متى يستحق طالب العلم مرتبة (شيخ)(1)
السؤال: كثر عندنا إطلاق لفظة: (شيخ) بين كثير من الشباب، فالسؤال: متى يصح إطلاق هذه اللفظة على شخص ما؟
الإجابة:
أولًا: على المسلمين أن يحذروا من المبالغة في المدح؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المدح هو الذبح»(2)، وقال: «من كان مادحًا أخاه فليقل: أحسبه كذلك، والله حسيبه»(3).
ثانيًا: كلمة (شيخ) تطلق على معانٍ منها: كبير السن؛ بدليل قول الله تعالى: ﴿قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾; [القصص:23]. وتطلق في الرواة على من ليس بضعيف، ولا محتج به، قال الذهبي في مقدمة الميزان: ولم أتعرض لذكر من قيل فيه: (شيخ). فإن هذا ومثله يدل على عدم الضعف المطلق، وربما أطلق ابن القطان لفظة: (شيخ) على من ليس من أهل العلم ولا طلابه، وإن كان صاحب رواية اتفاقية، ذكر طالب بن حجير في بيان الوهم والإيهام، ونقل أنه ليس من طلبة العلم ومتقنيه، وإنما هو رجل اتفقت له رواية الحديث. وقال أحمد بن حنبل في زكريا بن منظور: شيخ، ولينه. كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض. وفي نفس المصدر نقل عن ابن أبي حاتم قوله في عثمان بن الحكم: شيخ ليس بالمتقن..
فمن الممكن أن يلخص هذا فيقال: إن لفظة (شيخ) آخر مراتب التعديل وأول مراتب الجرح.
أما إطلاق (شيخ) على سيد قومه فهذا غير مشهور عند المتقدمين، وإنما المشهور في حق من ساد قومه لفظة: (سيّد)، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من سيّدكم يا بني سلمة؟!» قالوا: الجد بن قيس غير أنا نبخله. قال: «وأي داء أدوأ من البخل؟! سيدكم عمرو بن الجموح»(4)، وجاء في حديث آخر: «فلُدِغَ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فَسَعَوْا له بكل شيء، لا ينْفَعُه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاءِ الرَّهطِ الذين نزلوا بكم، لعلَّ عندهم بعضُ شيء؟ فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرَّهط! إن سَيِّدَنا لُدِغَ، وسَعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: إني والله لأرْقي.. »، وجاء في السنة إطلاق لفظة: (عرفاء) -جمع: عريف- على من يطلق عليهم الآن مشايخ القبائل.. والحمد لله.
*/حاشية/ــــــــــــــــــــــ
(1) أسئلة من بيت الفقيه، بتاريخ: ليلة السبت 6صفر1423هـ، دماج – دار الحديث .
(2) عن ابن عمر عند ابن أبي شيبة (ج6ص206).
(3) رواه البخاري رقم (2662)، ومسلم رقم (3000)، عن أبي بكرة.
(4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص (111)، وهو في الصحيح المسند رقم (226).
السؤال: كثر عندنا إطلاق لفظة: (شيخ) بين كثير من الشباب، فالسؤال: متى يصح إطلاق هذه اللفظة على شخص ما؟
الإجابة:
أولًا: على المسلمين أن يحذروا من المبالغة في المدح؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المدح هو الذبح»(2)، وقال: «من كان مادحًا أخاه فليقل: أحسبه كذلك، والله حسيبه»(3).
ثانيًا: كلمة (شيخ) تطلق على معانٍ منها: كبير السن؛ بدليل قول الله تعالى: ﴿قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾; [القصص:23]. وتطلق في الرواة على من ليس بضعيف، ولا محتج به، قال الذهبي في مقدمة الميزان: ولم أتعرض لذكر من قيل فيه: (شيخ). فإن هذا ومثله يدل على عدم الضعف المطلق، وربما أطلق ابن القطان لفظة: (شيخ) على من ليس من أهل العلم ولا طلابه، وإن كان صاحب رواية اتفاقية، ذكر طالب بن حجير في بيان الوهم والإيهام، ونقل أنه ليس من طلبة العلم ومتقنيه، وإنما هو رجل اتفقت له رواية الحديث. وقال أحمد بن حنبل في زكريا بن منظور: شيخ، ولينه. كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض. وفي نفس المصدر نقل عن ابن أبي حاتم قوله في عثمان بن الحكم: شيخ ليس بالمتقن..
فمن الممكن أن يلخص هذا فيقال: إن لفظة (شيخ) آخر مراتب التعديل وأول مراتب الجرح.
أما إطلاق (شيخ) على سيد قومه فهذا غير مشهور عند المتقدمين، وإنما المشهور في حق من ساد قومه لفظة: (سيّد)، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من سيّدكم يا بني سلمة؟!» قالوا: الجد بن قيس غير أنا نبخله. قال: «وأي داء أدوأ من البخل؟! سيدكم عمرو بن الجموح»(4)، وجاء في حديث آخر: «فلُدِغَ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فَسَعَوْا له بكل شيء، لا ينْفَعُه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاءِ الرَّهطِ الذين نزلوا بكم، لعلَّ عندهم بعضُ شيء؟ فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرَّهط! إن سَيِّدَنا لُدِغَ، وسَعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: إني والله لأرْقي.. »، وجاء في السنة إطلاق لفظة: (عرفاء) -جمع: عريف- على من يطلق عليهم الآن مشايخ القبائل.. والحمد لله.
*/حاشية/ــــــــــــــــــــــ
(1) أسئلة من بيت الفقيه، بتاريخ: ليلة السبت 6صفر1423هـ، دماج – دار الحديث .
(2) عن ابن عمر عند ابن أبي شيبة (ج6ص206).
(3) رواه البخاري رقم (2662)، ومسلم رقم (3000)، عن أبي بكرة.
(4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص (111)، وهو في الصحيح المسند رقم (226).