سنة تسعين وخمسمائة من الهجرة
ابن الشاطبي ناظم الشاطبية
أبو محمد القاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير ، مصنف ( الشاطبية ) في القراءات السبع ، فلم يسبق إليها ولا يلحق فيها ، وفيها من الرموز كنوز لا يهتدي إليها إلا كل ناقد بصير ، هذا مع أنه ضرير ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة .
وبلده شاطبة - قرية شرقي الأندلس -كان فقيرا ، وقد أريد أن يلي خطابة بلده فامتنع من ذلك لأجل مبالغة الخطباء على المنابر في وصف الملوك ، خرج الشاطبي إلى الحج فقدم الإسكندرية سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة .
وسمع على السلفي وولاه القاضي الفاضل مشيخة الإقراء بمدرسته ، وزار القدس وصام به شهر رمضان ، ثم رجع إلى القاهرة ، فكانت وفاته بها في جمادى الآخرة من هذه السنة ، ودفن بالقرافة بالقرب من التربة الفاضلية ، وكان دينا خاشعا ناسكا كثير الوقار ، لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان يتمثل كثيرا بهذه الأبيات ، وهي لغز في النعش ، وهي لغيره :
أتعرف شيئا في السماء يطير * * إذا سار هاج الناس حيث يسير
فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا * * وكل أمير يعتليه أسير
يحث على التقوى ويكره قربه * * وتنفر منهالنفس وهو نذير
ولم يستزر عن رغبة في زيارة * * ولكن على رغم المزور يزور
ابن الشاطبي ناظم الشاطبية
أبو محمد القاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير ، مصنف ( الشاطبية ) في القراءات السبع ، فلم يسبق إليها ولا يلحق فيها ، وفيها من الرموز كنوز لا يهتدي إليها إلا كل ناقد بصير ، هذا مع أنه ضرير ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة .
وبلده شاطبة - قرية شرقي الأندلس -كان فقيرا ، وقد أريد أن يلي خطابة بلده فامتنع من ذلك لأجل مبالغة الخطباء على المنابر في وصف الملوك ، خرج الشاطبي إلى الحج فقدم الإسكندرية سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة .
وسمع على السلفي وولاه القاضي الفاضل مشيخة الإقراء بمدرسته ، وزار القدس وصام به شهر رمضان ، ثم رجع إلى القاهرة ، فكانت وفاته بها في جمادى الآخرة من هذه السنة ، ودفن بالقرافة بالقرب من التربة الفاضلية ، وكان دينا خاشعا ناسكا كثير الوقار ، لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان يتمثل كثيرا بهذه الأبيات ، وهي لغز في النعش ، وهي لغيره :
أتعرف شيئا في السماء يطير * * إذا سار هاج الناس حيث يسير
فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا * * وكل أمير يعتليه أسير
يحث على التقوى ويكره قربه * * وتنفر منهالنفس وهو نذير
ولم يستزر عن رغبة في زيارة * * ولكن على رغم المزور يزور