إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة أحمد بن أبي الحواري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة أحمد بن أبي الحواري

    سنة ست واربعين ومائتين من الهجرة
    أحمد بن أبي الحواري
    واسمه : عبد الله بن ميمون بن عياش بن الحارث ، أبو الحسن ، التغلبي الغطفاني ، أحد العلماء الزهاد المشهورين ، والعباد المذكورين ،والأبرار المشكورين ، ذوي الأحوال الصالحة ، والكرامات الواضحة ، أصله من الكوفة ، وسكن دمشق وتخرج بأبي سليمان الداراني رحمهما الله .

    وروى الحديث عن : سفيان بن عيينة ، ووكيع ، وأبي أسامة ، وخلق .

    وعنه : أبو داود ، وابن ماجه ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو زرعة الرازي ، وخلق كثير .

    وقد ذكره أبو حاتم فأثنى عليه .
    وقال يحيى بن معين : إني لأظن أن الله يسقي أهل الشام به .
    وكان الجنيد بن محمد يقول : هو ريحانة الشام.
    وروى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارني ألا يغضبه ولا يخالفه ، فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال : يا سيدي ! هذا قد سجروا التنور فماذا تأمر ؟

    فلم يرد عليه أبو سليمان لشغله بالناس ، ثم أعادها أحمد ثانية ، وقال له في الثالثة : اذهب فاقعد فيه ، ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق فقال لمن حضره : إني قلت لأحمد اذهب فاقعد في التنور ، وإني أحسب أن يكون قد فعل ذلك فقوموا بنا إليه ، فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور ، ولم يحترق منه شيء ولا شعرة واحدة .

    وروي أيضا أن أحمد بن أبي الحواري أصبح ذات يوم وقد ولد له ولد ولا يملك شيئا يصلح به الولد ، فقال لخادمه : اذهب فاستدن لنا وزنة من دقيق ، فبينما هو في ذلك إذ جاءه رجل بمائتي درهم فوضعها بين يديه ، فدخل عليه رجل في تلك الساعة فقال : يا أحمد ! إنه قد ولد لي الليلة ولد ولا أملك شيئا فرفع طرفه إلى السماء وقال : يا مولاي هكذا بالعجلة .

    ثم قال للرجل : خذ هذه الدراهم فأعطاه إياها كلها ، ولم يبق منها شيئا ، واستدان لأهله دقيقا .
    وروى عنه خادمه أنه خرج للثغر لأجل الرباط ، فما زالت الهدايا تفد إليه من بركة النهار إلى الزوال ، ثم فرقها كلها إلى وقت الغروب ، ثم قال لي : كن هكذا لا ترد على الله شيئا ، ولا تدَّخر عنه شيئا .

    ولما جاءت المحنة في زمن المأمون إلى دمشق بخلق القرآن عيَّن فيها أحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن عمار ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن ذكوان ، فكلهم أجابوا إلا ابن أبي الحواري فحبس بدار الحجارة ، ثم هدد فأجاب تورية مكرها ، ثم أطلق رحمه الله .
    وقد قام ليلة بالثغر يكرر هذه الآية : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة : 5] حتى أصبح وقد ألقى كتبه في البحر وقال : نعم الدليل كنت لي على الله وإليه ، ولكن الاشتغال بالدليل بعد معرفة المدلول عليه والوصول إليه محال .
    ومن كلامه : لا دليل على الله سواه ، وإنما يطلب العلم لآداب الخدمة .
    وقال : من عرف الدنيا زهد فيها ، ومن عرف الآخرة رغب فيها ، ومن عرف الله آثر رضاه .
    وقال : من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب لها أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه .
    وقال : قلت لأبي سليمان في ابتداء أمري : أوصني .
    فقال : أتستوص أنت ؟
    فقلت : نعم ! إن شاء الله تعالى .
    فقال : خالف نفسك في كل مراداتها فإنها الأمارة بالسوء ، وإياك أن تحقر إخوانك المسلمين ، واجعل طاعة الله دثارا ، والخوف منه شعارا ، والإخلاص له زادا ، والصدق حسنة ، واقبل مني هذه الكلمة الواحدة ولا تفارقها ولا تغفل عنها : من استحيى من الله في كل أوقاته وأحواله وأفعاله ، بلَّغه الله إلى مقام الأولياء من عباده .
    قال : فجعلت هذه الكلمات أمامي في كل وقت أذكرها وأطالب نفسي بها .
    والصحيح : أنه توفي في هذه السنة ، وقيل : في سنة ثلاثين ومائتين ، وقيل : غير ذلك ، فالله أعلم .


    البداية والنهاية

يعمل...
X