قال الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ كما في تاريخ الإسلام (9/247) :
فائدة : ذكر تاج الدين بن حمويه أنه سأل ابن عطية الكاتب، ما بال هذه البلاد، يعني المغرب، ليس فيها أحد من أهل الذمة ولا كنائس ولا بيَع؟! فقال: هذه الدولة قامت على رهبةٍ وخشونة. وكان المهدي قد قال لأصحابه: إن هؤلاء الملثمين مبتدعة ومجسمة كفرة يجوز قتلهم وسبيهم بعد أن يعرضوا على الإيمان. فلما فعل ذلك، واستولوا على السلاطين بعد موت المهدي، وفتح عبد المؤمن مراكش، أحضر اليهود والنصارى وقال: ألستم قد أنكرتم، ويعني أوائلكم، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعتم أن يكون هو الرسول الموعود به في كتابكم، وقلتم : إن الذي يأتي إنما يأتي لتأييد شريعتنا وتقرير ملتنا؟ قالوا: نعم. قال: فأين منتظركم إذاً؟ سيما وقد زعمتم أنه لا يتجاوز خمسمائة عام. وهذه خمسمائة عام قد انقضت لملتنا، ولم يأت منكم بشير ولا نذير. ونحن لا نقركم على كفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإما الإسلام، وإما القتل.
ثم أجلهم مدة لتخفيف أثقالهم، وبيع أملاكهم، والنزوح عن بلاده. فأما أكثر اليهود، فإنهم أظهروا الإسلام تقية، فأقاموا على أموالهم، وأما النصارى فدخلوا إلى الأندلس، ولم يُسلم منهم إلا القليل. وخربت الكنائس والصوامع بجميع المملكة، فليس فيها مشرك ولا كافر يتظاهر بكفره إلى بعد الستمائة، وهو حين انفصالي عن المغرب. اهـ
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : هل حال المغرب العربي الآن على ما ذكر هنا ؟
فائدة : ذكر تاج الدين بن حمويه أنه سأل ابن عطية الكاتب، ما بال هذه البلاد، يعني المغرب، ليس فيها أحد من أهل الذمة ولا كنائس ولا بيَع؟! فقال: هذه الدولة قامت على رهبةٍ وخشونة. وكان المهدي قد قال لأصحابه: إن هؤلاء الملثمين مبتدعة ومجسمة كفرة يجوز قتلهم وسبيهم بعد أن يعرضوا على الإيمان. فلما فعل ذلك، واستولوا على السلاطين بعد موت المهدي، وفتح عبد المؤمن مراكش، أحضر اليهود والنصارى وقال: ألستم قد أنكرتم، ويعني أوائلكم، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعتم أن يكون هو الرسول الموعود به في كتابكم، وقلتم : إن الذي يأتي إنما يأتي لتأييد شريعتنا وتقرير ملتنا؟ قالوا: نعم. قال: فأين منتظركم إذاً؟ سيما وقد زعمتم أنه لا يتجاوز خمسمائة عام. وهذه خمسمائة عام قد انقضت لملتنا، ولم يأت منكم بشير ولا نذير. ونحن لا نقركم على كفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإما الإسلام، وإما القتل.
ثم أجلهم مدة لتخفيف أثقالهم، وبيع أملاكهم، والنزوح عن بلاده. فأما أكثر اليهود، فإنهم أظهروا الإسلام تقية، فأقاموا على أموالهم، وأما النصارى فدخلوا إلى الأندلس، ولم يُسلم منهم إلا القليل. وخربت الكنائس والصوامع بجميع المملكة، فليس فيها مشرك ولا كافر يتظاهر بكفره إلى بعد الستمائة، وهو حين انفصالي عن المغرب. اهـ
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : هل حال المغرب العربي الآن على ما ذكر هنا ؟