إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحقيق حديث علموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم ..... وبيان ضعفه الشديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحقيق حديث علموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم ..... وبيان ضعفه الشديد

    الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله وبعد .

    فهذا الحديث أخرجه ابن ماجه في كتاب الفرائض باب : الحث على تعليم الفرائض (2719) وهذا لفظه والدارقطني في سننه (4/67) بلفظ "علموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم وهو أول شيء ينسى وهو أول شيء ينتزع من أمتي " , والحاكم في المستدرك (7984) بلفظ " يا أبا هريرة تعلموا الفرائض و علموه فإنه نصف العلم و إنه ينسى و هو أول ما ينزع من أمتي " ، والبيهقي في السنن الكبرى (11955) والطبراني في الأوسط (5/272) ولفظه لفظ الحاكم ، وفي الأوائل (1/150) بلفظ "تعلموا الفرائض وعلموه وهو نصف العلم وهو ينسى وأول ما ينزع من أمتي" وتاريخ بغداد (12/90) من طريقين عن حفص بن عمر الأولي بلفظ "يا أبا هريرة تعلم الفرائض فإنه نصف العلم وانه ينسى وانه أول ما ينتزع من أمتي" والأخرى بلفط " تعلموا الفرائض وعلموها الناس...الحديث " ، وتهذيب الكمال للمزي (7/40) وضعفاء العقيلي (1/271) بلفظ "تعلموا علم الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم" ، كلهم من طرق مدارها على حفص بن عمر بن أبي العطاف عن أبو الزناد (عبد الله بن ذكوان القرشي ) عن الأعرج (عبد الرحمن بن هرمز ) عن أبي هريرة مرفوعاً فذكره .

    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات غير حفص بن عمر ، قال ابن حجر في التقريب : ضعيف (1/173) وقال البخاري : منكر الحديث رماه يحيى بن يحيى النيسابوري بالكذب (2/367) التاريخ الكبير ، وقال أيضاً في التاريخ الصغير (1/32) منكر الحديث ، تنبيه هام : قد وقع في كتاب التاريخ الصغير للبخاري طبعة دار الوعي بحلب التي تضم تاريخ البخاري الصغير وكتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي خطأ في أثبات أسم هذا الراوي فالاسم الذي في الكتاب هو حفص بن عمر بن أبي القطان وهذا خطأ ، والصواب هو حفص بن عمر بن أبي العطاف كما جاء في سائر كتب التراجم والله أعلم ، وقال أبو حاتم الرازي : منكر الحديث (3/177) وقال النسائي ضعيف (2/352) تهذيب الكمال ، وقال : ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال (1/255) المجروحين ، و قال أبو جعفر العقيلى في حديثه عن أبى الزناد ، عن الأعرج ، عن أبى هريرة" تعلموا الفرائض " : لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به (1/271) ضعفاء العقيلي ، وقال أبو أحمد بن عدى : قليل الحديث ، و حديثه كما ذكره البخاري منكر الحديث (2/383) الكامل في الضعفاء ، وقال الحاكم : يروى عن أبى الزناد و عقيل مناكير (2/409) تهذيب التهذيب ، وقال الذهبي في الكاشف : ضعفوه (1/342) .
    قلت : فالذي يظهر من أقوال العلماء الإجماع علي أن حفص هذا منكر الحديث جداً ، وعلي هذا يحكم علي الحديث بأنه منكر لتفرد حفص بن عمر بن أبي العطاف به وهو لا يحتمل التفرد لضعفه الشديد ولعدم متابعة غيره له على هذا الحديث .
    وهذه أقوال العلماء في هذا الحديث :
    قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/383) بعد أن ذكر حديثه هذا قال : ولا يصح .
    وقال العقيلي في الضعفاء (1/271) بعد أن أسند حديثه هذا قال : لا يتابع عليه لا يعرف إلا به .
    ضعفه ابن حجر في التلخيص الحبير (3/79) وقال : مداره علي حفص بن عمر بن أبي العطاف وهو متروك .
    وقال الطبراني في الأوائل (1/106) بعد أن ساق الحديث ولا يصح 0
    وقال البيهقي (6/208) تفرد به حفص بن عمر وليس بالقوي .
    وضعفه الذهبي في تعليقه في التلخيص وقال : حفص بن عمر واه بمرة .
    ونقل ابن حجر في التهذيب (2/109) تضعيف البخاري للحديث وقوله لا يصح .
    وضعفه العلامة الألباني في الإرواء وفي ضعيف الترمذي وفي المشكاة وضعيف الجامع .


