ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻳُﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ
ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ : )ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ(
ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ : )ﺇﻧﻚ ﺗﻘﻀﻲ ﻭﻻ
ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻚ ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻝ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻴﺖ ، ﻭﻻ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻳﺖ ،
ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﺖ( ﻓﻴﻤﺎ
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ.
ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺇﻥ ﻗﻮﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ
ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ -
ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ - ﻭﺃﻗﻮﻝ
ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﺟﻪ
ﻷﻣﺮﻳﻦ :
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ
ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﺒﻴﺤﻪ ﻓﻘﺎﻝ : )ﻭَﺳَﺒِّﺤُﻮﻩُ
ﺑُﻜْﺮَﺓً ﻭَﺃَﺻِﻴﻼً( ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ[42: ،
ﻭﻗﺎﻝ : )ﻓَﺴُﺒْﺤَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣِﻴﻦَ
ﺗُﻤْﺴُﻮﻥَ ﻭَﺣِﻴﻦَ ﺗُﺼْﺒِﺤُﻮﻥَ(
]ﺍﻟﺮﻭﻡ[17: ، ﻓﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻦ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻤﺄﻣﻮﻡ
ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺜﻨﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ
ﺫﻛﺮ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻟﻴﺲ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎ ﻟﻠﻪ
ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ
ﺇﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ : )ﻻ ﻳﺬﻝ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻴﺖ ﻭﻻ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻳﺖ(
ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻝ
ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ﺃﻭ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻩ ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : )ﺇﻧﻚ ﺗﻘﻀﻲ
ﻭﻻ ﻳُﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻚ( ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ . ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﻣﺤﻤﺪ .
ﻛﺘﺒﻪ :
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ
ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻓﻲ 1432/9/15ﻫـ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻳُﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ
ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ
ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ : )ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ(
ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ : )ﺇﻧﻚ ﺗﻘﻀﻲ ﻭﻻ
ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻚ ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻝ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻴﺖ ، ﻭﻻ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻳﺖ ،
ﺗﺒﺎﺭﻛﺖ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﺖ( ﻓﻴﻤﺎ
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻨﻮﺕ.
ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺇﻥ ﻗﻮﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ
ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ -
ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ - ﻭﺃﻗﻮﻝ
ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻭﺟﻪ
ﻷﻣﺮﻳﻦ :
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ
ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﺒﻴﺤﻪ ﻓﻘﺎﻝ : )ﻭَﺳَﺒِّﺤُﻮﻩُ
ﺑُﻜْﺮَﺓً ﻭَﺃَﺻِﻴﻼً( ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ[42: ،
ﻭﻗﺎﻝ : )ﻓَﺴُﺒْﺤَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣِﻴﻦَ
ﺗُﻤْﺴُﻮﻥَ ﻭَﺣِﻴﻦَ ﺗُﺼْﺒِﺤُﻮﻥَ(
]ﺍﻟﺮﻭﻡ[17: ، ﻓﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻦ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻤﺄﻣﻮﻡ
ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺜﻨﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻬﻮ
ﺫﻛﺮ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻟﻴﺲ ﺗﻨﺰﻳﻬﺎ ﻟﻠﻪ
ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ
ﺇﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ : )ﻻ ﻳﺬﻝ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻴﺖ ﻭﻻ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻳﺖ(
ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻝ
ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ﺃﻭ ﻳﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻩ ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : )ﺇﻧﻚ ﺗﻘﻀﻲ
ﻭﻻ ﻳُﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻚ( ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ . ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ
ﻣﺤﻤﺪ .
ﻛﺘﺒﻪ :
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ
ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻓﻲ 1432/9/15ﻫـ