الفوائد المستنبطة من حديث جبريل عليه الصلاة والسلام للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ،إذ طلع علينا رجل،شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر،ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه،وقال:يا محمد،أخبرني عن الإسلام؟فقال:"أن تشهد أن لااله إلا الله وأن محمدا رسول الله،وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا"،قال:صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال:أخبرني عن الإيمان؟ قال:"أن تؤمن بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،وتؤمن بالقدر خيرهوشره"،قال:صدقت.قال: أخبرني عن الإحسان؟قال:"أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك"،قال أخبرني عن الساعة؟قال:"ما المسئول عنها بأعلم من السائل"، قال فأخبرني عن أمارتها؟قال:"أن تلد الأمة ربتها،وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"،قال:فمضى،فلبثنا مليا،فقال:"يا عمر أتدرون من السائل؟"، قلنا:الله ورسوله أعلم. قال:"هذاجبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"،أخرجه مسلم رقم ( 8)
اشتمل هذا الحديث على فوائد كثيرة، نذكر منها:
(1)فيه السؤال عما أشكل،أولقصد تعليم الناس.
(2)وأنه ينبغي للسائل أن يرفق في سؤاله.
(3)وفيه أن الإنسان قد يكون يقرأ القران وهو جاهل،إذا لم يترب عند علماء السنة.
(4)وفيه أن طلب العلم بغير سنة لايكون نافعا لصاحبه، بل يكون ضررا عليه في دينه.
(5) وفيه الوجوب المحافظة على هذه الأركان المذكورة في هذا الحديث لأنها أصول الدين.
(6) وفيه جواز الرحلة إلى طلب العلم مع نية الحج والعمرة.
(7) وفيه العناية بتعليم الدين الذي خلقنا الله من أجله.
(8) وفيه تعليم أدب طلب العلم.
(9) وفيه السؤال لقصد التعليم، وقد كانوا يفرحون إذا قدم أعرابي فسأل عن مسألة.
(10) وفيه فضل اجتماع نيات خيرية متعددة.
(11) وفيه فضل لباس البياض،وينبغي للعالم والطالب أن يتحلى به أكثر من غيره.
(12) وفيه دليل لقاعدة (دلالة الاقتران)من قولهم:لايرى عليه أثر السفر.
(13) وفيه ذكر الدليل علي الحكم.
(14) وفيه إثبات الملائكة،ومنهم جبريل عليه السلام.
(15) وفيه إثبات بعض صفاتهم.
(16) وفيه تعريف أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وركن الإحسان.
(17) وفيه أن مراتب الدين ثلاثة:إسلام،وإيمان،وإحسان.
(18) وفيه تصديق الصادق،أومن يوافق الصواب.
(19) وفيه أن المراقبة لله تعالى إحسان.
(20) وفيه إثبات رؤية لعبادة،واطلاعه عليهم.
(21) وفيه إثبات الساعة وأمارتها،وهي علاماتها.
(22) وفيه أن القول بغير علم لايجوز،ومن لايعلم يقول: الله أعلم.
(23) وفيه أن علم الساعة إلى الله، ومن ادعى علمها فهو دجال كذاب.
(24) وفيه أن القدر منه ما يظهر أنه خير،ومنه ما أنه شرفي نظر العبد.
(25) وفيه أن من علامات الصغرى:كثرة السراري حتى تلد الأمة ربتها،أي سيدتها.
(26) وفيه شرح الإسلام،وشرح الإيمان للناس،وقد عمد جماعة من العلماء إلى التصنيف على هذا الترتيب المذكور في الحديث.
(27) وفيه أن القدر فيه خير وفيه شر،أما الحديث:"والشر ليس إليك" فقد أوضحه النووي بأنه يدور على خمسة معاني:
الأول:لا يتقرب به إليك.
الثاني:لا يضاف إليك.
الثالث:لا يصعد إليك.
الرابع:ليس شرا بالنسبة إليك.
الخامس:أنه ليس على انفراده يضاف إليك،وفي هذا القول الأخير نظر.
(28) وفيه أن(رب)تأتي بمعنى(سيد)،وقد تأتي بمعنى(صاحب).
(29) وفيه أن من علامة كثرة المال تطاول الفقراء في البنيان،وذلك لكثرة المال.
(30) وفيه أن الإخبار المجرد عن قوم لايكون تنقصا لهم.
(31) وفيه السؤال للاختبار،من قوله:"أتدري من السائل".
(32) وفيه أن التعليم قد يكون بالفعل.
(33) وفيه أنهم كانوا يقولون: الله ورسوله أعلم، وهذا في حياته.
(34) وفيه أن اشتراك الضميرين ليس مكروها،وأما حديث:"بئس الخطيب أنت...."،فلأن الخطبة من شأنها البسط والإيضاح.
(35) والجمع بين الحديث المذكور،وحديث ابن عباس في وفد عبد القيس ،أن هذا دل على أن أعمال الباطن من الإيمان ،وذلك دل على أن أعمال الظاهر من الإيمان.
