إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إمام عصره أبو عبد الرحمن النسائي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إمام عصره أبو عبد الرحمن النسائي

    سنة ثنتين وثلاثمائة من الهجرة

    وممن توفي من الأعيان :

    النسائي

    أحمد بن علي ابن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار ، أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن ، الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره ، رحل إلى الآفاق ، واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ، ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة قد ذكرناهم في كتابنا التكميل وترجمناه أيضا هنالك ، وروى عنه خلق كثير ، وقد جمع السنن الكبير وانتخب منه ما هو أقل حجما منه بمرات .

    وقد وقع لي سماعهما .
    وقد أبان في تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان .
    قال الحاكم عن الدارقطني : أبو عبد الرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره ، وكان يسمي كتابه الصحيح .
    وقال أبو علي الحافظ : للنسائي شرط في الرجال أشد من شرط مسلم بن الحجاج ، وكان من أئمة المسلمين .
    وقال أيضا : هو الإمام في الحديث بلا مدافعة .
    وقال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة ، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد .
    وقال غيره كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكان له أربع زوجات وسريتان ، وكان كثير الجماع ، حسن الوجه مشرق اللون .
    قالوا : وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر .
    وقال الدارقطني : كان أبو بكر بن الحداد كثير الحديث ولم يرو عن أحد سوى النسائي وقال : رضيت به حجة فيما بيني وبين الله عز وجل .
    وقال ابن يونس : كان النسائي إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا ، كان خروجه من مصر في سنة ثنتين وثلاثمائة .
    وقال ابن عدي : سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان : أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين ، وكذلك أثنى عليه غير واحد من الأئمة وشهدوا له بالفضل والتقدم في هذا الشأن .
    وقد ولي الحكم بمدينة حمص .
    سمعته من شيخنا المزي عن رواية الطبراني في معجمه الأوسط حيث قال : حدثنا أحمد بن شعيب الحاكم بحمص وذكروا أنه كان له من النساء أربع نسوة ، وكان غاية الحسن ، وجهه كأنه قنديل ، وكان يأكل في كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع الزبيب الحلال ، وقد قيل عنه : إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع .
    قالوا : ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية فقال : أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروى له فضائل ؟
    فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد الجامع ، فسار من عندهم إلى مكة فمات بها في هذه السنة ، وقبره بها هكذا حكاه الحاكم عن محمد بن إسحاق الأصبهاني عن مشايخه .
    وقال الدارقطني : كان أفقه مشايخ مصر في عصره ، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار ، وأعرفهم بالرجال ، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع ، فقال : أخرجوني إلى مكة ، فأخرجوه وهو عليل ، فتوفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره ، مات مكة سنة ثلاث وثلاثمائة .
    قال الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغنى بن نقطة في تقييده ومن خطه نقلت ومن خط أبي عامر محمد بن سعدون العبدري الحافظ : مات أبو عبد الرحمن النسائي بالرملة مدينة فلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة ، ودفن ببيت المقدس .
    وحكى ابن خلكان أنه توفي في شعبان من هذه السنة ، وأنه إنما صنف الخصائص في فضل علي وأهل البيت ، لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة ثنتين وثلاثمائة عندهم نفرة من علي وسألوه عن معاوية فقال ما قال ، فدققوه في خصيتيه فمات .
    وهكذا ذكر ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي : إنه توفي بفلسطين في صفر من هذه السنة ، وكان مولده في سنة خمس عشرة أو أربع عشرة ومائتين تقريبا عن قوله ، فكان عمره ثمانيا وثمانين سنة .


    البداية والنهاية

يعمل...
X