إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصيام والبدع في شهر رجب - وفتاوى اهل العلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصيام والبدع في شهر رجب - وفتاوى اهل العلم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد ينتشر في هذه الأيام وبمجرد دخول شهر رجب إن لم يكن قبل دخوله حديث طالما سمعناه ألا وهو

    ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )

    وهو حديث ضعيف لا يثبت وقد رواه الإمام أحمد وفيه زائدة بن أبي الرقاد منكر الحديث (( المجمع 2/196 )) وضعف الحديث النووي في الأذكار 547 وابن رجب في اللطائف 143 والذهبي في الميزان 2/ 65 وابن حجر في تبيين العجب 38 والألباني في المشكاة 1/ 306 .

    وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في إحدى خطبه :

    وأنسوا ما قيل فيه من الأحاديث الضعيفة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل شهر رجب: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولكن هذا أيها الأخوة وأسمعوا ما أقول هذا حديثٌ ضعيفٌ منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء لأنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم




    بدع في شهر رجب

    يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات كصلاة الرغائب وإحياء ليلة (27) منه فهل ذلك أصل في الشرع؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب :

    تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة (27) منه يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز، وليس له أصل في الشرع،


    وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم،


    وقد كتبنا في ذلك غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب،


    وهكذا الاحتفال بليلة (27) اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج،


    كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع،


    وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم،


    ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها.


    والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[1]


    وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته،


    وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه


    ومعنى فهو رد أي مردود على صاحبه،


    وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))[2] أخرجه مسلم أيضا.


    فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[3]، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[4]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))[5] أخرجه مسلم في صحيحه.


    أما العمرة فلا بأس بها في رجب لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وكان السلف يعتمرون في رجب،


    كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (اللطائف) عن عمر وابنه وعائشة رضي الله عنهم ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك.

    والله ولي التوفيق.


    -----------------------

    [1] سورة التوبة الآية 100.


    [2] رواه مسلم في (الجمعة) برقم (1435)، والنسائي في (العيدين) برقم (1560).


    [3] سورة المائدة الآية 2.

    [4] سورة العصر كاملة.


    [5] رواه مسلم في (الإيمان) برقم (55).

    نشرت في ( مجلة الدعوة ) العدد رقم ( 1566 ) في جمادى الآخرة 1417 هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر


    <!-- / message -->

    ****



    فتاوى العلماء حول بدع شهر رجب

    أولاً: فضيلة الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله- :
    1.السؤال: ماذا على الذي يصوم شهر رجب كاملاً، كما يصوم رمضان؟
    الجواب: صيام رجب مكروه، لأنه من سنة الجاهلية لا يصومه، صرح كثير من أهل العلم بكراهته، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام رجب، المقصود أنه سنة في الجاهلية، لكن لو صام بعض الأيام يوم الاثنين يوم الخميس لا يضر، أو ثلاثة أيام من كل شهر لا بأس، أما إذا تعمد صيامه فهذا مكروه.

    2.السؤال: يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات، كصلاة الرغائب، وإحياء ليلة (27) منه، فهل ذلك أصل في الشرع؟ جزاكم الله خيراً.
    الجواب: تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة (27) منه يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز، وليس له أصل في الشرع، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم، وقد كتبنا في ذلك غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب، وهكذا الاحتفال بليلة (27) اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها. والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). " سورة التوبة الآية 100"؛ وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه؛ ومعنى فهو رد: أي مردود على صاحبه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)). أخرجه مسلم في (الجمعة) برقم (1435). فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله عز وجل: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) . " سورة المائدة الآية 2"؛ وقوله سبحانه: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، " سورة العصر كاملة "، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). أخرجه مسلم في صحيحه في (الإيمان) برقم (55). أما العمرة فلا بأس بها في رجب لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وكان السلف يعتمرون في رجب، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (اللطائف) عن عمر وابنه وعائشة رضي الله عنهم ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك. والله ولي التوفيق.

    3.السؤال: إذا دخل أول خميس في شهر رجب، فإن الناس يذبحون ويغسلون الأولاد, وأثناء تغسيلهم للأولاد يقولون: يا خميس أول رجب نجنا من الحصبة والجرب, ويسمون هذا اليوم: كرامة رجب, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
    الجواب: هذا منكر لا أصل له، بدعة، ولا يجوز، يا خميس! هذا دعاء غير الله, شرك أكبر، دعاء غير الله شرك أكبر، فالمقصود أن هذا بدعة لا يجوز. نسأل الله العافية.