(36) وفيه رعية الغنم،والمشي حافيا،وأن الانتعال أفضل كما في الحديث:"المنتعل كالراكب،فاستكثروا من النعال".
(37) وفيه أن التطاول في البنيان للتباهي.
(38) وفيه تعجب الناس من الشيء الذي يستدعي العجب.
(39) وفيه أن الأصل في السؤال للاستفادة.
(40) وفيه أن من الملائكة رسلا ومعلمين.
(41) وفيه أن الله أعطاهم قدرة على التكيف.
(42) وفيه أن دين الله هو الحق هو ديننا،فيقال:دين الله،أي:أنه شرع،ويقال:ديننا،أي: أننا ندين الله به،أخذا من قوله:"يعلمكم دينكم".
(43) وفيه بيان فضل العالم وبيان أن جبريل كان المعلم لهم وسائلا للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الراجح أن صالحي البشر أفضل من الملائكة.
(44) وفيه أن كتب الله يجب الإيمان بها جميعا، وهي: القران والتوراة والإنجيل والزبوروصحف إبراهيم وموسى.
(45) وفيه أدب لفظي من قولهم:بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم،ولم يقولوا:وهو جالس عندنا.
(46) وفيه حسن أدب الصحابة رضوان الله عليهم في مجالس العلم من الإنصات،وغيره.
(47) وفيه الرفق بالسائل.
(48) وفيه تعليم الطالب الإدب مع معلمه، من قوله:"ادن يامحمد".
(49) وفيه أن السائل يقدم السؤال بوضوح وبلطف.
(50) وفيه أن التجمل مطلوب ،وليس بكبر.
(51) وفيه أن طالب العلم يفضل له لبس الثياب البيض،فإن جبريل جاء في صورة معلم الدين.
(52) وفيه أن المعلم يكون في هيئة حسنة.
(53) وفيه ترك الإطراء في المدح،من قوله:يا أبا عبد الرحمن.
(54) وفيه ابتداء الداخل بالسلام،ففيه رواية للحديث عن أبي هريرة وأبي ذر وفيه زيادة: أن جبريل قال حين دخل:"السلام عليكم يا محمد"،ثم قال:"ادن يا محمد".
(55) وفيه الرفقة في السفر.
(56) وفيه أن أكثر من يهتم بدعوة البلاد أهلها.
"شرح الأصول الثلاثة"
"شرح الشيخ يحيى بن علي الحجوري"
"ص:56-61
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ،إذ طلع علينا رجل،شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر،ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه،وقال:يا محمد،أخبرني عن الإسلام؟فقال:"أن تشهد أن لااله إلا الله وأن محمدا رسول الله،وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا"،قال:صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال:أخبرني عن الإيمان؟ قال:"أن تؤمن بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،وتؤمن بالقدر خيرهوشره"،قال:صدقت.قال: أخبرني عن الإحسان؟قال:"أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك"،قال أخبرني عن الساعة؟قال:"ما المسئول عنها بأعلم من السائل"، قال فأخبرني عن أمارتها؟قال:"أن تلد الأمة ربتها،وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"،قال:فمضى،فلبثنا مليا،فقال:"يا عمر أتدرون من السائل؟"، قلنا:الله ورسوله أعلم. قال:"هذاجبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"،أخرجه مسلم رقم ( 8)
اشتمل هذا الحديث على فوائد كثيرة، نذكر منها:
(1)فيه السؤال عما أشكل،أولقصد تعليم الناس.
(2)وأنه ينبغي للسائل أن يرفق في سؤاله.
(3)وفيه أن الإنسان قد يكون يقرأ القران وهو جاهل،إذا لم يترب عند علماء السنة.
(4)وفيه أن طلب العلم بغير سنة لايكون نافعا لصاحبه، بل يكون ضررا عليه في دينه.
(5) وفيه الوجوب المحافظة على هذه الأركان المذكورة في هذا الحديث لأنها أصول الدين.
(6) وفيه جواز الرحلة إلى طلب العلم مع نية الحج والعمرة.
(7) وفيه العناية بتعليم الدين الذي خلقنا الله من أجله.
(8) وفيه تعليم أدب طلب العلم.
(9) وفيه السؤال لقصد التعليم، وقد كانوا يفرحون إذا قدم أعرابي فسأل عن مسألة.
(10) وفيه فضل اجتماع نيات خيرية متعددة.
(11) وفيه فضل لباس البياض،وينبغي للعالم والطالب أن يتحلى به أكثر من غيره.
(12) وفيه دليل لقاعدة (دلالة الاقتران)من قولهم:لايرى عليه أثر السفر.
(13) وفيه ذكر الدليل علي الحكم.
(14) وفيه إثبات الملائكة،ومنهم جبريل عليه السلام.
(15) وفيه إثبات بعض صفاتهم.
(16) وفيه تعريف أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وركن الإحسان.
