إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الهجرة ثلاثة أقسام " خطبة جمعة مفرغة للشيخ الفاضل \ أبي دجانة عبد الرقيب بن حجاج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الهجرة ثلاثة أقسام " خطبة جمعة مفرغة للشيخ الفاضل \ أبي دجانة عبد الرقيب بن حجاج

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
    (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
    (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)
    أما بعد :
    فإن أحسن الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
    معشر المسلمين عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنه من اتقاه وقاه والسعيد من خاف يوم الوعيد
    أيها الناس
    نحن في الأشهر المفضلة إلى الله - عز وجل - وهي أشهر الحج شوال و ذي القعدة وذي الحجة هذه الأشهر ينطلق المسلمون إلى بيت الله - عز وجل - تلبيتاً لنداء الله سبحانه وقد أمر بذلك نبيه عليه الصلاة والسلام إبراهيم قال :
    (وأذن في الناس بالحج يأتيك رجال وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق)
    هذه الأشهر على من أقام في هذه البلاد أن يتذكر أنه في الأشهر الحج وأن الحج من مكفرات الذنوب فلا يستمر بغيه ولا يستمر باعوجاجه ولا يستمر بمصادمته لشرع الله - عز وجل -
    سواءا بالبيع والشراء بما حرم الله أو أيضا بالتعامل بالرباء أو بالغش أو نحو ذلك هذه الأيام وهذه الشهور تذكر المسلم بحرمتها وتذكر المسلم بأن يعود إلى الله – عز وجل – يقول الله تبارك وتعالى :
    (واعبدوا الله مخلصين له الدين) ويقول الله تبارك وتعالى : (لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم)
    قال بن كثير في تفسير هذه الآية : أن الناس في زمان الجاهلية كانوا إذا ذبحوا وتقربوا بالقربان أخذوا الدماء وجعلوها على أوصدتهم وعلى أصنامهم فجاء الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا نحن أحق بذلك منهم فانزل الله هذه الآية
    (لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم)
    هذه الآيات تدل على الإخلاص في العمل الإخلاص الذي نشكو إلى الله عز وجل من " فرط" في العمل نهايكم عن المجاهرة بالمعصية إذا كان المسلم مطالب بالأفعال الطيبة التي هي من شرع الله – عز وجل – فيطلب منه الإخلاص وإلا فإن عمله مردود وإن اتعب نفسه واتعب خيله ورجله فإن العمل مردود لأنه لا يلحقه الإخلاص قال عليه الصلاة والسلام : يقول الله تعالى في حديثه القدسي (من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)
    فمطلوب الإخلاص يا عباد الله فالإخلاص والإخلاص بالنية ومن تلفظ بها فإنها بدعة لذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى وصام وحج واعتمر وتصدق وجهاد ولم يقل نويت أن أصلي بعضهم يقول أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : لبيك حجاً أو قال لبيك عمره نعم قالها لأنه يلبي نداء الله – عز وجل – ونحن كذلك إن قلناها فإن فيها دليل واضح وليست نية وإنما قول الله – عز وجل – دعانا لحج بيته فقلنا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك يقولها المؤمن جهارا وهذه ليست من أفعال النوايا
    عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه وأرضاه – قال سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول :
    (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
    الهجرة قسمها أهل العلم إلى أقسام فمنها :
    هجرة المكان ومنها هجرة العمل ومنها هجرة العامل فهجر المكان يجب على المسلم أن يهجر المكان الذي فيه يعصى الله – عز وجل – النبي – عليه الصلاة والسلام – ترك مكة وخاطبها وهو خارج منها مطرود – صلى الله عليه وسلم - أخرجه قومه قال : إنها أحب أرض الله إليه لكنه أُخرج منها تركها خوفا على دينه وخوفا على أن يفتن هو وأصحابه فهذا هجرة المكان ولنأخذ أول عبرة من ذالك الرجل الذي قتل مئة نفس فقال له ذالك العالم إنك في أرض بأرض فيها أهل سوء أو كما قال ..."كلمة غير مفهومة" فإن هناك أرضا يعبد فيها الله – عز وجل – فخرج منها مهاجراً إلى ربه
