الحمد لله أما بعد :
فهذه فوائد سمعتها أذناي ووعاها قلبي متعلقة بسورة عظيمة المباني جليلة المعاني
أسطِّرها على شكل مباحث
المبحث 01 : في كون سورة الفاتحة كاملة في محل نصب مفعول به لأنها مقول قول
مُقَدَّر ليتناسب مع قوله اياك نعبد....
المبحث 02 : في كون الحمد لله جملة اسمية تفيد الإستمرار والثبوت فهي آكد من
الجملة الفعلية ولهذا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالجملة الفعلية
الدَّالَّة على التجدد والحدوث ولهذا في المستحبات يؤتى بالجملة الفعلية قال تعالى
(فَضَرْبَ الرِّقَابِ) وفي الواجبات يؤتى بالجملة الإسمية
قال تعالى فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أي فعليه فدية* فعليه خبر محدوف أو تجعل فدية
خبر لمتدأ محدوف أي الواجب فدية وهو الأنسب لأن الأصل حدف المبتدأ
لظهوره* قاله بن عطية ووجهه أبوحيان بأن الجملة الإسمية آكد اه
تنبيه المحدث اصطلاحا عند المتكلمين المخلوق وشرعا ولغة هو المتجدد
قال تعالى مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
ومرادي الثاني .
المبحث 03 : جملة الحمد لله دعاء إذ الثناء دعاء والدعاء ثناء
ومما يذكر أهل الأدب في هذا المعنى قول أمية بن أبي الصلت
أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَم قد كَفانِي حَياؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الحَياءُ
وعِلْمُكَ بالحُقُوق وأَنْتَ فَرْعٌ لكَ الحَسَبُ المُؤَثَّلُ والسَّناءُ
خَلِيلٌ لا يُغَيِّرُهُ صباح عن الخُلُقِ الجَمِيلِ ولا مَساءُ
إِذا أَثْنَى عليكَ المَرْءُ يَوْماً كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ
يُبارِي الرِّيحَ مَكْرُمَةً وجُوداً إِذا ما الكَلْبُ أَجْحَرَهُ الشِّتاءُ
محل الشاهد منه قوله إِذا أَثْنَى عليكَ المَرْءُ يَوْماً* كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ
وذكر الكذاب الأصفهاني عن سفيان قال :
فهذا مخلوق ينسب إلى الجود فقيل له: يكفينا من مسألتك أن نثني عليك
ونسكت حتى تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق.
ولهذه الأبيات قصة ذكرها بن دريد في الإشتقاق
المبحث 04 : أل في حمد ربنا الرَزَّاقِ * محتمل العهد والإستغراق
ويترتب على الخلاف ثمرة وهي هل يجوز صرف الحمد للمخلوق
المبحث 04 : تعريف الحمد والمدح والثناء والتمجيد والشكر
الحمد نقيض الذم
وهو وصف المحمود بصفات الكمال الذاتي والفعلي محبة وتعظيما
وقيل هو الثناء بالجميل على الجميل الإختياري و الذاتيِّ
فأخرج الثناء بالقبيح لأنه ذم على الجميل أخرج الثناء على القبيح
لأنه مدح والذاتي مخرج للشكر لأنه يكون على الفواضل فقط
وهي الصفات الفعلية قال الناظم :
فضائل صفات ذات يا فتى * فواضل صفة فعل قد أتى
ومفرد الأولى أتى فضيلة * ومفرد الثانية فاضلة فخد وسيلة
الثناء تكرير الحمد ومنه التثنية أفاده بن القيم وسبقه أبومنصور الجواليقي
في شرح أدب الكاتب وهو تلميذ الخطيب التبريزي المدرس في المدرسة
النظامية
التي دخلت التاريخ من بابه الواسع كما دخلته دار الحديث بدماج على أن الثانية
سلفية أثرية
والمدح : الوصف بالكمال من غير محبة ولا تعظيم
فائدة بالتأمل في أسرار اللغة ظهر لي والله أعلم تأييد الفرق بين الحمد والمدح
من حيث مخارج الحروف فالمادة واحدة الحاء والميم والدال لكن المدح مبدوء
بحرف الميم الذى مخرجه من الفم اِشارة إلى أنه ليس نابعا من القلب فلا حظ
للتعظيم
والمحبة فيه بخلاف الحمد فهو مبدوء بحرف مخرجه من الحلق إشارة
