بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه وسلم وبعد ....
فهذا بحث مختصر متعلق بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء من حيث الثبوت وعدمه فأقول وبالله التوفيق .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : قال "" قالت لي أمي متى عهدكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا قال فهمت بي قلت يا أمه دعيني حتى أذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدعه حتى يستغفر لي ويستغفر لك قال فجئته فصليت معه المغرب فلما قضى الصلاة قام يصلي فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج ""
قلت : أخرجه الترمذي (3781) وأحمد (23483)،(23377) واللفظ له ، والنسائي في الكبرى (8365)،(8298) وابن حبان (7126) وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/269) والأمام أحمد في فضائل الصحابة (406) من طرق مدارها على إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان به مرفوعا ً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات غير ميسرة بن حبيب قال الحافظ في التقريب صدوق ، والمنهال بن عمرو الأسدي قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ .
قلت : وثقه يحيى بن معين وأخرج حديثه البخاري في أكثر من موضع في صحيحه .
وله شاهد عند الأمام أحمد في مسنده (23704) قال : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود ثنا شعبة عن التيمي قال طرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي فحدثنا عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم : وسئل عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر صلاته بين المغرب والعشاء .
قلت : في إسناده رجل مبهم .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير هذه الآية { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون } السجدة : 16
قال : كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون .
قلت : أخرجه أبي داود في سننه (1322)،(1321) والحاكم في المستدرك (3737) والبيهقي في الكبرى (4525)،(4524) وابن أبي شيبة في مصنفه (5930) وابن جرير الطبري في تفسيره (11/451) من طرق مدارها على سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة السدوسي عن أنس بن مالك رضي الله عنه موقوفاً عليه .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات وسعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة .
وممن كان يصلي بين المغرب والعشاء من الصحابة : -
1- أنس بن مالك رضي الله عنه : جاء هذا عند ابن أبي شيبة في المصنف (5926) قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس " أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول هي ناشئة الليل"
قلت : وهذا إسناده حسن من أجل عمارة بن زاذان قال الحافظ في التقريب صدوق كثير الخطأ .
2- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5921) والطبراني في الكبير (9449) من طريق ليث عن عبد الرحمن بن الأسود عن عمه قال " ما ساعة أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي ما بين المغرب والعشاء وكان يقول هي ساعة غفلة "
قلت : وهذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم ضعيف ، ثم جاءت له متابعة تامة عند ابن المبارك في الزهد (1261) من قبل جابر الجعفي .
قلت : وجابر هذا تركه غير واحد من الحفاظ .
3- عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5922) قال : حدثنا وكيع قال نا موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن عبد الله بن عمر " قال صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء " .
قلت : وهذا إسناد فيه علتان الأولي : ضعف موسى بن عبيدة كما في التقريب ، والأخرى : عدم سماع عبد الله بن عبيدة من عبد الله بن عمر رضي الله عنه .
4- سلمان الفارسي رضي الله عنه : وذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5923) قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن العلاء بن بدر عن أبي الشعثاء " قال سلمان عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين فأنه يخفف عن أحدكم من حدثه ويذهب عنه ملغاة أول الليل فإن ملغاة أول الليل مهذبة أو مذهبة لأخره " .
قلت : وهذا إسناد فيه الأعمش مدلس وقد عنعن وكذلك لم أرى له سماعاً من العلاء بن البدر .
وممن كان يصلي بين المغرب والعشاء من التابعين :ـ
1- الحسن بن مسلم : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5927) والبيهقي في الكبرى (4530) من طريق يحيى بن أبي بكير ثنا إبراهيم بن نافع قال " كان الحسن بن مسلم يصلي ما بين المغرب والعشاء " .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
2- سعيد بن جبير : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5924) قال : حدثنا بن فضيل عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير " أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول هي ناشئة الليل " .
قلت : وهذا إسناد فيه وقاء بن إياس لين الحديث كما في التقريب .
3- شريح بن الحارث ( القاضي ) : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5925) قال : حدثنا عبد الله بن داود عن بكير بن عامر عن الشعبي عن شريح أنه "كان يصلي ما بين المغرب والعشاء" .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
4- سالم بن عبد الله بن عمر : جاء ذلك عند ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (1/364) قال : حدثنا أبو حفص حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا مالك بن دينار سألت سالم بن عبد الله عن النوم قبل العشاء فانتهرني وقال { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } قال ما بين المغرب والعشاء يصلون .
قلت : وهذا إسناد حسن من أجل مالك بن دينار فهو صدوق كما في التقريب .
فالحاصل أن الصلاة بين المغرب والعشاء ثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن طائفة من الصحابة التابعين وذلك من خلال ما تقدم أنفاً من الأحاديث والآثار الواردة عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم لهذه السنة المهجورة والله أعلم .