    4. السؤال: لقد سمعت عن صيام شهر رجب كاملاً، فهل هذا بدعة، أو أنه من العمل الصحيح
    الجواب: ليس بمشروع، هذا من أعمال الجاهلية، فلا يشرع ... بالصيام، يكره ذلك، لكن إذا صام بعضه الاثنين و الخميس، أو أيام البيض طيب لا بأس بذلك، أما أنه يخصه بالصوم وحده فهذا مكروه.

    5. السؤال: إنها في الخامسة والثلاثين من عمرها تصلي وتصوم أيام شهر شوال ورجب وشعبان، ولكن الدورة تمنعها من صيام هذه الأشهر الثلاثة، فهل يجب صيام الأشهر الثلاثة أم أيام منها فقط؟ جزاكم الله خيراً.
    الجواب: أيام الدورة ما هي بمحل صيام لا في رمضان ولا في غيره فإذا صامت شعبان في أيام الدورة هذا واجب عليها تفطر أيام الدورة، وهكذا في رمضان عليها أن تفطر وتقضي بدل أيام رمضان، أما ما تركت من أيام شعبان أو رجب أو غير ذلك لا بأس، وإذا صامت رجب وشعبان فلا حرج وتفطر أيام الدورة، ولكن في رمضان إذا أفطرت أيام الدورة عليها أن تقضي، وإذا تعاطت ما يمنع الدورة في رمضان من حبوب أو غيرها فلا بأس، أو تعاطت ذلك في أيام الحج فلا بأس، والأفضل عدم صيام رجب كله، أما إذا صامت الاثنين والخميس أو صامت أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذا كله طيب في كل شهر، لكن يكره عند جمع من أهل العلم إفراد رجب وتخصه بالصوم، أما إذا صامته مع شعبان فلا حرج، وكذلك إذا صامت غير رجب صامت شهر محرم أو غيره من الشهور على حسب فراغها وحسب تيسرها لا حرج، لكن إذا كانت أيام الدورة تفطر لا تصوم لا في رمضان ولا في غيره، لأن أيام الحيض ليست محل صيام، وهكذا أيام النفاس ليست محل صيام.

    ( موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله -)

    ثانياً: فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-:
    1- السؤال: طيب ربما يقال: ما الذي ينبغي للمسلم أن يفعله إذا وافق هذه الليلة مثلاً في أول الربيع، أو في رجب؟
    الجواب: لا ينبغي أن يفعل شيئاً، لأن من هم أحرص منا على الخير، وأشد منا تعظيماً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يفعلون شيئاً عند مرورها، ولهذا لو كانت هذه الليلة مشهورة عندهم، ومعلومة لكانت مما ينقل نقلاً متواتراً لا يمتري فيه أحد، ولكانت لا يحصل فيها هذا الخلاف التاريخي الذي اختلف فيه الناس، واضطربوا فيه، ومن المعلوم أن المحققين قالوا: إنه لا أصل لهذه الليلة التي يزعم أنها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين ليس لها أصل شرعي، ولا تاريخي.

    2- السؤال: المستمع من جمهورية اليمن الشمالية يقول: عندنا في اليمن مسجد بني، ويسمى مسجد معاذ بن جبل المشهور بمسجد الجند، يأتون الناس لزيارته في الجمعة من شهر رجب من كل سنة، رجالاً، ونساء، هل هذا مسنون وما نصيحتكم لهؤلاء؟
    الجواب: هذا غير مسنون أولاً: لأنه لم يثبت أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، اختط مسجداً له هناك وإذا لم يثبت ذلك فإن دعوى أن هذا المسجد له دعوى بغير بينة، وكل دعوى بغير بينة فإنها غير مقبولة، ثانياً: لو ثبت أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- اختط مسجداً هناك فإنه لا يشرع إتيانه و شد الرحل إليه بل شد الرحل إلى مساجد غير المساجد الثلاثة منهي عنه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، ثالثاً: أن تخصيص هذا العمل بشهر رجب بدعة أيضاً، لأن شهر رجب لم يخص بشيء من العبادات لا بصوم، ولا بصلاة، وإنما حكمه حكم الأشهر الحرم الأخرى، والأشهر الحرم هي رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم هذه هي الأشهر الحرم التي قال الله عنها في كتابه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، لم يثبت أن شهر رجب خص من بينها بشيء لا بصيام، ولا بقيام، فإذا خص الإنسان هذا الشهر بشيء من العبادات من غير أن يثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مبتدعاً، وقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة). فنصيحتي لإخوتي هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل بالحضور إلى المسجد الذي يزعم أنه مسجد معاذ في اليمن ألا يتعبوا أنفسهم، ويتلفوا أموالهم، ويضيعوها في هذا الأمر الذي لا يزيدهم من الله ألا بعداً، ونصيحتي لهم أن يصرفوا هممهم إلى ما ثبتت مشروعيته في كتاب الله، أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا كاف للمؤمن.