    أيضاً هجرة العمل وهجرة العمل أن يهجر المسلم كلما نهى الله عنه هذه هجرة والنبي – عليه الصلاة والسلام – قال بعد أن فتح مكة – (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)
    إذن الجهاد كما قال عليه – الصلاة والسلام – جهاد النفس
    على المؤمن أن يجاهد نفسه هذه النفس التي هي أمارة بالسوء أو هي لوامة أو هي خبيثة فعليه أن يرقى بنفسه وأن يعلو بها وأن "... غير مفهومة " بها فإنه مسلم , أيضاً هجر العامل النبي – عليه الصلاة والسلام – كما علمتم أنه كان يحب أصحابه بل وأنه كان يبذل الأموال ليستعطف بعض قلوبهم لذلك كان يعطي من لا يخشى الفقر يعطي ملئ الوادي من الغنم ومن الجمال ومن غيره يتألف قلب رجل مسلم يقول : أخشى أن يكب على النار على وجهه فأنقذه بهذه الأموال ومع ذلك تخلف ثلاثة من أصحابه – رضي الله عنهم – تخلفوا عن غزوة تبوك وصدقوا ولم يذهبوا إلى النبي – عليه الصلاة والسلام – ليستغفر لهم أو ليسمحهم بهذا الأمر ولكنهم إعترفوا أنهم كانوا أقوى ما كانوا عليه ولكنهم تخلفوا شاء الله – عز وجل – أن لا يكونوا معه فأمر – صلى الله عليه وسلم – أصحابه أن يهجروهم وأن لا يردوا عليهم السلام تُراك يا عبد الله يا من أنت مقيم في هذه الديار هل هجرت صاجب معصية ؟ أم أنك تحتظنه إن لاقيته وأنك أن عزمك لبيت هذه العزومة وإن إستضافك جعلت نفسك متشرفا لهذه العزومة هجرهم عليه الصلاة والسلام ووكلهم إلى إيمانهم قال : (لا تردوا عليهم السلام وإن سلموا عليكم) فلم يردوا عليهم السلام ولم يخالطوهم ولم يأكلوا معهم طيلة خمسين يوماً , هذا هو الهجر قال أهل العلم : "الهجر بمثابة الدواء إن زاد فإنه يضر وإن نقص فإنه يضر" , لكن عليك أن تعطي صاحبه حقة إن كان هجره سيرده فعليك أن تهجره وعليك أن تقاطعه لأنك لا تخشى في الله لومة لائم كيف تقيم علاقة مع رجل لم يحترم دينه ولم يقدر الله – عز وجل - حق قدره ؟ فكيف يكون جليسك وكيف يكون صاحبك ؟ وقد خان الله – عز وجل – وقد بادر وقد جاهر بمعصية الله سبحانه هجرهم – عليه الصلاة والسلام – ولم يسلم عليهم حتى تاب الله عليهم
    الهجر يا عباد الله , قد يقول قائل : هؤلاء لا يثيرون إلا الشدة ولا يثيرون إلا القطيعة يريدون أن يتقاطع الناس كيف يتقاطعون ؟ وكيف يتهاجرون ؟ نقول لهم يقول الله – عز وجل – ويقول رسوله هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه لم يبيعوا الخمور ولم يتاجروا بما حرم الله ولم يقطعوا الصلاة ولم يتخلفوا بامر قالوا بأنه حلال ولكنهم قال كعب بن مالك – رضي الله عنه – كنت أقول أذهب مع النبي – عليه الصلاة والسلام – أخرج غداً أخرج بعد غد هو يرى أن الخروج مع النبي – صلى الله عليه وسلم – والجهاد معه فرض عليه لأنه قوي – رضي الله عنه – قال : فذهبت الأيام وكانت الأيام أيام حر وكنت إلى الزراعة أسعر أي : أميل – إلى الرطب وإلى التمر - فشاء الله – عز وجل – أن يتأخر أما نحن اليوم فإننا نجاهر بالمعاصي ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً ومع ذلك الألفة والمحبة واللقاء بل والزيارات المتبادلة عند هذا وعند ذاك يسأله عن عمله ويسأله عن الأرباح ويسأله عن المشروعات ماذا فعل وكم ..."كلمة غير مفهومة" وكم أدخل من غيره من الناس إلى هذه البلاد ؟ (أصبح الرجل لا يبيع إبنته إلا بستين ألفاً لماذا ؟!! حتى يدخل غيره من تلك الديار ومنهم من أصبحت هذه تجارته وكأنه أدخله من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام مع أنه فعل العكس !!!!) (1)
    فأين الهجر إذن أين حرمات الله – عز وجل - ؟ أين التغير ؟ وأين يتمعر الوجه ؟ عماذا يتمعر ؟ إذا لم يكن المسلم يتغير وجهه لحرمات الله – عز وجل –
    أيها الناس :
