ربع عشرة وستمائة من الهجرة
وفيها توفي من الأعيان :
الشيخ الإمام العلامة الشيخ العماد أخو الحافظ عبد الغني
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي ، الشيخ العمادي أصغر من أخيه الحافظ عبد الغني بسنتين ، وقدم مع الجماعة إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، ودخل بغداد مرتين وسمع الحديث وكان عابدا زاهدا ورعا كثير الصيام ، يصوم يوما ويفطر يوما ، وكان فقيها مفتيا ، وله كتاب الفروع وصنف أحكاما ولم يتمه ، وكان يؤم بمحراب الحنابلة مع الشيخ الموفق ، وإنما كانوا يصلون بغير محراب ، ثم وضع المحراب في سنة سبع عشرة وستمائة ، وكان أيضا يؤم بالناس لقضاء الفوائت ، وهو أول من فعل ذلك .
صلى المغرب ذات ليلة وكان صائما ثم رجع إلى منزله بدمشق فأفطر ثم مات فجأة ، فصلي عليه بالجامع الأموي ، صلى عليه الشيخ الموفق عند مصلاهم ، ثم صعدوا به إلى السفح ، وكان يوم موته يوما مشهودا من كثرة الناس .
قال سبط ابن الجوزي كان الخلق من الكهف إلى مغارة الدم إلى المنطور لو بذر السمسم ما وقع إلا على رؤوس الناس ، قال فلما رجعت تلك الليلة فكرت فيه وفي جنازته وكثرة من شهدها وقلت : هذا كان رجلا صالحا ولعله أن يكون نظر إلى ربه حين وضع في قبره ، ومر بذهني أبيات الثوري التي أنشدها بعد موته في المنام :
نظرت إلى ربي كفاحا فقال لي * * هنيئارضائي عنك يا ابن سعيد
لقد كنت قواما إذا أظلم الدجى * * بعبرة مشتاق وقلب عميـد
فدونك فاختر أي قصر أردته * * وزرني فإني عنك غير بعيـد
ثم قلت أرجو أن يكون العماد رأى ربه كما رآه الثوري ، فنمت فرأيت الشيخ العماد في المنام وعليه حلة خضراء وعمامة خضراء ، وهو في مكان متسع كأنه روضة ، وهو يرقى في درج متسعة ، فقلت : يا عماد الدين كيف بت فإني والله مفكر فيك ؟ فنظر إلى وتبسم على عادته التي كنت أعرفه فيها في الدنيا ثم قال :
رأيت إلهي حين أنزلت حفرتي * * وفارقت أصحابي وأهليوجيرتي
وقال :
جزيت الخير عني فإنني * * رضيت فها عفوي لديك ورحمتي
دأبت زمانا تأمل العفو والرضا * * فوقيت نيراني ولقيت جنتي
قال فانتبهت وأنا مذعور وكتبت الأبيات والله أعلم .
البداية والنهاية
وفيها توفي من الأعيان :
الشيخ الإمام العلامة الشيخ العماد أخو الحافظ عبد الغني
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي ، الشيخ العمادي أصغر من أخيه الحافظ عبد الغني بسنتين ، وقدم مع الجماعة إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، ودخل بغداد مرتين وسمع الحديث وكان عابدا زاهدا ورعا كثير الصيام ، يصوم يوما ويفطر يوما ، وكان فقيها مفتيا ، وله كتاب الفروع وصنف أحكاما ولم يتمه ، وكان يؤم بمحراب الحنابلة مع الشيخ الموفق ، وإنما كانوا يصلون بغير محراب ، ثم وضع المحراب في سنة سبع عشرة وستمائة ، وكان أيضا يؤم بالناس لقضاء الفوائت ، وهو أول من فعل ذلك .
صلى المغرب ذات ليلة وكان صائما ثم رجع إلى منزله بدمشق فأفطر ثم مات فجأة ، فصلي عليه بالجامع الأموي ، صلى عليه الشيخ الموفق عند مصلاهم ، ثم صعدوا به إلى السفح ، وكان يوم موته يوما مشهودا من كثرة الناس .
قال سبط ابن الجوزي كان الخلق من الكهف إلى مغارة الدم إلى المنطور لو بذر السمسم ما وقع إلا على رؤوس الناس ، قال فلما رجعت تلك الليلة فكرت فيه وفي جنازته وكثرة من شهدها وقلت : هذا كان رجلا صالحا ولعله أن يكون نظر إلى ربه حين وضع في قبره ، ومر بذهني أبيات الثوري التي أنشدها بعد موته في المنام :
نظرت إلى ربي كفاحا فقال لي * * هنيئارضائي عنك يا ابن سعيد
لقد كنت قواما إذا أظلم الدجى * * بعبرة مشتاق وقلب عميـد
فدونك فاختر أي قصر أردته * * وزرني فإني عنك غير بعيـد
ثم قلت أرجو أن يكون العماد رأى ربه كما رآه الثوري ، فنمت فرأيت الشيخ العماد في المنام وعليه حلة خضراء وعمامة خضراء ، وهو في مكان متسع كأنه روضة ، وهو يرقى في درج متسعة ، فقلت : يا عماد الدين كيف بت فإني والله مفكر فيك ؟ فنظر إلى وتبسم على عادته التي كنت أعرفه فيها في الدنيا ثم قال :
رأيت إلهي حين أنزلت حفرتي * * وفارقت أصحابي وأهليوجيرتي
وقال :
جزيت الخير عني فإنني * * رضيت فها عفوي لديك ورحمتي
دأبت زمانا تأمل العفو والرضا * * فوقيت نيراني ولقيت جنتي
قال فانتبهت وأنا مذعور وكتبت الأبيات والله أعلم .
البداية والنهاية