تويت
((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ))
((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ))
ليس كل المسلمين يعرفون الحق فقد قال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً}،وأذا عرفوا الحق فالغالب منهم لا يخضع له ولا ينصاع وقد قال تعالى:{ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70،فأذا جهلوا الحق ولم يخضعوا له حدث بينهم التنازع.
فالتنازع على هذا الحال واقع ولابد!!!
وهذا داء فما علاجه؟؟؟؟
العلاج: هو الرد إلى الكتاب العزيز والسنة النبوية الصحيحة.
فإن العمل بالكتاب والسنة عصمة وردء من التنازع.
والرد بعد النزاع إلى الكتاب والسنة أن لم يستأصل النزاع من عروقه فإنه يوجههُ ويرشدهُ،بما يعرف من خلاله مراد الله تعالى ومراد رسوله-صلى الله عليه وسلم-والخضوع والانقياد لهذا المراد،ولا يحتاج بعدهما إلى غيرهما: (وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام)،كما قاله شيخ السلام في (الحسبة في الإسلام)(65).
وهذا الرد يجب أن يكون في كل شيء مهما كان: (فإذا تنازع المسلمون في مسألة وجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول،فأي القولين دل عليه الكتاب والسنة وجب اتباعه)مجموع الفتاوى(20\12).
وفي هذا الرد عصمة ونجاة وخير،أما الرد إلى غيره فإن فيه التفرق والتنازع والشر: (وهذا لان الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء،وإذا ردوا لعقولهم فلكل واحد منهم عقل) مجموع الفتاوى(20\163).وقال الشيخ في (درء تعارض العقل والنقل)(1\234): (وكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسنة رسوله،فقد دعا إلى بدعة وضلالة،والإنسان في نظره مع نفسه ومناظرته لغيره إذا اعتصم بالكتاب والسنة هداه الله إلى صراطه المستقيم،
فإن الشريعة مثل سفينة نوح عليه السلام،من ركبها نجا،ومن تخلف عنها غرق).
وقال العلامة ابن القيم-رحمه الله-في(إعلام الموقعين)(1\49): (قوله:{فإن تنازعتم في شيء}نكرة في سياق الشرط تعم كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين،دقه وجله،جليه وخفيه.
ولو لم يكن في كتاب الله ورسوله بيان حكم ما تنازعوا فيه،ولم يكن كافياً،لم يأمر بالرد عليه،إذ من الممتنع أن يأمر تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع).
أيها الأحبة:على هذا النهج الراشد سار سلفنا الصالحون-رضوان الله عليهم أجمعين-فاسمع لعبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-عندما رد على من عارض قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-بقول أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء،أقول:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،وتقولون:قال أبو بكر وعمر!!!).
ومن جميل المناظرات العلمية ما حدث بين الإمامين الجليلين:الشافعي وإسحاق بن راهويه-رحمهما الله تعالى-لما تناظرا في كراء بيوت مكة،حيث قال الشافعي لأخيه إسحاق:
(قال الله تعالى:{للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم}.فنسب الديار إلى مالكها أم إلى غير مالكها؟؟؟وقال النبي، -صلى الله عليه وسلم-يوم فتح مكة: (من أغلق بابه فهو آمن،ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن).فنسب الديار إلى أربابها أم إلى غير أربابها؟؟؟واشترى عمر بن الخطاب داراً للسجن من مالك أو من غير مالك؟؟؟وقال النبي،-صلى الله عليه وسلم-: (وهل ترك لنا عقيل من دار؟؟؟).
قال إسحاق:فقلت:الدليل على صحة قولي:
أن بعض التابعين قال به.
فقال الشافعي لبعض الحاضرين:من هذا....؟؟؟
فقيل:إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
فقال الشافعي:أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟؟؟
فقال إسحاق:هكذا يزعمون!!!
فقال الشافعي:ما أحوجني أن يكون غيرك،فكنت آمر بعرك أذنيه،
أقول قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-وأنت تقول:
قال عطاء وطاووس والحسن وإبراهيم.
