إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة البحر سعيد بن جبير الأسدي و كيف مات رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة البحر سعيد بن جبير الأسدي و كيف مات رحمه الله

    ذكر من توفي فيها من المشاهير والأعيان

    سعيد بن جبير الأسدي

    الوالي مولاهم أبو محمد ، ويقال أبو عبد الله ، الكوفي المكي من أكابر أصحاب ابن عباس ، كان من أئمة الإسلام في التفسير والفقه وأنواع العلوم وكثرة العمل الصالح ، رحمه الله ، وقد رأى خلقا من الصحابة ، وروى عن جماعة منهم ، وعنه خلق من التابعين ، يقال إنه كان يقرأ القرآن في الصلاة فيما بين المغرب والعشاء ختمة تامة ، وكان يقعد في الكعبة القعدة فيقرأ فيها الختمة ، وربما قرأها في ركعة في جوف الكعبة ، وروي عنه أنه ختم القرآن مرتين ونصفا في الصلاة في ليلة في الكعبة ، وقال سفيان الثوري : عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه ، قال : لقد مات سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه .

    وكان في جملة من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج ، فلما ظفر الحجاج هرب سعيد إلى أصبهان ثم كان يتردد في كل سنة إلى مكة مرتين مرة للعمرة ومرة للحج ، وربما دخل الكوفة في بعض الأحيان فحدث بها ، وكان بخراسان لا يتحدث لأنه كان لا يسأله أحد عن شيء من العلم هناك ، وكان يقول : إن مما يهمني ما عندي من العلم وددت أن الناس أخذوه ، واستمر في هذا الحال مختفيا من الحجاج قريبا من ثنتي عشرة سنة ، ثم أرسله خالد القسري من مكة إلى الحجاج ، وكان مخاطبته له ما ذكرناه قريبا .

    وقال أبو نعيم في كتابه الحلية ، ثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن أحمد ابن أبي خلف ، ثنا شعبان ، عن سالم بن أبي حفصة ، قال : لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال له : أنت الشقي بن كسير ؟ قال : لا !إنما أنا سعيد بن جبير ، قال : لأقتلنك ، قال : أنا إذا كما سمتني أمي سعيدا ! قال : شقيت وشقيت أمك ، قال : الأمر ليس إليك ، ثم قال : اضربوا عنقه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، قال : وجهوه إلى قبلة النصارى ، قال : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [29] قال : إني أستعيذ منك بما استعاذت به مريم ، قال : وما عاذت به ؟ قال : قالت : { إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّا } [30] قال سفيان : لم يقتل بعده إلا واحدا ، وفي رواية أنه قال له : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى ، قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها . وفي رواية : أنه لما أراد قتله قال : وجهوه إلى قبلة النصارى ، فقال : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } فقال : اجلدوا به الأرض ، فقال : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [31] فقال : اذبح فما أنزعه لآيات الله منذ اليوم . فقال : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي . وقد ذكر أبو نعيم هنا كلاما كثيرا في مقتل سعيد ابن جبير أحسنه هذا ، والله أعلم .

    وقد ذكرنا صفة مقتله إياه ، وقد رويت آثار غريبة في صفة مقتله ، أكثرها لا يصح ، وقد عوقب الحجاج بعده وعوجل بالعقوبة ، فلم يلبث بعد إلا قليلا ، ثم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، كما سنذكر وفاته في السنة الآتية ، فقيل : إنه مكث بعده خمسة عشر يوما ، وقيل أربعين يوما ، وقيل : ستة أشهر ، والله أعلم .
    واختلفوا في عمر سعيد بن جبير رحمه الله حين قتل ، فقيل : تسعا وأربعين سنة ، وقيل : سبعا وخمسين فالله أعلم ، قال أبو القاسم اللالكائي : كان مقتله في سنة خمس وتسعين ، وذكر ابن جرير مقتله في هذه السنة ، سنة أربع وتسعين ،فالله أعلم .

    قلت : هاهنا كلمات حسان من كلام سعيد بن جبير أحببت أن أذكرها
    قال : إن أفضل الخشية أن تخشى الله خشية تحول بينك وبين معصيته ، وتحملك على طاعته ، فتلك هي الخشية النافعة . والذكر : طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر له وإن كثر منه التسبيح وتلاوة القرآن . قيل له : من أعبد الناس ؟ قال : رجل اقترف من الذنوب فكلما ذكر ذنبه احتقر عمله . وقال له الحجاج : ويلك ! فقال : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار ، فقال : اضربوا عنقه ، فقال : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله أستحفظك بها حتى ألقاك يوم القيامة فأنا خصمك عند الله ، فذبح من قفاهفبلغ ذلك الحسن ، فقال : اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج ، فما بقي إلا ثلاثة حتى وقع من جوفه دود فأنتن منه ، فمات ، وقال سعيد للحجاج لما أمر بقتله وضحك فقال له : ما أضحكك ؟ فقال : أضحك من غيراتك عليَّ وحلم الله عنك .

    البداية والنهاية
يعمل...
X