إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البُرهانْ عَلى بِدْعيَّةِ ما أُحْدِثَ قَبل وَبَعدَ الأَذَانْ - أَذِنَ بِنَشْرِهَا شَيْخُنَا/ أَبُو بِلَال الحَضرَمِي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البُرهانْ عَلى بِدْعيَّةِ ما أُحْدِثَ قَبل وَبَعدَ الأَذَانْ - أَذِنَ بِنَشْرِهَا شَيْخُنَا/ أَبُو بِلَال الحَضرَمِي

    وبه نستعين


    الحَمدُ للهِ الذِي هَيَّأَ لعبادهِ سُبُلَ السَّلامِ، وَأَبانَ للسَّالِكِينَ طَريقَ الأَمانِ، وَأَزاحَ عَنهُم حَوَالِكَ الظَّلامِ، بِفَضْلِهِ سبْحانَهُ وَمِنَّتِهِ، أَحْمَدُهُ حمْداً مَا تَعاقَبَ اللّيلُ وَالنّهارُ. وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلهَ إلَّا اللهَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنّ محمداً عبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ وَلَدِ عَدْنانَ، أَعْلَمَ أُمَّتَهُ حَقَّ الإِعْلامِ، وَبَيَّنَ لهم حَقّ البَيانِ، نَذيراً وَبَشيراً بَينَ يَدَي الساعةِ، صَلّى اللهُ علَيه وَسَلّم تسْليماً كَثيراً. أَمّا بَعدُ :
    فَإِنّ مَن عَاشَ في السُّنَّة يَرَى خَيرَها وَبَرَكتَها، وَيُدرِك شُؤْمَ المُخالَفَةِ؛ فَفِي السُّنَّةِ حَياةٌ، وَفِي السُّنَّةِ نجاةٌ، كما قَال الزُّهرِيُّ / : «الاعْتِصامُ بِالسُّنَّةِ نَجاةٌ »( ). فَلا قِوَامَ إلَّا بِها، ولا سَعَادَةَ إلَّا بِها، وَأَنَّ الشَّرَ كُلَّ الشَّرِّ في المُخَالَفَةِ وَالبِدَعِ، فَلا أَضَرّ على العِبَادِ وَالبِلادِ مِن البِدَعِ وَالمُخالَفَاتِ؛ وَلِذلكَ كانت أَحَبَّ إلى إبليس مِن السَّيِّئاتِ. قَال سُفيان الثوريُّ /: « البِدعَةُ أَحَبُّ إلى الشَّيطانِ مِنِ المَعصيةِ؛ المَعصِيَةُ يُتابُ مِنها وَ البِدعةُ لا يُتابُ مِنها ».
    وَخيرُ الأُمُورِ السَّالِفاتُ عَلى الهُدى ... وَشَرُّ الأُمُورِ المُحدَثَاتُ البَدَائِعُ.
    وَإِنّ ممّا نُعايِشُهُ مِن هذِهِ البِدَعِ: تِلكَ البدَعَ التي تَنَاقَلهَا مَن لا عِلْمَ عِندَهُ بِعظِيمِ جُرمِها، وَخَطِيرِ أَمرِها، التي لَم تَستَنِدْ إلى كتابٍ، ولا سُنَّةٍ، ولا هَديِ السّلَفِ الصالِحِ رِضوان اللهِ عليهم، أَلَا وَهِيَ البِدَعُ التِي أُحدِثَتْ قَبلَ وَبَعدَ الأَذَانِ.
    فَتَرى الواحدَ مِنهم يُقَدِّمُ بينَ يَدَي أَذَانِهِ ما لم يَشرَعْهُ اللهُ ولا رسولُهُ  مِن الأَورادِ والابْتهالاتِ وقراءةِ القرآن، وكلُّ ذلك مشروعٌ ولَكنْ ليس هَذَا مكانَهُ، كَمَا سَنُبَيِّنُهُ إِن شَاءَ اللهُ.
    فَلَا يَكادُ يَسْلَمُ مِنها مَسجِدٌ مِن مَسَاجِدِ أَهلِ البِدَعِ – الصُّوفيَّةَ – إِلّا وَيَعلُوُا مَنَاراتِهِم مِثلُ هذِهِ البِدعِ التي عَلى غَيرِ هَديِ النبيِّ ، وسبيلِ المؤمنينَ مِن الصّحابَةِ والتّابِعِينَ.