    ننتقل من أمير المؤمنين إلى أم المؤمنين – رضي الله تعالى عنها وأرضاها – عائشة بالحديث المتفق عليه وهذه الأحاديث نسوقها للنيات التي تعمل خيراً وتريد خيراً وتمارس عبادة الله عز وجل – ناهيك عمن هو عاصا لله مجاهرا لمعصيته قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
    (يغزوا جيش الكعبة - , انظر يا عبد الله أبرهة الحبشي لم يرد نجد والحجاز ولم يرد الأموال يريد أن يهدم بيتاً يتجه إليه المسلمين يتوحدون إليه يعبدون رباً واحداً إليه فأراد هدمه بل وأراد نقله فرده الله – عز وجل – رده سبحانه قال و جهز له ذلكم الفيل العظيم لهدمه قال فوصل إلى مكان يقال له مغمس فكان إذا انتهره نحو الكعبة أبى وأحجم وإذا أعاده إلى اليمن هرول وعاد إليها فالنبي – عليه الصلاة والسلام – في صلح الحديبية خلاءت القصوى قال أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بإنها ما تقدمت إلى بيت الله قالوا خلاءت قال ما خلاءت القصوى وليس لها بخلؤ إنما حبسها حابس الفيل , عاد الفيل وعاد أصحاب الفيل بعد أن دمرهم الله – عز وجل – مع أن هذه الأمة يراد بها على مدار الزمن يراد بنبيها أحياناً فيسب بالصحف والمجلات ويسب بالإعلام وغيره ولكن الله – عز وجل – يتولى الظالمين ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر قالت – رضي الله عنها – قال – صلى الله عليه وسلم - يغزو جيش الكعبة - , وهذا من دلائل نبوته فمن عاش سيرى ولاشك أنه سيتحقق هذا الأمر سيتحقق لا شك ولا ريب قال : فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم - قال من شرح هذا الحديث : قال يكون المسلمون كثيراً لكنهم قد عادوا لطلب الرزق وقد تركوا عبادة الله ولم يفرقوا بين الحلال والحرام ولا بين المتشابه لكن الله – عز وجل – يريد أن يريهم من قدرته وعزته فيخسف بأولهم وآخرهم فقالت أم المؤمنين كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم تريد أن تعلم حقيقة هذه النوايا فسألت نبينا – صلى الله عليه وسلم – فقالت : كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ..؟ قال الشارح للحديث فيهم أسواقهم : يعني أنهم " جاء التجار الذين يريدون التجارة رأوا أن قوماً يغزوا الكعبة يريدون هدم بيت الله – عز وجل – ومع ذلك أعدوا لهذا الجيش الأسواق يبتاعون ويشترون يريدون أن يربحوا فخسروا أنفسهم وخسروا أموالهم وخسف الله بهم في الأرض " , أنظر يا صاحب التجارة يا من تريد أن تصل إلى ما حرم الله انظر واعتبر بهؤلاء لم يريدوا سوءا ولم يريدوا خراب الكعبة وإنما رأوا من تجمهروا ومن صفقوا ومن خرجوا يضاهوا الله – عز وجل – ويحاربوه فخرجوا يريدون هدم الكعبة فخسف الله بهم وبأسواقهم فماذا نفعهم ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام – يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم - , دخل فيهم قال أهل العلم : لم يخرج منهم التجار ولم يخرج منهم من أراد هدم الكعبة خرج منهم من أرادوا الذهاب به ومن أخرجوه من بيته قسر وهو يعلم أن خراب الكعبة حرام فخرج معهم وخرج معهم قهراً وقسراً هذا الذي يبعثه الله على نيته أما من أراد الإتجار ومن أراد مصلحته فإن الله – عز وجل – سيحاسبه على نيته " , هذه التجارة التي سمى النبيى – صلى الله عليه وسلم – التجار هم الفجار " هذا وهم يبيعون الحلال لماذا ؟ لأن التاجر أحياناً يبيع سلعته بأيمان كاذبة يبيع سلعته ويغش فيها وهي حلال محض فكيف بمن يتجر بما حرم الله سبحانه هل ينتظر إلا خسفاً أو ينتظر موتاً فجأتا فلا يستطيع عودة ولا يستطيع آياباً إلى ما كان يصبو أو إلى ما يريد ؟
    يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول العبد , وكلنا نقول هذا , مالي مالي , يقول هذه أموالي أين تذهب ؟ يقول له – عليه الصلاة والسلام – محذرا له إن مالك لك منه ما أكلت فأفنيت وابست فأبليت وتصدقت فأبقيت , فهل تصدقنا من الأموال ؟ أم أننا نقول أموال نتذكر من له مليارات ولنتذكر من له ملايين ماذا صنع بها ؟ إنها أموال الله يختبر الله – عز وجل – بها أصحاب الأموال .