    قلت : قد جاء له شاهد عند أبو داود (2885) وابن ماجه 54(1/21) والحاكم في المستدرك (7949) والبيهقي في الكبرى (11952) والدارقطني في سننه (4/67) ومسند الحارث (58) من طرق عن عبد الرحمن بن زيد بن أنعم المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ " العلم ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة " .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، فيه عبد الرحمن بن زيد بن أنعم المعافري أجمعوا علي ضعفه كما في تهذيب الكمال للمزي ، وفيه أيضاً عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال البخاري في التاريخ الكبير (5/280) في أحاديثه مناكير ، وكذا في التاريخ الصغير (1/71) ، وقال ابن حبان في الثقات (5/95) لا يحتج بخبره إذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله ، وقال الذهبي في الكاشف (1/626) منكر الحديث ، وكذا في الميزان (4/276) .

    وله شاهد أخر مرفوعاً عند النسائي في السنن الكبرى (6305)،(6306) والحاكم في المستدرك (7950) وأبو داود الطيالسي في مسنده (403) والدرامي في سننه (221) والطبراني في الأوسط (5720) كلهم من طرق عن عوف ابن أبي جميلة الأعرابي عن سليمان بن جابر عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً بلفظ " تعلموا القرآن و علموه الناس و تعلمون الفرائض و علموه الناس فإني امرؤ مقبوض و أن العلم سيقبض و تظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة لا يجدان من يقضي بها "
    قلت : وهذا إسناد ضعيف لجهالة سليمان بن جابر قال ابن حجر في التقريب مجهول ، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ( 3/283) لا يعرف .
    وجاء عند البيهقي في السنن الكبرى (11953) وأبي يعلي الموصلي في مسنده (5028) من نفس الطريق السابق إلا أن سليمان بن جابر قال عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً به .

    ثم أخرجه الترمذي (2091) من طريق عبد الأعلى بن واصل حدثنا محمد بن القاسم الأسدي حدثنا الفضل بن دلهم حدثنا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة فذكره .
    قلت : وفيه محمد بن القاسم الأسدي ، قال ابن حجر في التقريب : كذبوه ، وهو كما قال فقد كذبه الإمام أحمد والدارقطني وغيرهم ، وفيه الفضل بن دلهم قال ابن حجر في التقريب : لين الحديث ، وفيه أيضاً شهر بن حوشب والراجح عندي ضعفه ، ثم قال الترمذي بعد أن أخرجه هذا حديث فيه اضطراب .

    قلت : ومن هذا الاضطراب ما جاء عند الترمذي (2091) من طريق الحسين بن حريث ، والبيهقي في الكبرى (11953) من طريق الحسن بن علي بن عفان قالا ثنا أبو أسامة عن عوف عن رجل عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود مرفوعاً فذكره .
    قلت : وهذا فيه علتين
    الأولي : جعل عوف بينه وبين سليمان راوي مبهم .
    الأخرى : جهالة سليمان بن جابر .
    ثم جاءت متابعة لـ أبي أسامة عند الحاكم في المستدرك (7951) من طريق هوذة بن خليفة ثنا عوف عن رجل عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ " تعلموا الفرائض و علموه الناس فإني امرؤ مقبوض و أن العلم سيقبض حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدن أحدا يفصل بينهما " .
    ومن هذا الاضطراب أيضاً ما جاء عند البيهقي في الكبرى (11954) من طريق المثنى بن بكر العطار ثنا عوف ثنا سليمان عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً به .

    وجاء أثر موقوف على عمر بن الخطاب عند الدارمي في سننه (2851) وسنن سعيد بن منصور (1/28) ومصنف ابن أبي شيبة (31034) والبيهقي في السنن الكبرى (11957) من طرق عن الأعمش عن إبراهيم ( وهو النخعي )قال قال عمر : تعلموا الفرائض فإنها من دينكم .

    قلت : فيه الأعمش وهو سليمان بن مهران يدلس وقد عنعن ، وفيه إبراهيم النخعي لم يدرك عمر بن الخطاب وعلي هذا فالإسناد منقطع بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

    وجاء أثر أخر موقوف علي عبد الله بن مسعود عند البيهقي في الكبرى (11962) والدرامي في سننه (2856) من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن القاسم بن الوليد قال قال بن مسعود : تعلموا الفرائض والحج والطلاق فإنه من دينكم .
    قلت : إسناده منقطع القاسم بن الوليد من كبار أتباع التابعين وبالتالي لم يدرك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

    فالحاصل أن هذا الحديث لا يثبت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أقامة الحجة به لضعفه ، هذا والله أعلم .

    وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

    وكتب : أبو مريم حسام بن مصطفى المصري
    في 1/ 7 /1429هـ
يعمل...
X