قال شيخنا يحيى حفظه الله ـ عند شرحه لقول الناظم :
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59].
أولو الأمر: يشمل أمراء المسلمين، وعلماء المسلمين، والواجب: تضافر الجهود بينهم، أولي الأمر من علماء وأمراء؛ فالعالم يبين الحكم الشرعي، ولوالي ينفذه، والحاكم بحاجة إلى العالم؛ من حيث بيان الأحكام الشرعية، والعالم بحاجة إلى الحاكم من حيث تنفيذ الأحكام الشرعية، وقد ذكر ابن الوردي رحمه الله مناظرة السيف والقلم، كما في «جواهر الأدب» للهاشمي، ثم لم يرجح؛ أيهما أهم وأنفع.
وفي الباب حديث: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي: إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ: فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ».
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كنا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: «فيما استطعتم»، عن بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «على المرء السمع والطاعة، فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»، وحديث أنس رضي الله عنه، في البخاري، أن رسول الله ﷺ قال: «أسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة».
إنها تأديبات نبوية؛ تحقن دماء المسلمين، وأعراض المسلمين، وأموال المسلمين، وما حصل من ظلم الوالي؛ والله بسبب ذنوب الناس، هذا مقرر في كتب العقيدة مثل «شرح الطحاوية» لابن أبي العز رحمه الله، أن المسلمين إذا أرادوا أن يرفعوا عن أنفسهم الظلم، وعن غيرهم، لا يتظالمون، والشرك ظلم ٌ عظيم، وهو حاصل، والظلم بين الناس بعضهم بعضًا حاصل، والله عز وجل يقول: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام:129].
وإذا حصلت الاستقامة في المسلمين، حصل الخير، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30]، نسأل الله أن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يأخذ بنواصيهم للخير، ويرفع عنا وعن سائر المسلمين هذا الذل، من الكفار؛ الكفار مسيطرون، والسبب في ذلك: ذنوب الجميع، ولا يفهم من هذا أن ولاة أمور المسلمين بررة، فعندهم من المعاصي ما عندهم، نسأل الله أن يصلحهم، لكن هذه المعاصي: حصلت من الأمراء في زمن بني أمية، وحصلت المعاصي في زمن الدولة العباسية، وتعالج بالنصح، وتعالج بالصبر، وتعالج بالدعاء، وتعالج بالدعوة إلى الله؛ على بصيرة، إلى كتاب الله، وسنة رسول الله ﷺ، بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعالج بالعلم والتعليم، ورد الناس إلى الهدى، تعالج بالفقه الصحيح؛ فإن الفقه يرفع عنك عبئًا، إذا تفقه المجتمع: رفع عن غيره عبئًا فيتعامل بالدليل من الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى:10] وقال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [النساء:59].
تعالج بما عالج السلف رضوان الله عليهم بذلك.
فأولياء الأمور:
يا لها من نصيحة شخصت الداء ووصفت الدواء فجزى الله خيراً شيخنا الناصح الأمين بحق يحيى بن علي الحجوري ووفقنا جميعاً للأخذ بهذا النصح الفريد
جانِبِ السُّلطانَ واحذرْبطشَهُ **** لا [تُعانِدْ]مَنْ إذاقالَ فَعَلْ
: الخروج فتنة، وشر، الخروج: فيه 1: تعطيل مساجد المسلمين،
2: فيه تعطيل أسواق المسلمين،
3: فيه تعطيل جماعات المسلمين، ومزارع المسلمين،
4: فيه تعطيل مواشي المسلمين،
5: فيه ترميل النساء،
6: وتيتيم الأطفال،
7: فيه ظلم الأبرياء،
كل هذا يحصل من الخروج، كم فيه من الأضرار الدينية والدنيوية؟، فنشهد الله على أننا نبغض الخروج على الحكام من قلوبنا، نبغض الخروج، وننكر المنكر، نبغض الانقلابات، و نبغض التفجيرات؛ التي تضر المسلمين، وبلدان المسلمين، وبأسواق المسلمين، وبدور المسلمين.
التفجيرات: فيها القتل الساحق، فيها الأضرار المهيلة، وظلم الأبرياء، ونبغض المظاهرات الهمجية، وكل ما يضر المسلمين في دينهم ودنياهم، يجب على المسلمين أن يبغضوه.2: فيه تعطيل أسواق المسلمين،
3: فيه تعطيل جماعات المسلمين، ومزارع المسلمين،
4: فيه تعطيل مواشي المسلمين،
5: فيه ترميل النساء،
6: وتيتيم الأطفال،
7: فيه ظلم الأبرياء،
كل هذا يحصل من الخروج، كم فيه من الأضرار الدينية والدنيوية؟، فنشهد الله على أننا نبغض الخروج على الحكام من قلوبنا، نبغض الخروج، وننكر المنكر، نبغض الانقلابات، و نبغض التفجيرات؛ التي تضر المسلمين، وبلدان المسلمين، وبأسواق المسلمين، وبدور المسلمين.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59].