إلى أنه نابع من القلب فهو متضمن المحبة والتعظيم فتأمل لأن المادة واحدة
فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ومن كان له تعقيب على هذا الإستنباط
فليفدنا مشكورا
التمجيد : الوصف بصفات الجلال والملك والعظمة
والشكر القيام بطاعة المنعم اعترافا له بالجميل قولا وفعلا واعتقادا
وقال بعض أهل الغة الشكر : مشاهدة المنة وحفظ الحرمة
فالشكر أخص سببا وأعم آلة والحمد أعم سببا وأخص آلة وآداء
قال الناظم
الحمد بالثناء مطلقا بدا كان جزاء نعمة أو ابتدا
والشكر ما كان جزاء للنعم فالحمد من ذا الوجه وحده أعم
والشكر يأتى عند كل شارحِ بالقلب واللسان والجوارحِ
والحمد باللسان لاغير وسم فالشكر من ذا الوجه وحده أعم
فبينهما عموم وخصوص وجهي
المبحث 05 : اللام للإستحقاق والإختصاص ومعنى كونها للإستحقاق
أنه لا أحد يستحق أن يحمد لذاته إلا الله تعالى
ومعنى كونها للإختصاص أن الحمد المستغرق لجميع المحامد لا يكون
إلا لله
قاعدة للفائدة : ما قبل اللام إذا كان معنى فهو للإستحقاق وإذا كان ذاتا فهو
للملك
المبحث 06 : لفظ الجلالة علم على المعبود بحق وإله العبود مطلقا
وهو فعال بمعنى مفعول كغراس ومغروس وأله ورد من باب سمع
وورد من باب قطع
وأصل لفظ الجلالة الإله فحدفت الهمزة تخفيفا كما قال بن مالك في الكافية
وربما أغناهمُ خير وشر * عن قولهم أخير منه وأشر
وقيل أصله إله وأدخلت الألف واللام عليه ....
المبحث 07 : لفظ الجلالة أخص بالعبادة والتسبيح والتحميد ...لهذا
يقال الحمد لله سبحان الله ...
واسم الرب أخص بصفات الأفعال قال تعالى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
المبحث 08 : من الأدب في الإعراب أن يقال
لفظ الجلالة
فائدة : أعرف المعارف جميع الأسماء المختصة بالله
سواء مما علمناها أو مما استاثر الله بها في علمه
كالرحمان
المبحث 09 : الإسمان الكريمان الله والرب إذا اجتمعا افترقا
فدل أحدهما على الربوبية والآخر على الألوهية
وإذا افترقا اجتمعا فدل كل واحد منهما على المعنيين جميعا
المبحث 10 : جملة الحمد لله تثبت الكمالات لله تعالى وصفاته وأسماؤه من
كمالاته
ففى الآية الكريمة إبطال مذاهب الباطنية والجهمية والمعطلة لمن كان يعقل
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ
المبحث 11 : الله جل وعلا يحمد على صفاته وأفعاله وأسمائه وعلى أمره الشرعي
والكوني
فمن حمده تعالى على أفعاله قوله تعالى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
المبحث 12 : حمدنا لربنا يعتبر من نعم الله علينا فيلزم أن نحمده على توفيقه لنا
لحمده تعالى
وقد قيل : الحمد لله الذى من حمده * لزمه من حمده أن يحمده
وقيل إذا كان شكري نعمة الله نعمةً * عليَّ في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله * وإن طالت الأيام واتَّصل العمر
وقيل الحمد لله مولانا على كل نعمة * ومن جملة النعماء قولى لك الحمد
فلا حمد إلا أن تَمُنَّ بنعمة * تعاليت لا يقوى على شكرك العبد
فلزم الدَّور والحمد لله لرب العالمين
المبحث 13 : الرب اسم فاعل أصله الرَّابُّ من رباه يُّربِّيه وربَّه يربُّه وربَّبَّه يرببه
المبحث 14 : العالمون مشتق من العلامة لأنه علامة على خالقه
المبحث 15 : جملة رب العالمين بعضُ تعليلٍ لكونِ الحمدِ مستَحَقٌ لله
المبحث 16 : قوله الرحمان الرحيم بعد ذكر الربوبية لبيان أن ربيوبيته
تعالى لخلقه مبنية على الرحمة
المبحث 17 : الرحمان على وزن فعلان فهو يد على السعة والإمتلاء والرحيم صيغة
مبالغة