    وهَكذا بَعدَ الأَذَانِ بالمثلِ، مِن تِلكَ البِدعِ التي ما أَنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطانٍ. فَلَيتَ شِعْرِي لماذا لا يَكتفُونَ بالهَدْيِ النَبَوِيِّ الذي لا يَعترِضُهم علَيه مُعتَرِضٌ، وَلَا يُنكِرُ عليهم مُنكِرٌ، وَلَكنَّه الاسْتِحسانُ في الدِّينِ هو الذِي جَرَّهم لهذِهِ البِدَعِ وغَيرِها؛ وقَد قَال الإِمامُ الشّافعيُّ / :«مَن اسْتَحسَنَ فَقَد شَرَّعَ »، وَمَن شَرَّعَ فقد شارَكَ اللهَ في أَمرِهِ، فَكيف يَرُوقُ لهم تَشْريَعُ مَا لم يَشرَعْهُ اللهُ ورَسولُهُ، وَلَنَا فِيما شَرَعَاهُ غُنيَةٌ وَكِفايَةٌ؛ قَال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ ا:« الاقْتِصادُ في السُّنَّةِ خَيرٌ مِن الاجْتِهادِ في بِدعَةٍ »( )، وَيقولُ أُبَيُّ بنُ كعْبٍا: « إِنَّ اقْتِصاداً في سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ خيرٌ مِن اجْتِهادٍ في خِلافِ سَبيلٍ وَسُنَّةٍ فانظُرُوا أَن يَكونَ عَمَلَكُم إِنْ كانَ اجْتهاداً أو اقْتِصاداً أَنْ يكونَ ذلك عَلى مِنْهاجِ الأَنبِياءِ وَسُنَّتِهِم »( ).
    وَلَقد كُنتُ جَمَعتُ طَرَفاً مِن هذه البِدعِ التي تكونُ قَبْلَ الأَذَانِ، ثُم رَأَيتُ أَنْ أُتِمَّهُ؛ لِإِتْمَامِ الفائِدَةِ، وَلِأَدْلُوَ بِدَلْوِي مَع الدِّلَاءِ؛ لَعَلِّي أَسْقِي بِهِ قَلبَ مَن أَرَادَ اللهُ إِرْواءَهُ بِنورِ السُّنَّةِ والهِدايَةِ، وإِظْهاراً للحَقِّ الذي تَنَكَّرَ لَهُ المُتَنَكِّرُونَ، نَسألُ اللهَ العافِيَةَ وَالسَّلامَةَ.
    فَجَمَعْتُهُ نُبْذَةً حَوَتْ ما وَقَفْتُ علَيهِ مِن البِدعِ التي أُحْدِثَتْ قَبلَ الأذانِ وَبَعدَهُ، وَرُبَّما أَحْشُرُ ما أُحدِثَ قَبلَ الإِقامَةِ فيما أُحْدِثَ بَعدَ الأَذَانِ؛ لِوقوعِها بَعدَه، وَسَمَّيتُها: (البُرهانْ عَلى بِدْعيَّةِ ما أُحْدِثَ قَبل وَبَعدَ الأَذَانْ).
    وَإِنِّي لَأجِدُنِي ُمْمَتنًّا لِمَنْ رَاجَعَ هذه الرِّسَالَةَ، وَأَسَدْى إِلَيَّ عُيُوبَهَا، وَعَلى رَأْسِهِم شَيخُنا المِفْضَالُ / أبو بلالٍ الحَضرَميُّ - زَادَهُ اللهُ عِلماً وَحِلْماً وَثباتاً -، الذي أَعطاني مِن وقْتِهِ لِمُراجَعَةِ هذِهِ الرسالةِ المُتَواضِعةِ، فَجَزاهُ اللهُ خيراً على تَشجِيعِهِ لِطُلابِهِ. كَما أَشْكُرُ كل من قَرَأَها وَنَبَّهَنِي على خطلٍ بها؛ فَإِنّ الكَمال – المُطْلَقَ – للهِ وحدَه.
    هَذا وأَسأَلُ المَولى جَلّ في عُلاه أَن يُبارِك لي فيما رَقَمْتُ، وَأَنْ يَجعلَهُ خالصاً لِوجهِهِ، وَلا يَجعل لِأحَدٍ منهُ شَيئا، وَأن يُزيلَ اللهُ بِهِ هَذه البدعةَ؛ فَما أُزِيلَت البِدعُ بِمِثلِ العِلمِ وَنَشرِهِ، وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالمَين.

    وَكَتَبهُ العَبدُ المُقصِّر
    أَبو عَبدِ اللهِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمَدَ باعَبَّاد عامَلَهُ اللهُ بِلُطْفِهِ وسِترِهِ
    صباح السبتِ الخامس والعشرينَ مِن مُحرَّم عام 1437هـ
    دَار الحديثِ السلفية بِالحامِي

    والتحميل من هنـــــا
يعمل...
X