وهل لأحد مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حجة؟؟؟!!!).مناقب الشافعي للبيهقي(1\214).
وأخيرا أسمع هذا الأمام وهو عبد العزيز بن يحيى المكي-رحمه الله-كما جاء في(الحيدة)له،وهو يناظر المبتدع بشر المريسي أمام الخليفة المأمون فقال: (كل متناظرين على غير أصل يكون بينهما يرجعان إليه إذا اختلفا في شيء من الفروع،فهما كالسائر على غير طريق،وهو لا يعرف المحجة فيتبعها،ولا يعرف الموضع الذي يريد فيقصده،وهو لا يدري من أين جاء فيرجع فيطلب الطريق وهو على ضلال.
ولكنا نؤصل بيننا أصلاً،فإذا اختلفنا في شيء من الفروع رددناه إلى الأصل،فإن وجدناه فيه وإلا رمينا به ولم نلتفت إليه.
قال المأمون:نِعمَ ما قلت،فاذكر الأصل الذي تريد أن يكون بينكما.
قلت:يا أمير المؤمنين الأصل بيني وبينه ما أمر الله-عز وجل-واختاره لنا وعلمناه وأدبنا به في التنازع والاختلاف،ولم يكلنا إلى غيره ولا إلى أنفسنا واختبارنا فنعجز.
قال المامون:وهل ذلك موجود عن الله تعالى؟؟؟
قلت: نعم،يا أمير المؤمنين.
قال:فاذكر ذلك!!!
قلت:قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59.فهذا تعليم من الله وتأديبه واختياره لعباده المؤمنين ما أصله المتنازعون بينهم)).
أذاً الرد إلى الكتاب والسنة هو الذي يدرأ النزاع بين المسلمين ويعصمهم من مخالفة مراد الله-عز وجل-ومراد رسوله-صلى الله عليه وسلم-
أخوكم:عماد الحديدي
ليس كل المسلمين يعرفون الحق فقد قال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً}،وأذا عرفوا الحق فالغالب منهم لا يخضع له ولا ينصاع وقد قال تعالى:{ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70،فأذا جهلوا الحق ولم يخضعوا له حدث بينهم التنازع.
فالتنازع على هذا الحال واقع ولابد!!!
وهذا داء فما علاجه؟؟؟؟
العلاج: هو الرد إلى الكتاب العزيز والسنة النبوية الصحيحة.
فإن العمل بالكتاب والسنة عصمة وردء من التنازع.
والرد بعد النزاع إلى الكتاب والسنة أن لم يستأصل النزاع من عروقه فإنه يوجههُ ويرشدهُ،بما يعرف من خلاله مراد الله تعالى ومراد رسوله-صلى الله عليه وسلم-والخضوع والانقياد لهذا المراد،ولا يحتاج بعدهما إلى غيرهما: (وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام)،كما قاله شيخ السلام في (الحسبة في الإسلام)(65).
وهذا الرد يجب أن يكون في كل شيء مهما كان: (فإذا تنازع المسلمون في مسألة وجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول،فأي القولين دل عليه الكتاب والسنة وجب اتباعه)مجموع الفتاوى(20\12).
وفي هذا الرد عصمة ونجاة وخير،أما الرد إلى غيره فإن فيه التفرق والتنازع والشر: (وهذا لان الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء،وإذا ردوا لعقولهم فلكل واحد منهم عقل) مجموع الفتاوى(20\163).وقال الشيخ في (درء تعارض العقل والنقل)(1\234): (وكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسنة رسوله،فقد دعا إلى بدعة وضلالة،والإنسان في نظره مع نفسه ومناظرته لغيره إذا اعتصم بالكتاب والسنة هداه الله إلى صراطه المستقيم،
فإن الشريعة مثل سفينة نوح عليه السلام،من ركبها نجا،ومن تخلف عنها غرق).