    3.السؤال: حفظكم الله، وسدد خطاكم يقول: السائل في سؤاله الثاني، ما حكم صيام الثامن من رجب، والسابع والعشرين من نفس الشهر؟
    الجواب: تخصيص هذه الأيام بالصوم بدعة، فما كان يصوم يوم الثامن، والسابع والعشرين، ولا أمر به، ولا أقره، فيكون من البدع، وقد يقول قائل: كل شيء عندكم بدعة؛ وجوابنا عليه -حاش والله-، إنما نقصد البدعة في الدين، وكل شيء تعبد الإنسان به لله عز وجل بدون دليل من الكتاب، والسنة، فهو بدعة، ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور). فالمراد البدعة في الدين الذي يتقرب به الإنسان لله عز وجل من عقيدة، أو قول، أو فعل، فهذا بدعة، وضلالة، أما البدع فيما يتعلق بأمور الدنيا، فكل شئ نافع من أمور الدنيا، وإن كان لم يكن موجوداً من قبل، فإننا لا نقول: إنه بدعة، بل نحث عليه إذا كان نافعاً، وننهى عنه إذا كان ضاراً.

    4- السؤال: بارك الله فيكم هذا المستمع آدم عثمان من السودان يقول أستفسر عن صوم الأيام التالية هل هو صحيح أول خميس من رجب؟
    الجواب: صوم أول خميس من رجب ليس له أصل، وتخصيص هذا اليوم بالصوم بدعة، وعلى هذا فلا يصمه الصائم.

    ( موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله- )


    ثالثاً: فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان :
    1. السؤال: يقول فضيلة الشيخ -وفقكم الله-: يعتقد كثير من الناس أفضلية العبادة في رجب، وبناء عليه، فإنهم ينذرون في رجب أنواعا من الطاعات؛ فهل يلزم الوفاء على اعتبار أنهم يعتقدون اعتقادات جاهلية، أم يكون ذلك من نذر المعصية ؟
    الجواب: هذا بدعة، نذر العبادة في رجب خاصة، هذا بدعة ولا يجوز الوفاء بالبدعة؛ نعم، يدخل في نذر المحرم، لأن البدعة محرمة، ورجب لم يثبت ما يدل على خصوصية العمل فيه، وأن العمل فيها له فضيلة، ما كذب شي من هذا، لكن الخرافيون يحرصون على إلي ماله أصل، والي له أصل ما يلتفتون إليه، سبحان الله إلي له أصل صحيح ما يلتفتون إليه، والي ماله أصل يحرصون عليه، ويبحثون عنه، هذه من الفتنة.

    2. السؤال: رجل تعود أن يصوم شهري رجب، وشعبان كاملين في كل عام، فهل في فعله بأس ؟
    الجواب: شهر رجب لا يصام لأنه بدعة، لأن شهر رجب بدعة، أما صيام غالب شعبان، غير الصيام شعبان كله، لا يجوز، لكن الصيام أكثر شعبان مستحب، إذا صام أكثر شعبان فهو مستحب، لفعل النبي "صلى الله عليه وسلم"، فكان يكثر الصيام في شهر شعبان، لكن لا يصومه كاملاً.

    3. السؤال: عبارة: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"؛ هل هو حديث ؟
    الجواب : هذا حديث، لكن ما هو بصحيح حديث ضعيف.