ويتفرع على إثبات صفة الرحمة التعبد لله تعالى بمقتضى ذلك من طلب الرحمة
ورجائها
فكيف يرجوها من لايثبتها صفة لله تعالى !!!؟
المبحث 18 : إذا اجتمع الإسمان الرحمان الرحيم دل الأول على الوصف والثاني على
الفعل
المبحث 19 :مالك وفي قراءة ملك فالملك بكسر الميم يكون في الأشياء يقال القلم مِلك لزيد
والملك بضم الميم بمعنى السلطان يقال المملكة مُلك للملك وفائدة القرائتين لبيان أن الله هو
الملك
وهو المتصرف في ملكوته بخلاف ملوك الدنيا فالتصرف للوزراء وغيرهم
ويفسر قراءة مالك يوم الدين قوله تعالى
ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
ويفسر قراءة ملك يوم الدين قوله تعالى لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
المبحث 20 : الدين يطلق على العمل كقوله تعالى ألا لله الدين الخالص
ويطلق على الجزاء كما في هذه الآية
وتخصيص الملك بيوم الدين لظهوره وعدم المنازع في ذلك اليوم
وتتمة البحث في حلقة أخرى إن شاء الله
نعوذ بوجه الله من النار نعوذ بالله من الرياء والسمعة
سليمان بن يسار. قال:
تفرق الناس عن أبي هريرة. فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ! حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه...... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأتي به. فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار رواه مسلم
فهذه فوائد سمعتها أذناي ووعاها قلبي متعلقة بسورة عظيمة المباني جليلة المعاني
أسطِّرها على شكل مباحث
المبحث 01 : في كون سورة الفاتحة كاملة في محل نصب مفعول به لأنها مقول قول
مُقَدَّر ليتناسب مع قوله اياك نعبد....
المبحث 02 : في كون الحمد لله جملة اسمية تفيد الإستمرار والثبوت فهي آكد من
الجملة الفعلية ولهذا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالجملة الفعلية
الدَّالَّة على التجدد والحدوث ولهذا في المستحبات يؤتى بالجملة الفعلية قال تعالى
(فَضَرْبَ الرِّقَابِ) وفي الواجبات يؤتى بالجملة الإسمية
قال تعالى فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أي فعليه فدية* فعليه خبر محدوف أو تجعل فدية
خبر لمتدأ محدوف أي الواجب فدية وهو الأنسب لأن الأصل حدف المبتدأ
لظهوره* قاله بن عطية ووجهه أبوحيان بأن الجملة الإسمية آكد اه
تنبيه المحدث اصطلاحا عند المتكلمين المخلوق وشرعا ولغة هو المتجدد
قال تعالى مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
ومرادي الثاني .
المبحث 03 : جملة الحمد لله دعاء إذ الثناء دعاء والدعاء ثناء
ومما يذكر أهل الأدب في هذا المعنى قول أمية بن أبي الصلت
أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَم قد كَفانِي حَياؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الحَياءُ
وعِلْمُكَ بالحُقُوق وأَنْتَ فَرْعٌ لكَ الحَسَبُ المُؤَثَّلُ والسَّناءُ
خَلِيلٌ لا يُغَيِّرُهُ صباح عن الخُلُقِ الجَمِيلِ ولا مَساءُ
إِذا أَثْنَى عليكَ المَرْءُ يَوْماً كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ
يُبارِي الرِّيحَ مَكْرُمَةً وجُوداً إِذا ما الكَلْبُ أَجْحَرَهُ الشِّتاءُ
محل الشاهد منه قوله إِذا أَثْنَى عليكَ المَرْءُ يَوْماً* كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ
وذكر الكذاب الأصفهاني عن سفيان قال :
فهذا مخلوق ينسب إلى الجود فقيل له: يكفينا من مسألتك أن نثني عليك
ونسكت حتى تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق.