أولو الأمر: يشمل أمراء المسلمين، وعلماء المسلمين، والواجب: تضافر الجهود بينهم، أولي الأمر من علماء وأمراء؛ فالعالم يبين الحكم الشرعي، ولوالي ينفذه، والحاكم بحاجة إلى العالم؛ من حيث بيان الأحكام الشرعية، والعالم بحاجة إلى الحاكم من حيث تنفيذ الأحكام الشرعية، وقد ذكر ابن الوردي رحمه الله مناظرة السيف والقلم، كما في «جواهر الأدب» للهاشمي، ثم لم يرجح؛ أيهما أهم وأنفع.
وفي الباب حديث: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي: إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ: فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ».
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كنا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: «فيما استطعتم»، عن بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «على المرء السمع والطاعة، فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»، وحديث أنس رضي الله عنه، في البخاري، أن رسول الله ﷺ قال: «أسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة».
إنها تأديبات نبوية؛ تحقن دماء المسلمين، وأعراض المسلمين، وأموال المسلمين، وما حصل من ظلم الوالي؛ والله بسبب ذنوب الناس، هذا مقرر في كتب العقيدة مثل «شرح الطحاوية» لابن أبي العز رحمه الله، أن المسلمين إذا أرادوا أن يرفعوا عن أنفسهم الظلم، وعن غيرهم، لا يتظالمون، والشرك ظلم ٌ عظيم، وهو حاصل، والظلم بين الناس بعضهم بعضًا حاصل، والله عز وجل يقول: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام:129].
وإذا حصلت الاستقامة في المسلمين، حصل الخير، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30]، نسأل الله أن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يأخذ بنواصيهم للخير، ويرفع عنا وعن سائر المسلمين هذا الذل، من الكفار؛ الكفار مسيطرون، والسبب في ذلك: ذنوب الجميع، ولا يفهم من هذا أن ولاة أمور المسلمين بررة، فعندهم من المعاصي ما عندهم، نسأل الله أن يصلحهم، لكن هذه المعاصي: حصلت من الأمراء في زمن بني أمية، وحصلت المعاصي في زمن الدولة العباسية، وتعالج بالنصح، وتعالج بالصبر، وتعالج بالدعاء، وتعالج بالدعوة إلى الله؛ على بصيرة، إلى كتاب الله، وسنة رسول الله ﷺ، بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعالج بالعلم والتعليم، ورد الناس إلى الهدى، تعالج بالفقه الصحيح؛ فإن الفقه يرفع عنك عبئًا، إذا تفقه المجتمع: رفع عن غيره عبئًا فيتعامل بالدليل من الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى:10] وقال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [النساء:59].
تعالج بما عالج السلف رضوان الله عليهم بذلك.
فأولياء الأمور:
1:تأمن بهم السبل،
2:وتضبط بهم الحقوق، ولو بعض الحقوق
3: وهم القائمون على الحدود، والقصاص،
4: وقطع يد السارق،
5: والقائمون على الأعياد،
6: وهم القائمون على الصيام والفطر، هذه شؤونهم،
7: القائمون على الثغور إن حصل ذلك.
فينبغي أن يعانوا بالدعاء لهم بالصلاح، ويصبر على ظلمهم، ويصبر على ما يحصل منهم، وما حصل منهم من دعوى إلى باطل: بسبب دعوة المبطلين؛ وبسب مجالسة أهل الشر؛ ينصحون في ذلك، ولا يقر المنكر، يبين المنكر للناس يحذرونه، قال ﷺ: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم». اهـ2:وتضبط بهم الحقوق، ولو بعض الحقوق
3: وهم القائمون على الحدود، والقصاص،
4: وقطع يد السارق،
5: والقائمون على الأعياد،
6: وهم القائمون على الصيام والفطر، هذه شؤونهم،
7: القائمون على الثغور إن حصل ذلك.
يا لها من نصيحة شخصت الداء ووصفت الدواء فجزى الله خيراً شيخنا الناصح الأمين بحق يحيى بن علي الحجوري ووفقنا جميعاً للأخذ بهذا النصح الفريد