هذا وصلّ اللهم على محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
وكتب : أبو مريم حسام بن مصطفى
فهذا بحث مختصر متعلق بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء من حيث الثبوت وعدمه فأقول وبالله التوفيق .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : قال "" قالت لي أمي متى عهدكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا قال فهمت بي قلت يا أمه دعيني حتى أذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدعه حتى يستغفر لي ويستغفر لك قال فجئته فصليت معه المغرب فلما قضى الصلاة قام يصلي فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج ""
قلت : أخرجه الترمذي (3781) وأحمد (23483)،(23377) واللفظ له ، والنسائي في الكبرى (8365)،(8298) وابن حبان (7126) وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/269) والأمام أحمد في فضائل الصحابة (406) من طرق مدارها على إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان به مرفوعا ً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات غير ميسرة بن حبيب قال الحافظ في التقريب صدوق ، والمنهال بن عمرو الأسدي قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ .
قلت : وثقه يحيى بن معين وأخرج حديثه البخاري في أكثر من موضع في صحيحه .
وله شاهد عند الأمام أحمد في مسنده (23704) قال : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود ثنا شعبة عن التيمي قال طرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي فحدثنا عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم : وسئل عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر صلاته بين المغرب والعشاء .
قلت : في إسناده رجل مبهم .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير هذه الآية { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون } السجدة : 16
قال : كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون .
قلت : أخرجه أبي داود في سننه (1322)،(1321) والحاكم في المستدرك (3737) والبيهقي في الكبرى (4525)،(4524) وابن أبي شيبة في مصنفه (5930) وابن جرير الطبري في تفسيره (11/451) من طرق مدارها على سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة السدوسي عن أنس بن مالك رضي الله عنه موقوفاً عليه .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات وسعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة .
وممن كان يصلي بين المغرب والعشاء من الصحابة : -
1- أنس بن مالك رضي الله عنه : جاء هذا عند ابن أبي شيبة في المصنف (5926) قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس " أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول هي ناشئة الليل"
قلت : وهذا إسناده حسن من أجل عمارة بن زاذان قال الحافظ في التقريب صدوق كثير الخطأ .
2- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5921) والطبراني في الكبير (9449) من طريق ليث عن عبد الرحمن بن الأسود عن عمه قال " ما ساعة أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي ما بين المغرب والعشاء وكان يقول هي ساعة غفلة "
قلت : وهذا إسناد فيه ليث بن أبي سليم ضعيف ، ثم جاءت له متابعة تامة عند ابن المبارك في الزهد (1261) من قبل جابر الجعفي .
قلت : وجابر هذا تركه غير واحد من الحفاظ .
3- عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5922) قال : حدثنا وكيع قال نا موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة عن عبد الله بن عمر " قال صلاة الأوابين ما بين أن يلتفت أهل المغرب إلى أن يثوب إلى العشاء " .
قلت : وهذا إسناد فيه علتان الأولي : ضعف موسى بن عبيدة كما في التقريب ، والأخرى : عدم سماع عبد الله بن عبيدة من عبد الله بن عمر رضي الله عنه .
4- سلمان الفارسي رضي الله عنه : وذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5923) قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن العلاء بن بدر عن أبي الشعثاء " قال سلمان عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين فأنه يخفف عن أحدكم من حدثه ويذهب عنه ملغاة أول الليل فإن ملغاة أول الليل مهذبة أو مذهبة لأخره " .
قلت : وهذا إسناد فيه الأعمش مدلس وقد عنعن وكذلك لم أرى له سماعاً من العلاء بن البدر .
وممن كان يصلي بين المغرب والعشاء من التابعين :ـ
1- الحسن بن مسلم : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5927) والبيهقي في الكبرى (4530) من طريق يحيى بن أبي بكير ثنا إبراهيم بن نافع قال " كان الحسن بن مسلم يصلي ما بين المغرب والعشاء " .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
2- سعيد بن جبير : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه (5924) قال : حدثنا بن فضيل عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير " أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول هي ناشئة الليل " .
قلت : وهذا إسناد فيه وقاء بن إياس لين الحديث كما في التقريب .
3- شريح بن الحارث ( القاضي ) : جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في المصنف (5925) قال : حدثنا عبد الله بن داود عن بكير بن عامر عن الشعبي عن شريح أنه "كان يصلي ما بين المغرب والعشاء" .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
4- سالم بن عبد الله بن عمر : جاء ذلك عند ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (1/364) قال : حدثنا أبو حفص حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا مالك بن دينار سألت سالم بن عبد الله عن النوم قبل العشاء فانتهرني وقال { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } قال ما بين المغرب والعشاء يصلون .
قلت : وهذا إسناد حسن من أجل مالك بن دينار فهو صدوق كما في التقريب .
فالحاصل أن الصلاة بين المغرب والعشاء ثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن طائفة من الصحابة التابعين وذلك من خلال ما تقدم أنفاً من الأحاديث والآثار الواردة عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم لهذه السنة المهجورة والله أعلم .
هذا وصلّ اللهم على محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
وكتب : أبو مريم حسام بن مصطفى