ولهذه الأبيات قصة ذكرها بن دريد في الإشتقاق
المبحث 04 : أل في حمد ربنا الرَزَّاقِ * محتمل العهد والإستغراق
ويترتب على الخلاف ثمرة وهي هل يجوز صرف الحمد للمخلوق
المبحث 04 : تعريف الحمد والمدح والثناء والتمجيد والشكر
الحمد نقيض الذم
وهو وصف المحمود بصفات الكمال الذاتي والفعلي محبة وتعظيما
وقيل هو الثناء بالجميل على الجميل الإختياري و الذاتيِّ
فأخرج الثناء بالقبيح لأنه ذم على الجميل أخرج الثناء على القبيح
لأنه مدح والذاتي مخرج للشكر لأنه يكون على الفواضل فقط
وهي الصفات الفعلية قال الناظم :
فضائل صفات ذات يا فتى * فواضل صفة فعل قد أتى
ومفرد الأولى أتى فضيلة * ومفرد الثانية فاضلة فخد وسيلة
الثناء تكرير الحمد ومنه التثنية أفاده بن القيم وسبقه أبومنصور الجواليقي
في شرح أدب الكاتب وهو تلميذ الخطيب التبريزي المدرس في المدرسة
النظامية
التي دخلت التاريخ من بابه الواسع كما دخلته دار الحديث بدماج على أن الثانية
سلفية أثرية
والمدح : الوصف بالكمال من غير محبة ولا تعظيم
فائدة بالتأمل في أسرار اللغة ظهر لي والله أعلم تأييد الفرق بين الحمد والمدح
من حيث مخارج الحروف فالمادة واحدة الحاء والميم والدال لكن المدح مبدوء
بحرف الميم الذى مخرجه من الفم اِشارة إلى أنه ليس نابعا من القلب فلا حظ
للتعظيم
والمحبة فيه بخلاف الحمد فهو مبدوء بحرف مخرجه من الحلق إشارة
إلى أنه نابع من القلب فهو متضمن المحبة والتعظيم فتأمل لأن المادة واحدة
فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ومن كان له تعقيب على هذا الإستنباط
فليفدنا مشكورا
التمجيد : الوصف بصفات الجلال والملك والعظمة
والشكر القيام بطاعة المنعم اعترافا له بالجميل قولا وفعلا واعتقادا
وقال بعض أهل الغة الشكر : مشاهدة المنة وحفظ الحرمة
فالشكر أخص سببا وأعم آلة والحمد أعم سببا وأخص آلة وآداء
قال الناظم
الحمد بالثناء مطلقا بدا كان جزاء نعمة أو ابتدا
والشكر ما كان جزاء للنعم فالحمد من ذا الوجه وحده أعم
والشكر يأتى عند كل شارحِ بالقلب واللسان والجوارحِ
والحمد باللسان لاغير وسم فالشكر من ذا الوجه وحده أعم
فبينهما عموم وخصوص وجهي
المبحث 05 : اللام للإستحقاق والإختصاص ومعنى كونها للإستحقاق
أنه لا أحد يستحق أن يحمد لذاته إلا الله تعالى
ومعنى كونها للإختصاص أن الحمد المستغرق لجميع المحامد لا يكون
إلا لله
قاعدة للفائدة : ما قبل اللام إذا كان معنى فهو للإستحقاق وإذا كان ذاتا فهو
للملك
المبحث 06 : لفظ الجلالة علم على المعبود بحق وإله العبود مطلقا
وهو فعال بمعنى مفعول كغراس ومغروس وأله ورد من باب سمع
وورد من باب قطع
وأصل لفظ الجلالة الإله فحدفت الهمزة تخفيفا كما قال بن مالك في الكافية
وربما أغناهمُ خير وشر * عن قولهم أخير منه وأشر
وقيل أصله إله وأدخلت الألف واللام عليه ....
