بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال: يُلَاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم،وآخر اهتم بطلب العلم وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا: إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيرء،فما الصواب في ذلك؟
جواب:هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين في طلب العلم ومفرطين في شأن النقد،فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم وجدته حافظاً كبيراً بل لقب بشيخ الإسلام وهكذا الإمام البخاري،والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن حبان والحاكم فقد أخرجوا المؤلفات النافعة في التفسير وعلم الحديث،وألفوا الكتب النافعة وحفظوا لنا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وأخرجوا الكتب النافعة في الجرح والتعديل،فلا بد من الجمع بين هذا وهذا وإلا كان الشخص ناقصاً ومفرطاً.
وأنا أسألك بأي ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلاً بالعلم النافع أتزنهم بالهوى أم بما قال لك الشيخ فلان؟ فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت،وإذا حمل على طائفة حملت،فلا بد من الجمع بين هذا وهذا.
والطرف الآخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأساً إلى التعديل فهذا الطرف في نظري أحسن من الطرف الأول،لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له،لكن هذا الطرف هدم جانباً مهماً.
ورسالة أخينا بكر بن عبد الله أبي زيد ((تصنيف الناس بين الظن واليقين)) تعتبر من أردى ما ألف،فكثير من مؤلفاته بحمد الله تعتبر من أحسن المؤلفات فجزاه الله خيراً.
أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (ولا تطع كل حلاف مهين*هماز مشاء بنميم*مناع للخير معتد أثيم*عتل بعد ذلك زنيم) [القلم:10-13]،ويقول أيضاً: (تبت يدا أبي لهب وتب*ما أغنى عنه ما له وما كسب*سيصلى ناراً ذات لهب*وامرأته حمالة الحطب*في جيدها حبل من مسد)[المسد:1-5]،والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضاً،وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقطبي قال لصاحبه: (إنك لغوي مبين) [القصص:28] فهذا دليل على جواز التجريح.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لرجل: ((بئس أخو العشيرة)) ، فلما دخل ألان له الكلام،فسألته عائشة فقال: ((إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه))،أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة.
ويقول أيضاً كما في ((الصحيح)) من حديث عائشة تقول له امرأة أبي سفيان: إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ،فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرها على جرح أبي سفيان،والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (( من سيدكم يا بني سلمة؟)) قالوا: الجد بن قيس؛على أنا نبخله،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أي داء أدوأ من البخل؟ سيدكم عمرو بن الجموح))،ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل: ((أفتان أنت يا معاذ؟))،ويقول لأبي ذر: ((إنك رجل فيك جاهلية))،ويقول لبعض نسائه: ((إنكن صواحب يوسف))،وروى البخاري في ((صحيحه)) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ((ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً ))،وتفسير الليث بن سعد على أنهما منافقان لم يسلَّم له.
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحمل بن مالك بن النابغة،وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقطت جنينها فقال: ((فيه غرة عبد أو أمة)) فقال حمل بن مالك بن النابغة: يا رسول الله! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((إنما هذا من إخوان الكهان)) من أجل سجعه.
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( هلك المتنطعون،هلك المتنطعون،هلك المتنطعون))، ويقول في الخوارج: ((إنهم كلاب أهل النار)) ، ويقول أيضاً: (( إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)).هل الأأ
فالذي يزهد في الجرح والتعديل فهو يزهِّد في السنة،فإذا لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعي إلى الله العالم الفاضل مثل كلام علي الطنطاوي،أو مثل كلام محمود الصواف،أو مثل كلام محمد الغزالي،أو مثل كلام حسن الترابي،أو مثل كلام الشعراوي،أو مثل كلام الشيعة الرافضة،أو مثل كلام الصوفي حسن السقاف.
فأنا أقول: لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل،أو رجل في قلبه حقد،أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح.
وَأَبَى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يظهر الحق،فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياماً فيسر اللهم لهم بمن يوقظهم،فما كانوا يتكلمون في الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخاري ومسلم،ألا نخرج الآن من يقول: الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام،أليس حقيقياً بأن يجرح وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة،ألا تجرح الآن من يسب علماء المسلمين،فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا؟!
فلا بد من الجمع بين هذا وذاك،أما لو قرأنا سير الصحابة وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين،هؤلاء يقولون: كيف لو سمعوا كلام الذهبي: رَتْن وما رَتْن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام،أو سمعوا كلام الشافعي: الرواية عن حرام بن عثمان:حرام،أو قول الشافعي أيضاً: من روى عن البيضاني بيض الله عيونه،كيف لو سمعوا هذا الكلام،يقولون: الإمام الشافعي هذا متشدد متزمت يطعن في المسلمين وفي العلماء.نحن نتحداكم أن تثبتوا أأنا طعنا في العلماء،طعنا في الديمقراطيين والذين يقولون بالرأي والرأي الآخر،وفي الذين يعترفون بقرارات الأمم المتحدة وبقرارات مجلس الأمن ،ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا وهذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف.