وقال العلامة ابن القيم-رحمه الله-في(إعلام الموقعين)(1\49): (قوله:{فإن تنازعتم في شيء}نكرة في سياق الشرط تعم كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين،دقه وجله،جليه وخفيه.
ولو لم يكن في كتاب الله ورسوله بيان حكم ما تنازعوا فيه،ولم يكن كافياً،لم يأمر بالرد عليه،إذ من الممتنع أن يأمر تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع).
أيها الأحبة:على هذا النهج الراشد سار سلفنا الصالحون-رضوان الله عليهم أجمعين-فاسمع لعبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-عندما رد على من عارض قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-بقول أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء،أقول:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،وتقولون:قال أبو بكر وعمر!!!).
ومن جميل المناظرات العلمية ما حدث بين الإمامين الجليلين:الشافعي وإسحاق بن راهويه-رحمهما الله تعالى-لما تناظرا في كراء بيوت مكة،حيث قال الشافعي لأخيه إسحاق:
(قال الله تعالى:{للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم}.فنسب الديار إلى مالكها أم إلى غير مالكها؟؟؟وقال النبي، -صلى الله عليه وسلم-يوم فتح مكة: (من أغلق بابه فهو آمن،ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن).فنسب الديار إلى أربابها أم إلى غير أربابها؟؟؟واشترى عمر بن الخطاب داراً للسجن من مالك أو من غير مالك؟؟؟وقال النبي،-صلى الله عليه وسلم-: (وهل ترك لنا عقيل من دار؟؟؟).
قال إسحاق:فقلت:الدليل على صحة قولي:
أن بعض التابعين قال به.
فقال الشافعي لبعض الحاضرين:من هذا....؟؟؟
فقيل:إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
فقال الشافعي:أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟؟؟
فقال إسحاق:هكذا يزعمون!!!
فقال الشافعي:ما أحوجني أن يكون غيرك،فكنت آمر بعرك أذنيه،
أقول قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-وأنت تقول:
قال عطاء وطاووس والحسن وإبراهيم.
وهل لأحد مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حجة؟؟؟!!!).مناقب الشافعي للبيهقي(1\214).
وأخيرا أسمع هذا الأمام وهو عبد العزيز بن يحيى المكي-رحمه الله-كما جاء في(الحيدة)له،وهو يناظر المبتدع بشر المريسي أمام الخليفة المأمون فقال: (كل متناظرين على غير أصل يكون بينهما يرجعان إليه إذا اختلفا في شيء من الفروع،فهما كالسائر على غير طريق،وهو لا يعرف المحجة فيتبعها،ولا يعرف الموضع الذي يريد فيقصده،وهو لا يدري من أين جاء فيرجع فيطلب الطريق وهو على ضلال.
ولكنا نؤصل بيننا أصلاً،فإذا اختلفنا في شيء من الفروع رددناه إلى الأصل،فإن وجدناه فيه وإلا رمينا به ولم نلتفت إليه.
قال المأمون:نِعمَ ما قلت،فاذكر الأصل الذي تريد أن يكون بينكما.
قلت:يا أمير المؤمنين الأصل بيني وبينه ما أمر الله-عز وجل-واختاره لنا وعلمناه وأدبنا به في التنازع والاختلاف،ولم يكلنا إلى غيره ولا إلى أنفسنا واختبارنا فنعجز.
قال المامون:وهل ذلك موجود عن الله تعالى؟؟؟
قلت: نعم،يا أمير المؤمنين.
قال:فاذكر ذلك!!!
قلت:قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59.فهذا تعليم من الله وتأديبه واختياره لعباده المؤمنين ما أصله المتنازعون بينهم)).
أذاً الرد إلى الكتاب والسنة هو الذي يدرأ النزاع بين المسلمين ويعصمهم من مخالفة مراد الله-عز وجل-ومراد رسوله-صلى الله عليه وسلم-
أخوكم:عماد الحديدي