    أسأل الله لي ولكم التوبة
    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين – بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين من ربه , اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن قومه ورسولاً عن أمته – صلى الله عليه وسلم –
    أيها الناس :
    إنما الأعمال بالنيات يقول الله تبارك وتعالى :
    (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
    يحذر ونحن بين أظهر الكفار ونحن بين أظهرهم يخشى العبد على نفسه أن يخسف الله به يخشى المرء على نفسه وإن كان على جادة الصواب وإن كان محافظاً على صلاته وإن كان محافظاً على دينه فإنه يخاف أن يشمله هذا الأمر أن يخسف الله – عز وجل – بمن بغى وأن يخسف الله – عز وجل - بمن خالف شرعه
    قالت – رضي الله عنها – تخبر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يغزو جيش الكعبة , الجيوش التي تُعد لمحاربة الله – عز وجل – تعود خائبة لذلك هذه الغزوة تكون في زمن فيه ضعف المسلمين فيحمي الله – عز وجل – بيته لكن عند أن يضعف المسلمين ضعفاً شديداً ثم يتولد من هذا الضعف تركهم لدينهم فلا يبقي إلا الشيخ الكبير ولا يبقى مع المرأة العجوز إلا أن يقولوا في آخر الزمن الله الله من أين وجدوا هذا ؟ وجدوا من كان قبلهم يقولها الله الله ما يدرون ما الصلاة كما قال – عليه الصلاة والسلام – فيما صح عنه : يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب فلا يدرى ما صلاة ولا صدقة ولا زكاة , يبدأ الإسلام من يومنا هذا أو من قبل ذلك يدرس الإسلام
    هكذا المسلمين حملة الإسلام في هذه البلاد تقاعسوا وتهاونوا عن الدعوة إلى الله وجعلوا الدولار نصب أعينهم ...
    في آخر الزمن عند أن لا يعبد الله – عز وجل – فما هي الحاجة لهذه الكعبة وما هي الحاجة لحمايتها ؟ أن تستمر معمورة وقد ترك المسلمون الإتجاه إليها كما أنهم قد تناسوا تلكم القبلة الأولى وهي المسجد الأقصى تناسوها ودخلت كما يقال في طي النسيان هكذا يأتي يوم على الكعبة قبلة المسلمين التي يتوجه الناس إليها آناء الليل وأطراف النهار قال – عليه الصلاة والسلام – مخبرا عنها قال : بعد ذلك بعد هذا الجيش الذي خسف الله به - يأتي رجل واحد , من أين يأتي ؟ من تلك الدولة التي هي الآن ضعيفة ولا يشار إليها ولا تعرف بين الناس قال : يأتي ذو السويقتين - رجل من الحبشة – قفيحي أصيلع – يصفه النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد وصف الدجال وقد وصف أويس القرني – عليه الصلاة والسلام – وقد وصف موسى ووصف إبراهيم و وصف آدم – عليه الصلاة والسلام – كلاً بشكله و وصف – عليه الصلاة والسلام – وصفه أصحابه , وهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا عن ذوي السويقتين أضاف هذه الكنية إلى أن ساقيه دقيقتين وأنه أفحج متوسع بين رجليه – قال : يهدم الكعبة حجراً حجراً - الله أكبر أين ذهب عُباد هذا البيت ؟ أين ذهب من يؤذن ؟ في اليوم والليلة خمس مرات , لم يبقى أحد لماذا ؟ لأن هذه الدعواة المجودة توطئة لهذا الامر ثلاثاً وسبعين فرقة إثنتان وسبعين كانت مضاهية لليهود والنصارى فهي تدعو إلى إنحلال الدين وإلى تمييعه وإلى الدخول في جميع الأديان وما تلك المؤتمرات عنكم ببعيد مؤتمر توحيد الأديان !! دين نسخه الله – عز وجل – كلما جاء نبي كلما جاء رسول نسخ من قبله يتبع الناس من جاء برسالة جديدة فكان آخرها وخيرها وخاتمها هو – عليه الصلاة والسلام –
    ذو السويقتين رجل قال : يأتي بمسحاته – لم يأتي بالدبابة ولم يأتي بالصواريخ ولم يأتي بالجيش يأتي بمسحاته أي : بشيءٍ يستخدم بالحفر والبناء – قال : فينقظها حجراً حجراً – أو يكتفي بذلك لا بل إنه يستخرج كنوزها ففيها الذهب والفضة ما كان يوضع من أيام الجاهلية كانوا يضعون أموال الكعبة للكعبة من الذهب ومن الفضة فيستخرج كنوزها ويحملها ثم ينصرف .
