إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عطاء بن أبي رباح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عطاء بن أبي رباح

    اربع عشرة ومائة من الهجرة

    عطاء بن أبي رباح

    الفهري مولاهم أبو محمد المكي ، أحد كبار التابعين الثقات الرفعاء ، يقال : إنه أدرك مائتي صحابي .

    وقال ابن سعد : سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ، ثم عمي بعد ذلك .

    وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .

    وقال أبو جعفر الباقر وغير واحد : ما بقي أحد في زمانه أعلم بالمناسك منه ، وزاد بعضهم وكان قد حج سبعين حجة ، وعمر مائة سنة ، وكان في آخر عمره يفطر في رمضان من الكبر والضعف ، ويفدي عن إفطاره ، ويتأول الآية : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } [190] وكان ينادي منادي بني أمية في أيام منى لا يفتي الناس في الحج إلا عطاء بن أبي رباح .

    وقال أبو جعفر الباقر : ما رأيت فيمن لقيت أفقه منه .

    وقال الأوزاعي : مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عندهم .

    وقال ابن جريح : كان في المسجد فراش عطاء عشرين سنة ، وكان من أحسن الناس به صلاة .

    وقال قتادة : كان سعيد بن المسيب والحسن وإبراهيم وعطاء هؤلاء أئمة الأمصار .

    وقال عطاء إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أكن سمعته ، وقد سمعته قبل أن يولد ، فأريه أني إنما سمعته الآن منه .

    وفي رواية : أنا أحفظ منه له ، فأريه أني لمأسمعه .

    والجمهور على أنه مات في هذه السنة ، رحمه الله تعالى والله أعلم .

    من أقوال عطاء بن أبي رباح

    أسند أبو محمد عطاء بن أبي رباح ، - واسم أبي رباح أسلم - عن عدد كثير من الصحابة ، منهم ابن عمرو ، وابن عمرو ، وعبد الله بن الزبير ، وأبو هريرة وزيد بن خالد الجهني ، وأبو سعيد .
    وسمع من ابن عباس التفسير وغيره ، وروى عنه من التابعين عدة منهم : الزهري ، وعمرو بن دينار ، وأبو الزبير ، وقتادة ، ويحيى بن كثير ، ومالك بن دينار ، وحبيب بن أبي ثابت ، والأعمش ، وأيوب السختياني ، وغيرهم من الأئمة والأعلام كثير .

    قال أبو زهران : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشر مجالس من مجالس الباطل .

    قال أبو هزان : قلت لعطاء : ما مجلس الذكر ؟ قال : مجالس الحلال والحرام ، كيف تصلي ، كيف تصوم ، كيف تنكح وتطلق وتبيع وتشتري .
    وقال الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن يحيى بن ربيعة الصنعاني ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول في قوله تعالى : { وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ } [191] قال : كانوا يقرضون الدراهم ، قيل : كانوا يقصون منها ويقطعونها .
    وقال الثوري : عن عبد الله بن الوليد - يعني الوصافي - قال : قلت لعطاء : ما ترى في صاحب قلم إن هو كتب به عاش هو وعياله في سعة ، وإن هو تركه افتقر ؟ قال : من الرأس ؟
    قال القسري لخالد : قال عطاء : قال العبد الصالح : { رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرا لِلْمُجْرِمِينَ } [192] .
    وقال : أفضل ما أتي العباد العقل عن الله وهو الدين .
    وقال عطاء : ما قال العبد : يا رب ، ثلاث مرات إلا نظر الله إليه ، قال : فذكرت ذلك للحسن فقال : أما تقرؤون القرآن : { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفرعنا سيئاتنا } إلى قوله : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } الآيات [193] .


    وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثنا أبو عبد الله السلمي ، حدثنا ضمرة ، عن عمر بن الورد ، قال : قال عطاء : إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل .
    وقال سعيد بن سلام البصري : سمعت أبا حنيفة النعمان ، يقول : لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء ، فقال : من أين أنت ؟ فقلت : من أهل الكوفة .
    قال : أنت من أهل القرية الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا ؟
    قلت : نعم !
    قال : فمن أي الأصناف أنت ؟
    قلت : ممن لا يسب السلف ويؤمن بالقدر ، ولا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب .
    فقال عطاء : عرفت فالزم .
    وقال عطاء : ما اجتمعت عليه الأمة أقوى عندنا من الإسناد .
    وقيل لعطاء : إن هاهنا قوما يقولون : الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فقال : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } [194] فما هذا الهدى الذي زادهم ؟
    قلت : ويزعمون أن الصلاة والزكاة ليستا من دين الله .
    فقال : قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [195] فجعل ذلك دينا .
    وقال يعلى بن عبيد : دخلنا على محمد بن سوقة فقال : ألا أحدثكم بحديث لعله أن ينفعكم ، فإنهنفعني .
    قال لي عطاء بن أبي رباح : يا ابن أخي ، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام إثما ، ما عدا كتاب الله أن يقرأ ، وأمر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو ينطلق العبد بحاجته في معيشته التي لا بد له منها ، أتنكرون : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاما كَاتِبِينَ } [196] .
    و { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [197] .
    أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره فرأى أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه ؟ .
    وقال : إذا أنت خفت الحر من الليل فاقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
    وروى الطبراني وغيره : أن الحلقة في المسجد الحرام كانت لابن عباس ، فلما مات ابن عباس كانت لعطاء بن أبي رباح .
    وروى عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن الفضل بن دكين ، عن سفيان ، أن سلمة بن كهيل ، قال : ما رأيت أحدا يطلب بعمله ما عند الله تعالى إلا ثلاثة : عطاء ، وطاوس ، ومجاهد .
    وقال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير ، حدثنا عمر بن ذر ، قال : ما رأيت مثل عطاء قط ، وما رأيت على عطاء قميصا قط ، ولا رأيت عليه ثوبا يساوي خمسة دراهم .
    وقال أبو بلال الأشعري : حدثنا قيس ، عن عبدالملك بن جريج ، عن عطاء : أن يعلى بن أمية كانت له صحبة ، وكان يقعد في المسجد ساعة ينوي فيها الاعتكاف .
    وروى الأوزاعي ، عن عطاء ، قال : إن كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن ، وإن كانت قصتها لتضرب بالجفنة .
    وعن الأوزاعي ، عنه ، قال : { وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } [198] قال : ذلك في إقامة الحد عليهما .
    وقال الأوزاعي : كنت باليمامة ، وعليها رجل وال يمتحن الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه منافق وما هو بمؤمن ، ويأخذ عليهم بالطلاق والعتاق أن يسمي المسيء منافقا وما يسميه مؤمنا ، فأطاعوه على ذلك وجعلوه له ، قال : فلقيت عطاء فيما بعد فسألته عن ذلك ،فقال : ما أرى بذلك بأسا يقول الله تعالى : { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً } [199] .
    وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا إسماعيل بن أمية ، قال : كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم تخيل إلينا أنه يؤيد .
    وقال في قوله تعالى : { لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ } [200] قال : لا يلهيهم بيع ولا شراء عن مواضع حقوق الله تعالى التي افترضها عليهم أن يؤدوها في أوقاتها وأوائلها .
    وقال ابن جرير : رأيت عطاء يطوف بالبيت فقال لقائده : امسكوا احفظوا عني خمسا :
    القدر خيره وشره ، حلوه ومره من الله عز وجل ، وليس للعباد فيه مشيئة ولا تفويض .


    وأهل قبلتنا مؤمنون حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها .
    وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال والسلاح .
    والشهادة على الخوارج بالضلالة .
    وقال ابن عمر : تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء بن أبي رباح .
    وقال معاذ بن سعيد : كنت جالسا عند عطاء فحدث بحديث ، فعرض رجل له في حديثه فغضب عطاء وقال : ما هذه الأخلاق ؟ وما هذه الطبائع ؟ والله إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأريه أني لا أحسن شيئا منه .
    وكان عطاء يقول : لأن أرى في بيتي شيطانا خير من أرى فيه وسادة ، لأنها تدعو إلى النوم .
    وروى عثمان بن أبي شيبة ، عن علي بن المديني ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن جرير ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من سورة البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك .
    وقال ابن عيينة : قلت لابن جريج : ما رأيت مصليا مثلك . فقال : لو رأيت عطاء ؟ .
    وقال عطاء : إن الله لا يحب الفتى يلبس الثوب المشهور ، فيعرض الله عنه حتى يضع ذلك الثوب .
    وكان يقال : ينبغي للعبد أن يكون كالمريض لا بد له من قوت وليس كل الطعام يوافقه .
    وكان يقال : الدعوة تعمي عين الحكيم فكيف بالجاهل ؟ ولا تغبطن ذا نعمة بما هو فيه فإنك لا تدري إلى ماذا يصير بعد الموت .

    البداية والنهاية
يعمل...
X