إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التنبيه على وهم في ضبط اسم مؤلف كتاب : ( رسالة في ذم البدعة وأهلها )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التنبيه على وهم في ضبط اسم مؤلف كتاب : ( رسالة في ذم البدعة وأهلها )

    التنبيه
    على وهم في ضبط اسم مؤلف
    كتاب : " رسالة في ذم البدعة وأهلها "




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و سلم تسليما مزيدا
    و بعد؛ فإن المرء ليسعد بطبع و تحقيق كتبٍ دافعت عن السنة وأهلِها و أبطلت البدعة و أهلََها ، و من تلك الكتب التي أقضت مضجع أهل البدعة و خاصة المتصوفة ، كتابٌ لأحد المغاربة يُوسَمُ بــ: (رسالة في ذم البدعة وأهلها ) ، فقد أتى بحمد الله على جملة من البدع و المحدثات التي ابتلي بها المتصوفةُ فأبطلها بالحجج و البينات .
    و قد كان أولُ معرفةٍ لي بهذه الرسالة يومَ أن استخرج منها الأخ الشيخ خالد الظفيري وفقه الله فوائدَ و قواعد و نشرها على الشبكة باسم : "بعض القواعد والفوائد السلفية من رسالة لعلي الزرويلي في ذمّ البدعة وأهلها(ت:719هـ) "
    و قد زف إلينا بشرى طبع الرسالة ضمن "مجلة البحوث الإسلامية" العدد (67) في الصفحات (191-256)، بتحقيق الدكتور عواد المعتق .
    ثم علمتُ من موقع وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمغرب أن الوزارة قامت على طبع ردٍّ مخطوطٍ على هذه الرسالة اسمه : ( نُصرة الفُُقََيِّر في الرد على أبي الحسن الصُّغَيِّر ) لصاحبه أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي ، بتحقيق حسن حافظي علوي .
    و السنوسي هذا هو صاحب العقيدة السنوسية الأشعرية المبتدعَة المعروفة .
    و علمتُ كذلك أن كتاب أبي الحسن مطبوعٌ قبل ذلك ضمن مجلة دعوة الحق المغربية .
    و مما قاله محقق نصرة الفقير: (ألف السنوسي :(نصرة الفقير) ليرد بها على اتهامات ([1] )أبي الحسن الصغير للصوفية بإحداث المحدثات وابتداع البدع .و أبو الحسن الصغير هذا هو المكناسي وليس الزرويلي المتوفي سنة719هجرية) اهـ .
    هنا بقيت متحيرا ، وظننت حينها أن الخطأ ربما من هذا المحقق ، حتى وصلني كتاب : " دليل مخطوطات خزانة الزاوية الناصرية بتمكروت " لمحمد المنوني ([2]) . و للفائدة فإن هذه الخزانة تحوي كتبا كثيرة في علوم شتى و فيها كثير من المخطوطات النادرة . وقد كان فيها أزيد من 7000مخطوطة ثم نُقِّل ما يقارب 3000منها إلى الخزانة العامة بالرباط و الباقي فيها الآن حوالي 4000 مخطوطة .
    فبينما أتصفح هذا الكتاب إذْ وقعت عيني على اسم كتاب : رسالة في ذم البدع لأبي الحسن الصغير المكناسي وهو ضمن مجموع رقمه1712
    وأمامه يقول المنوني : أبو الحسن الصغير هذا ليس هو شارح الرسالة ( يقصد رسالة ابن أبي زيد رحمه الله) .
    ثم رجعت إلى الكتب التي يمكن أن أجد فيها ما يروي الظمأ .
    فعمدتُ إلى كتاب : الفكر السامي للحجوي ، و كتاب الديباج المذهب لابن فرحون .
    فوجدت ابن فرحون يقول عن علي الزرويلي : (
    يكنى أبا الحسن ويعرف بالصغير بضم الصاد وفتح الغين والياء مشددة. قال بن الخطيب في الإحاطة كان هذا الرجل قيماً على تهذيب البراذعي في اختصار المدونة حفظاً وتفقهاً يشارك في شيء من أصول الفقه يطرز بذلك مجالسه مغرماً به بين أقرانه من المدرسين في ذلك الوقت لخمولهم من تلك الطريقة.
    وكان ربعة آدم اللون خفيف العارضين يلبس أحسن زي صنفه. وكان يدرس بجامع الأصدع من داخل مدينة فاس ويحضر عليه نحو مائة نفس ويقعد على كرسي عال يسمع البعيد والقريب على انخفاض كان في صوته حسن الإقراء وقورا فيه سكون متثبتاً صابراً على هوج طلبة البربر وسوء طريقتهم في المناظرة والبحث.
    وكان أحد الأقطاب الذين تدور عليهم الفتوى أيام حياته ترد عليه السؤالات من جميع بلاد المغرب فيحسن التوقيع على ذلك على طريقة من الاختصار وترك فضول القول.
    ولي القضاء بفاس قدمه أبو الربيع سلطان المغرب وأقام أوده وعضده فانطلقت يده على أهل الجاه فأقام الحق على الكبير والصغير وجرى في العدل على صراط مستقيم ونقم عليه اتخاذ شمام يستنشق على الناس روائح الخمر ويحق أن ينتقد ذلك.
    أخذ عن الفقيه راشد بن أبي راشد الوليدي وانتفع به وعليه كان اعتماده وأخذ عن صهره أبي الحسن بن سليمان وأبي عمران الحوراني وعن غيرهم وقيدت عنه تقاييد على التهذيب وعلى رسالة بن أبي زيد قيدها عنه تلاميذه وأبرزها تأليفاً كأبي سالم بن أبي يحيى وصل رسولاً إلى الأندلس على عهد مستقضيه ودخل غرناطة. توفي عام تسعة عشر وسبعمائة.
    ونقلت من خط شيخنا الإمام العالم أبي عبد الله بن مرزوق: على طرة كتاب الإحاطة عند ذكر أبي الحسن الصغير ما نصه: قصر المصنف في التعريف والإعلام بالشيخ أبي الحسن شيخ الإسلام وهو الذي ما عاصره مثله بل وما تقدمه فيما قارب من الأمصار وهو الذي جمع بين العلم والعمل وبمقامه في التفقه والتحصيل يضرب المثل. رحمه الله تعالى.
    الديباج المذهّب 2|119 برقم 29) .
    وأما الحجوي فيقول عنه: (لا غرابة إذا عد مبعوثا في رأس القرن السابع في قطره ) .
    وله ذكرٌ في الدرر الكامنة لابن حجر و الوفيات لابن قنفذ و غيرهما .