(17) وفيه أن مراتب الدين ثلاثة:إسلام،وإيمان،وإحسان.
(18) وفيه تصديق الصادق،أومن يوافق الصواب.
(19) وفيه أن المراقبة لله تعالى إحسان.
(20) وفيه إثبات رؤية لعبادة،واطلاعه عليهم.
(21) وفيه إثبات الساعة وأمارتها،وهي علاماتها.
(22) وفيه أن القول بغير علم لايجوز،ومن لايعلم يقول: الله أعلم.
(23) وفيه أن علم الساعة إلى الله، ومن ادعى علمها فهو دجال كذاب.
(24) وفيه أن القدر منه ما يظهر أنه خير،ومنه ما أنه شرفي نظر العبد.
(25) وفيه أن من علامات الصغرى:كثرة السراري حتى تلد الأمة ربتها،أي سيدتها.
(26) وفيه شرح الإسلام،وشرح الإيمان للناس،وقد عمد جماعة من العلماء إلى التصنيف على هذا الترتيب المذكور في الحديث.
(27) وفيه أن القدر فيه خير وفيه شر،أما الحديث:"والشر ليس إليك" فقد أوضحه النووي بأنه يدور على خمسة معاني:
الأول:لا يتقرب به إليك.
الثاني:لا يضاف إليك.
الثالث:لا يصعد إليك.
الرابع:ليس شرا بالنسبة إليك.
الخامس:أنه ليس على انفراده يضاف إليك،وفي هذا القول الأخير نظر.
(28) وفيه أن(رب)تأتي بمعنى(سيد)،وقد تأتي بمعنى(صاحب).
(29) وفيه أن من علامة كثرة المال تطاول الفقراء في البنيان،وذلك لكثرة المال.
(30) وفيه أن الإخبار المجرد عن قوم لايكون تنقصا لهم.
(31) وفيه السؤال للاختبار،من قوله:"أتدري من السائل".
(32) وفيه أن التعليم قد يكون بالفعل.
(33) وفيه أنهم كانوا يقولون: الله ورسوله أعلم، وهذا في حياته.
(34) وفيه أن اشتراك الضميرين ليس مكروها،وأما حديث:"بئس الخطيب أنت...."،فلأن الخطبة من شأنها البسط والإيضاح.
(35) والجمع بين الحديث المذكور،وحديث ابن عباس في وفد عبد القيس ،أن هذا دل على أن أعمال الباطن من الإيمان ،وذلك دل على أن أعمال الظاهر من الإيمان.
(36) وفيه رعية الغنم،والمشي حافيا،وأن الانتعال أفضل كما في الحديث:"المنتعل كالراكب،فاستكثروا من النعال".
(37) وفيه أن التطاول في البنيان للتباهي.
(38) وفيه تعجب الناس من الشيء الذي يستدعي العجب.
(39) وفيه أن الأصل في السؤال للاستفادة.
(40) وفيه أن من الملائكة رسلا ومعلمين.
(41) وفيه أن الله أعطاهم قدرة على التكيف.
(42) وفيه أن دين الله هو الحق هو ديننا،فيقال:دين الله،أي:أنه شرع،ويقال:ديننا،أي: أننا ندين الله به،أخذا من قوله:"يعلمكم دينكم".
(43) وفيه بيان فضل العالم وبيان أن جبريل كان المعلم لهم وسائلا للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الراجح أن صالحي البشر أفضل من الملائكة.
(44) وفيه أن كتب الله يجب الإيمان بها جميعا، وهي: القران والتوراة والإنجيل والزبوروصحف إبراهيم وموسى.
(45) وفيه أدب لفظي من قولهم:بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم،ولم يقولوا:وهو جالس عندنا.
(46) وفيه حسن أدب الصحابة رضوان الله عليهم في مجالس العلم من الإنصات،وغيره.
(47) وفيه الرفق بالسائل.
(48) وفيه تعليم الطالب الإدب مع معلمه، من قوله:"ادن يامحمد".
(49) وفيه أن السائل يقدم السؤال بوضوح وبلطف.
(50) وفيه أن التجمل مطلوب ،وليس بكبر.
(51) وفيه أن طالب العلم يفضل له لبس الثياب البيض،فإن جبريل جاء في صورة معلم الدين.
(52) وفيه أن المعلم يكون في هيئة حسنة.
(53) وفيه ترك الإطراء في المدح،من قوله:يا أبا عبد الرحمن.
(54) وفيه ابتداء الداخل بالسلام،ففيه رواية للحديث عن أبي هريرة وأبي ذر وفيه زيادة: أن جبريل قال حين دخل:"السلام عليكم يا محمد"،ثم قال:"ادن يا محمد".
(55) وفيه الرفقة في السفر.
(56) وفيه أن أكثر من يهتم بدعوة البلاد أهلها.
"شرح الأصول الثلاثة"
"شرح الشيخ يحيى بن علي الحجوري"
"ص:56-61