    ماهي الأسباب التي أدت بالمسلمين إلى هذا ؟ تركهم دينهم إذن هذه البلاد التي جعلت من المسلم يقل دينه وتقل غيرته ويقل كل شيء فيه حتى قلبه يتغير !! منّا من يعترف ومنا من يكابر ! أما الذي لا يعترف فلا أُراه إلا مكابر خادعا لنفسه وإلا من جاء إلى هذه البلاد ونظر ما نظر لا شك أن هذه الفتن تقع على قلبه وأنه يقع عليها كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هذه الفتن تعرض على القلوب كعرض الحصير عوداً عودا فإيما قلب إشربها نكتت فيه نكتة سوداء - فيا عباد الله أي قلوب نحمل أي قلوب معنا ؟ هل نكتت نكة بيضاء ونحن في هذه البلاد أم نكتت نكة سوداء ؟ هل نكتفي بنكة سوداء !!؟ بل بعضهم قد أصبح قلبه أسود مربآد لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً دينه وعقيدته ومبدأه ليله ونهاره بل وحلمه في نومه هي الدولار !!! أي دولار هذا الذي سيكب الناس على مناخرهم في جهنم من أجله أي أمر هذا أي عظمة هذه ! يأتي ذو السويقتين ويهدم الكعبة هلّا قلوب تأخذ هذا الامر على محمل الجد ونتعلم دين الله – عز وجل – ونأخذ بأيدي ...."غير مفهومة" نأمرهم بالمعروف وننهاههم عن المنكر ننكر على من يتعاظم ومن يتعاطى الحرام نهجره ونسجره على المرأة أن تسجر زوجها كانت نساء الصحابة – رضي الله عنهن وأرضاهن – والتابعين أيضا من السلف الصالح كان الرجل إذا خرج قد تقول المرأة لزوجها هذه المرأة التي ليس قصدها أن يمتلي صدرها وعضديها وغبناتها بل وحفيداتها من الذهب والفضة تقول لزوجها أأتنى بالمال من أي مكان ! لكن أولئك النسوة كانت تقول لزوجها إياك نصبر على الجوع ولا نصبر على النار ! أي أمرأة هذه تقول في هذا الزمن إنها إذا خرجت وعادت إلى بلادها قالت ما وجدنا إلا الفقر وما وجدنا إلا التراب وما وجدنا وما وجدنا ! ألا يعجب رجل ألا يعجب إمرأة سقط رأسه فيها وعاش فيها ردح من الزمن ألا يهنئ قلبه أن يكون بين إخوانه كيف به يطمئن هنا !!؟ ويستقر بين هؤلاء ليلاً ونهاراً ولا يحدث نفسه بالهجرة إلى الله , الهجرة يا عباد الله على المسلم أن يحدث نفسه بالخروج أن يهجر أولاً ما نهى الله عنه ثم يهجر أي بلدٍ لا يقام فيها حدود الله ولا يقام بها شرع الله – عز وجل – يخاف على نفسه أن يفتن أو يخاف على نفسه من خسفٍ أو من زلزالٍ أو من غيره .
    أسأل الله بمنه وكرمه أن ينجيني وإياكم من كل ضيق وأن يجعلني وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
    اللهم رد المسلمين إليك رداً جميلا , اللهم رد المسلمين إليك رداً جميلا
    اللهم رد شباب المسلمين إليك رداً جميلا , اللهم اصلح الإسلام والمسلمين , اللهم انصر الإسلام والمسلمين , اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفر والشرك والمبتدعين , اللهم من أراد بدينك وبرسولك وبكتابك اللهم من أراد بهما شراً فاجعل كيده في نحره اللهم أجعل تدبيره تدميره اللهم اجعل تدبيره تدميره , اللهم اجعل كيدهم في نحورهم من أرادوا لدين الله – عز وجل – من أرادوا له شرا اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وآمنا من مكرهم وشرورهم
    إنك ولي ذلك والقادر عليه
يعمل...
X