    4. السؤال: فضيلة الشيخ - وفقكم الله-: نويت أن أقوم بعمرة في هذا الأسبوع، وأشار علي البعض أن أتركها إلى شهر آخر، حتى لا يكون في عملي مشابهة لأهل البدع، الذين يعتمرون في السابع والعشرين من هذا الشهر رجب ؟
    الجواب : نعم، هو صحيح، أجل العمرة إلى أن تزول هذه الشبهة، لأن إلي يعتمرون رجب هم المبتدعة، فأنت اجتنب هذا، ولا تشاركهم، ولو كنت أنت ما قصدت هذا، لكن فيه مشاركة لهم، ومشابهة لهم، فأجل العمرة إلى غير رجب.

    ( موقع فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان)


    نشرت في ( مجلة الدعوة ) العدد رقم ( 1566 ) في جمادى الآخرة 1417 هـ.
    فتوى الامام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله -

    س : يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات كصلاة الرغائب وإحياء ليلة ( 27 ) منه فهل ذلك أصل في الشرع ؟ جزاكم الله خيرا.

    ج : تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة ( 27 ) منه يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز ، وليس له أصل في الشرع ، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم ، وقد كتبنا في ذلك غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة ، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب ، وهكذا الاحتفال بليلة ( 27 ) اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج ، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع ، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بها ، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه - رضي الله عنهم - ، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها.والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل : سورة التوبة الآية 100 وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . متفق على صحته ، وقال عليه الصلاة والسلام : صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . أخرجه مسلم في صحيحه ، ومعنى فهو رد ، أي مردود على صاحبه ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه : رواه مسلم في ( الجمعة ) برقم ( 1435 ) ، والنسائي في ( العيدين ) برقم ( 1560 ). أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة . أخرجه مسلم أيضا.

    فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع ، كلها عملا بقول الله عز وجل : سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقوله سبحانه :

    سورة العصر الآية 1 وَالْعَصْرِ سورة العصر الآية 2 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ سورة العصر الآية 3 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : رواه مسلم في ( الإيمان ) برقم ( 55 ). الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . أخرجه مسلم في صحيحه .

    أما العمرة فلا بأس بها في رجب ، لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في رجب ، وكان السلف يعتمرون في رجب ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه : ( اللطائف ) عن عمر وابنه وعائشة - رضي الله عنهم - ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك. والله ولي التوفيق.



    الصيام في رجب/لشيخ الإسلام ابن باز رحمه الله


    سردت عدداً من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كلها في فضل رجب، وفي فضل صيامه؟ لا أدري سماحة الشيخ هل أقرأ ما كتبت أم تكتفون جزاكم الله خيراً بالإجابة؟


    ما في حاجة إلى قرأتها، كلها ضعيفة، وكلها غير صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ليس في رجب حديث صحيح في فضله، وإنما كان أهل الجاهلية يخصونه بالصيام. وأما في الإسلام فلا يخص بشيء، لكنه من الأشهر الحرم، هو من الأشهر الأربعة الحرم؛ لأن الرسول لما عدَّها قال هي: (رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم). هذه هي الأشهر الحرم الأربعة، فهو من الأشهر الحرم المفضلة، لكن ليس في تفضلي لصيامه، أو صدقة أو صلاة، ليس فيها حديث صحيح، وإنما هو من الأشهر الحرم، ولا يشرع تخصيصه بصوم، ويكره تخصيصه بذلك. لكن إذا اعتمر فيه الإنسان فلا بأس كان بعض السلف يعتمر في رجب، وفي الصحيحين أن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي اعتمر في رجب. فإذا اعتمر في رجب هذا حسن، فعله السلف الصالح، ورواه ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن كانت عائشة -رضي الله عنها- وغيرها أنكروا عليه ذلك، وقالوا: إن النبي لم يعتمر في رجب -عليه الصلاة والسلام- إنما اعتمر في ذو القعدة، لكن ابن عمر ثقة، وقد روى هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد يكون خفي على عائشة وعلى غيرها، أو نسي ذلك من أنكره، وابن عمر حفظ. فالحاصل أن من اعتمر في رجب فقد جاء فيه هذا الحديث، وفعله كثير من السلف، فلا بأس في ذلك، وهذا مستثنىً مما يخص به رجب، هذا جاءت به السنة، فإذا اعتمر في رجب فلا بأس بذلك.

    منقول من فتاوي نور على الدرب<!-- / message --><!-- sig -->
يعمل...
X