المبحث 07 : لفظ الجلالة أخص بالعبادة والتسبيح والتحميد ...لهذا
يقال الحمد لله سبحان الله ...
واسم الرب أخص بصفات الأفعال قال تعالى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
المبحث 08 : من الأدب في الإعراب أن يقال
لفظ الجلالة
فائدة : أعرف المعارف جميع الأسماء المختصة بالله
سواء مما علمناها أو مما استاثر الله بها في علمه
كالرحمان
المبحث 09 : الإسمان الكريمان الله والرب إذا اجتمعا افترقا
فدل أحدهما على الربوبية والآخر على الألوهية
وإذا افترقا اجتمعا فدل كل واحد منهما على المعنيين جميعا
المبحث 10 : جملة الحمد لله تثبت الكمالات لله تعالى وصفاته وأسماؤه من
كمالاته
ففى الآية الكريمة إبطال مذاهب الباطنية والجهمية والمعطلة لمن كان يعقل
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ
المبحث 11 : الله جل وعلا يحمد على صفاته وأفعاله وأسمائه وعلى أمره الشرعي
والكوني
فمن حمده تعالى على أفعاله قوله تعالى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
المبحث 12 : حمدنا لربنا يعتبر من نعم الله علينا فيلزم أن نحمده على توفيقه لنا
لحمده تعالى
وقد قيل : الحمد لله الذى من حمده * لزمه من حمده أن يحمده
وقيل إذا كان شكري نعمة الله نعمةً * عليَّ في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله * وإن طالت الأيام واتَّصل العمر
وقيل الحمد لله مولانا على كل نعمة * ومن جملة النعماء قولى لك الحمد
فلا حمد إلا أن تَمُنَّ بنعمة * تعاليت لا يقوى على شكرك العبد
فلزم الدَّور والحمد لله لرب العالمين
المبحث 13 : الرب اسم فاعل أصله الرَّابُّ من رباه يُّربِّيه وربَّه يربُّه وربَّبَّه يرببه
المبحث 14 : العالمون مشتق من العلامة لأنه علامة على خالقه
المبحث 15 : جملة رب العالمين بعضُ تعليلٍ لكونِ الحمدِ مستَحَقٌ لله
المبحث 16 : قوله الرحمان الرحيم بعد ذكر الربوبية لبيان أن ربيوبيته
تعالى لخلقه مبنية على الرحمة
المبحث 17 : الرحمان على وزن فعلان فهو يد على السعة والإمتلاء والرحيم صيغة
مبالغة
ويتفرع على إثبات صفة الرحمة التعبد لله تعالى بمقتضى ذلك من طلب الرحمة
ورجائها
فكيف يرجوها من لايثبتها صفة لله تعالى !!!؟
المبحث 18 : إذا اجتمع الإسمان الرحمان الرحيم دل الأول على الوصف والثاني على
الفعل
المبحث 19 :مالك وفي قراءة ملك فالملك بكسر الميم يكون في الأشياء يقال القلم مِلك لزيد
والملك بضم الميم بمعنى السلطان يقال المملكة مُلك للملك وفائدة القرائتين لبيان أن الله هو
الملك
وهو المتصرف في ملكوته بخلاف ملوك الدنيا فالتصرف للوزراء وغيرهم
ويفسر قراءة مالك يوم الدين قوله تعالى
ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
ويفسر قراءة ملك يوم الدين قوله تعالى لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
المبحث 20 : الدين يطلق على العمل كقوله تعالى ألا لله الدين الخالص
ويطلق على الجزاء كما في هذه الآية
وتخصيص الملك بيوم الدين لظهوره وعدم المنازع في ذلك اليوم
وتتمة البحث في حلقة أخرى إن شاء الله
نعوذ بوجه الله من النار نعوذ بالله من الرياء والسمعة
سليمان بن يسار. قال:
تفرق الناس عن أبي هريرة. فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ! حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه...... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأتي به. فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار رواه مسلم