    ولم أجد شيئا - على قلة بحثي - عن أبي الحسن الآخر أعني المكناسي و يقال عنه كذلك السوسي كما في نصرة الفقير .
    ثم قصدت تصوير المخطوطة من الخزانة الناصرية فراسلت الوزارة المعنية و جاءني الجواب بالقبول ، لكن فوجئت أن الكتاب لا يوجد له أثر في الخزانة ، مما أثار استغرابي ، فشكوت إلى القيم على الخزانة ثم إلى مندوب الوزارة فلم أجد جوابا شافيا ، فلعل الكتاب نقل إلى الرباط كذلك مع الكتب المنقولة و الله أعلم .
    و أخيرا وقفت على كتاب : ( علماء المغرب و مقاومتهم للبدع و التصوف و القبورية و المواسم ) لمصطفى باحو ، وقد قال في الصفحة 89 أن الرسالة لأبي الحسن الصغير المكناسي السوسي ، و قال أنه حققها على أربع نسخ خطية و هي تحت الطبع بتحقيقه .
    و قال باحو أيضا في كتاب : " حكم الغناء في مذهب المالكية " الصفحة 21 : متحدثا عن رسالة أخرى لأبي الحسن الصغير المكناسي و هي في البدع و السماع : ( و هذه الرسالة مخطوطة بالخزانة الحسنية رقم 12226 ، و القرويين رقم 328/1 في 8 أوراق ، ونسب خطأ للزرويلي . وله رسالة أخرى في ذم البدع جيدة ، ما رأيت مثلها للمغاربة ، وقد حققتها على نسخ ) .
    و أظن أن الخطأ قد جاء على الدكتور عواد لعدم اعتماده على أي نسخة مغربية ، فقد قال في مقدمة تحقيقه للرسالة :
    لقد قمت بالتحقيق معتمدا بعد الله على أربع نسخ خطية :
    الأولى : رمزت لها- الأصل- مكانها- دار الكتب الوطنية بتونس ضمن مجموع تحت رقم 3046 .
    الثانية : ورمزت لها- ب- ومكانها- دار الكتب الوطنية بتونس برقم 10100 .
    الثالثة : ورمزت لها- ج- ومكانها- مركز الملك فيصل برقم 10817 .
    الرابعة : ورمزت لها- د- ومكانها- مركز الملك فيصل برقم 12924 ضمن مجموع . ) .

    وللأسف فإن مثل هذه الأخطاء في نسبة المخطوطات إلى أصحابها موجود في بعض الخزانات ؛ فبعض الكتب مثلا تجدها منسوبة لأحد السلاطين : كالسلطان المولى سليمان رحمه الله أو السلطان المولى محمد بن عبد الله رحمه الله ، لأن هؤلاء السلاطين تجدهم في الغالب هم الآمرون بكتابتها فتنسب إليهم مجازا .


    وبعد هذا البحث المتواضع يظهر أن صاحب كتاب " رسالة في ذم البدع و أهلها " هو أبو الحسن الصُّغَيِّر المكناسي السوسي و ليس أبو الحسن الصُّغَيِّر الفاسي الزرويلي كما في بعض الخزانات . و لعل البحث يزداد قوة و إقناعا عند الوقوف على ترجمة مستفيضة لهذا المكناسي السوسي . و إنما حسبي هاهنا التنبيه و الإشارة ، ولعله تكون لي عودة للموضوع عند الوقوف على بعض كتب التراجم كشجرة النور الزكية ،و النبوغ المغربي و نيل الابتهاج و غيرها من الكتب التي ترجمت للمتأخرين من المالكية .
    و سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
    أبو عبد الله يوسف الزاكوري
    24 شوال 1429


    المصدر http://www.akssa.org/vb/showthread.p...1730#post11730
    ---------------------


    [1] - قلت : بل هي حقائق عن بدع و خرافات المتصوفة ، و قد أجاد الشيخ أبو الحسن رحمه الله في ردها و إبطالها بأدلة الكتاب و السنة و أقوال سلف الأمة .

    [2] - المنوني مشهور عند المغاربة باعتنائه بالخزانات و المخطوطات ، وقد قام على فهرسة العديد من الخزانات بالمغرب .

    --------------------------------------------------------------------------------
يعمل...
X