سنة اربع وخمسين ومائة من الهجرة
وفيها توفي : أشعب الطامع
وهو : أشعب بن جبير ، أبو العلاء ، ويقال : أبو إسحاق المدني ، ويقال له : أبو حميدة .
وكان أبوه مولى لآل الزبير ، قتله المختار ، وهو خال الواقدي .
وروى عن عبد الله بن جعفر : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في اليمين » .
وأبان بن عثمان ، وسالم ، وعكرمة .
وكان ظريفا ماجنا يحبه أهل زمانه لخلاعته وطمعه ، وكان حميد الغناء ، وقد وفد على الوليد بن يزيد دمشق ، فترجمه ابن عساكر ترجمة ذكر عنه فيها أشياء مضحكة ، وأسند عنه حديثين .
وروي عنه أنه سئل يوما أن يحدث فقال : حدثني عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « خصلتان من عمل بهما دخل الجنة » ثم سكت .
فقيل له : ما هما ؟
فقال : نسي عكرمة الواحدة ونسيت أنا الأخرى .
وكان سالم بن عبد الله بن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إلى الغابة ، وكذلك كان غيره من أكابر الناس .
وقال الشافعي : عبث الولدان يوما بأشعب فقال لهم : إن ههنا أناسا يفرقون الجوز - ليطردهم عنه - فتسارع الصبيان إلى ذلك ، فلما رآهم مسرعين قال : لعله حق فتبعهم .
وقال له رجل : ما بلغ من طمعك ؟
فقال : ما زفت عروس بالمدينة إلا رجوت أن تزف إلي فأكسح داري وأنظف بابي واكنس بيتي .
واجتاز يوما برجل يصنع طبقا من قش فقال له : زد فيه طورا أو طورين لعله أن يهدى يوما لنا فيه هدية .
وروى ابن عساكر أن أشعب غنَّى يوما لسالم بن عبد الله بن عمر قول بعض الشعراء :
مضين بها والبدر يشبه وجهها * مطهرة الأثواب والدين وافر
لها حسب زاكٍ وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم تلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر
فقال له سالم : أحسنت فزدنا .
فغناه :
ألمت بنا والليل داج كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا
فقلت أعطار ثوى في رحالنا * وما علمت ليلى سوى ريحها عطرا
فقال له : أحسنت ولولا أن يتحدث الناس لأجزلت لك الجائزة ، وإنك من الأمر لبمكان .
وفيها توفي : أشعب الطامع
وهو : أشعب بن جبير ، أبو العلاء ، ويقال : أبو إسحاق المدني ، ويقال له : أبو حميدة .
وكان أبوه مولى لآل الزبير ، قتله المختار ، وهو خال الواقدي .
وروى عن عبد الله بن جعفر : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في اليمين » .
وأبان بن عثمان ، وسالم ، وعكرمة .
وكان ظريفا ماجنا يحبه أهل زمانه لخلاعته وطمعه ، وكان حميد الغناء ، وقد وفد على الوليد بن يزيد دمشق ، فترجمه ابن عساكر ترجمة ذكر عنه فيها أشياء مضحكة ، وأسند عنه حديثين .
وروي عنه أنه سئل يوما أن يحدث فقال : حدثني عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « خصلتان من عمل بهما دخل الجنة » ثم سكت .
فقيل له : ما هما ؟
فقال : نسي عكرمة الواحدة ونسيت أنا الأخرى .
وكان سالم بن عبد الله بن عمر يستخفه ويستحليه ويضحك منه ويأخذه معه إلى الغابة ، وكذلك كان غيره من أكابر الناس .
وقال الشافعي : عبث الولدان يوما بأشعب فقال لهم : إن ههنا أناسا يفرقون الجوز - ليطردهم عنه - فتسارع الصبيان إلى ذلك ، فلما رآهم مسرعين قال : لعله حق فتبعهم .
وقال له رجل : ما بلغ من طمعك ؟
فقال : ما زفت عروس بالمدينة إلا رجوت أن تزف إلي فأكسح داري وأنظف بابي واكنس بيتي .
واجتاز يوما برجل يصنع طبقا من قش فقال له : زد فيه طورا أو طورين لعله أن يهدى يوما لنا فيه هدية .
وروى ابن عساكر أن أشعب غنَّى يوما لسالم بن عبد الله بن عمر قول بعض الشعراء :
مضين بها والبدر يشبه وجهها * مطهرة الأثواب والدين وافر
لها حسب زاكٍ وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم تلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر
فقال له سالم : أحسنت فزدنا .
فغناه :
ألمت بنا والليل داج كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا
فقلت أعطار ثوى في رحالنا * وما علمت ليلى سوى ريحها عطرا
فقال له : أحسنت ولولا أن يتحدث الناس لأجزلت لك الجائزة ، وإنك من الأمر لبمكان .
البداية والنهاية