بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الأخيار.
أما بعد:
إن إنكار ربيع المدخلي لهذا النوع من الاحاديث لم يسبقه إليه أحد من الائمة، بل جاء من الائمة عكس ذلك وألفوا فيه كما ذكر ذلك الشيخ يحيى الحجوري، وممن ألف فيه أيضا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي، الموصلي (المتوفى: 307هـ) بكتاب تحت عنوان: المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر مكتبة دار الأقصى – الكويت، الطبعة الأولى 1405ه، ومن شرطه في الكتاب ذكر المقلين من الصحابة، وقد ذكر علي الحلبي- هداه الله- هذا الكتاب للشيخ العلامة محدث العصر ناصر الدين الألباني رحمه الله ولم ينكر عليه التأليف في مثل هذا النوع من الاحاديث وإليكم نص الحوار مع الرابط: الشيخ الألباني : طيب ، هل راجعت كتب أبي يعلى أسماءها ؟ الحلبي : لا .
الشيخ الألباني : يعني مثل النفي هذا شيء من أصعب ما يكون ، فيحتاج الإنسان يكد ويتعب أينعم ، أنا أتصور أنه ممكن يكون وهم ، لكن لا نستطيع أن نقول إنه وهم إلا لو حصرنا أنه مراجع وكتب أبي يعلى هو مسنده الكبير والصغير ، الصغير موجود والكبير مفقود ، معجم الشيوخ موجود مصور ولا يوجد له كتاب آخر .
الحلبي : في المفاريد وما في أيضا في المفاريد.
الشيخ الألباني : ما في
الحلبي : المفاريد شرطه الصحابة المقلين ، أحاديث الصحابة المقلين.
الشيخ الألباني : أينعم ، الله أعلم ، على كل حال ما أظن يتبني كبير شيء على....اه
كما أن الشيخ عبد المحسن العباد له شرح على ألفية السيوطي اعتبر فيه أن من لم يرو إلا حديثا واحدا يعتبر مبحثا أو موضوعا أو نوعا من أنواع علوم الحديث كغيره من الأنواع، وبين أن المراد به هو معرفة المقل من الرواية إلى أقل عدد وهو رواية حديث واحد، كما بين ان فائدته أو فائدة معرفته تتجلى في معرفة أن الراوي لم يرو إلا حديثا واحدا وانه مقل في رواية الحديث، وذكر أمثلة في ذلك عن الصحابة ومنهم أبي بن عمارة الذي روى حديثا واحدا في الخف، وآبي اللحم الغفاري الذي روى حديثا واحدا في الاستسقاء، وذكر امثلة اخرى لغير الصحابة، وذكر الشيخ عبد المحسن العباد أنه ممن ألف في هذا النوع من علوم الحديث أي من لم يرو إلا حديثا واحدا من الصحابة الإمام البخاري حامل راية علم الحديث، إضافة إلى الخزرجي صاحب كتاب الخلاصة-خلاصة تذهيب تهذيب الكمال- الذي اعتنى بهذا النوع في الكتب الستة، وذكر الشيخ انه لا تكاد تقرأ في الكتاب إلا وتجد عبارة له فرد حديث، أو له عند فلان فرد حديث، أي عند أحد أئمة الكتب الستة...الخ.
والشريط برقم 90 مدته 25 دقيقة و16 ثانية لمن اراده الرابط:
فيكون ربيع المدخلي غير عارف بهذا النوع من العلوم الحديثية، فانكر على الشيخ يحيى التأليف في هذا النوع من العلوم، وهو في نفس الوقت يريد جمع ما فات الشيخ يحيى في هذا الباب، وهو بذلك يحرم على غيره التأليف في هذا الباب، ويريد هو أن يؤلف فيه، فيريد من غيره إلغاء الكتاب ويثبت كتابه هو، وهذا شيئ عجيب، فلو كان ربيع المدخلي صادقا في إنكاره للكتاب على اعتبار أنه بدعة ومنكر ولم يسبق إليه، فمن باب أولى ألا يجمع ما فات الشيخ يحيى في هذا الباب لأن ما بني على باطل باطل، وكيف يفعل ربيع المدخلي شيئا ينكره إن هذا من العجاب يدل على الحسد والهوى، قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت***أتاح لها لسان حســــــود
لولا اشتعال النار فيما جـاورت***ما كان يعرف طيب عرف العود
وبعد بيان الشيخ يحيى حفظه الله للمؤلفين في هذا النوع من الاحاديث، وبيان موقف الشيخ عبد المحسن العباد الواضح الصريح بيان هذا النوع وأهميته، وبعد عدم إنكار الشيخ الألباني على من ألف فيه رغم ذكره له، يجب على الشيخ ربيع التوبة مما قاله في هذا النوع من الاحاديث لأنه قول على الله بغير علم، ويجب على من طبل للشيخ ربيع أن يبين له الحق في المسألة وينصحه، والحمد لله رب العالمين.