين وستين سنة ، وقد ترجمه أخوه في الذيل فقال : كان عالما في عدة علوم منها الفقه وعلم الأصول والنحو والحديث واللغة ، وتصانيفه مشهورة في التفسير والحديث والفقه والحساب وغريب الحديث ، وله رسائل مدونة ، وكان مغلقا يضرب به المثل ذا دين متين ، ولزم طريقة مستقيمة رحمه الله ، فلقد كان من محاسن الزمان .
البداية والنهاية