فنقول لهم: بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة،ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصوري رحمه الله تعالى إذ يقول:
قل لمن عاند الحديث وأضحى عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الديـ ن من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه راجع كل عالم وفقيه
وأنا لا أريد من السني أن يشغل وقته،يجعل وقتاً للجماعات،ووقتاً أكبر للتنفس والنزهة،ووقتاً للأكل والنوم،بل أريده أن يكون كما قيل:
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
وفد كتب إليَّ بعض إخوان في الله وقالوا:لا تشغل نفسك بهذا،فهم يظنون أنني أشغل نفسي بهذا الأمر،فأنا لا أشغل نفسي بهذا الأمر بحمد الله،فالكتابة في وقتها والتعليم في وقته،والجرح والتعديل في وقته.
وكان ابن الجوزي يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهو موجود.وهكذا غير ابن الجوزي من العلماء.
والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المسلمون يدرسون في المصطلح،ولكن كما يقال:تسبيحة حارس،فليست غلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم.
وعبد الله صعتر،أخذ ((شرح الطحاوية)) يدرس فيه،لقد ارتقيت مرتقياً يا عبد الله صعتر فحضر أول ليلة جمع كبير،والليلة الثانية أقل،والليلة الثالثة أقل،وبعدها نحو سبعة وبعدها ثلاثة،فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة وقالت إذاعة لندن،وقالت صحيفة كذا فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون:نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا.
ولكن كما يقال:رجعت حليمة إلى عادتها القديمة،لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدي رجعوا إلى الكذب والتلبيس.
المصدر: كتاب فضائح ونصائح للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله وطيب ثراه-. [117-111] دار الحرمين- الطبعة الأولى.
<!-- / message -->
سؤال: يُلَاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم،وآخر اهتم بطلب العلم وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا: إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيرء،فما الصواب في ذلك؟
جواب:هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين في طلب العلم ومفرطين في شأن النقد،فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم وجدته حافظاً كبيراً بل لقب بشيخ الإسلام وهكذا الإمام البخاري،والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن حبان والحاكم فقد أخرجوا المؤلفات النافعة في التفسير وعلم الحديث،وألفوا الكتب النافعة وحفظوا لنا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وأخرجوا الكتب النافعة في الجرح والتعديل،فلا بد من الجمع بين هذا وهذا وإلا كان الشخص ناقصاً ومفرطاً.
وأنا أسألك بأي ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلاً بالعلم النافع أتزنهم بالهوى أم بما قال لك الشيخ فلان؟ فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت،وإذا حمل على طائفة حملت،فلا بد من الجمع بين هذا وهذا.
والطرف الآخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأساً إلى التعديل فهذا الطرف في نظري أحسن من الطرف الأول،لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له،لكن هذا الطرف هدم جانباً مهماً.
ورسالة أخينا بكر بن عبد الله أبي زيد ((تصنيف الناس بين الظن واليقين)) تعتبر من أردى ما ألف،فكثير من مؤلفاته بحمد الله تعتبر من أحسن المؤلفات فجزاه الله خيراً.
أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (ولا تطع كل حلاف مهين*هماز مشاء بنميم*مناع للخير معتد أثيم*عتل بعد ذلك زنيم) [القلم:10-13]،ويقول أيضاً: (تبت يدا أبي لهب وتب*ما أغنى عنه ما له وما كسب*سيصلى ناراً ذات لهب*وامرأته حمالة الحطب*في جيدها حبل من مسد)[المسد:1-5]،والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضاً،وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقطبي قال لصاحبه: (إنك لغوي مبين) [القصص:28] فهذا دليل على جواز التجريح.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لرجل: ((بئس أخو العشيرة)) ، فلما دخل ألان له الكلام،فسألته عائشة فقال: ((إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه))،أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة.
ويقول أيضاً كما في ((الصحيح)) من حديث عائشة تقول له امرأة أبي سفيان: إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ،فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرها على جرح أبي سفيان،والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (( من سيدكم يا بني سلمة؟)) قالوا: الجد بن قيس؛على أنا نبخله،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أي داء أدوأ من البخل؟ سيدكم عمرو بن الجموح))،ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل: ((أفتان أنت يا معاذ؟))،ويقول لأبي ذر: ((إنك رجل فيك جاهلية))،ويقول لبعض نسائه: ((إنكن صواحب يوسف))،وروى البخاري في ((صحيحه)) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ((ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً ))،وتفسير الليث بن سعد على أنهما منافقان لم يسلَّم له.
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحمل بن مالك بن النابغة،وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقطت جنينها فقال: ((فيه غرة عبد أو أمة)) فقال حمل بن مالك بن النابغة: يا رسول الله! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل،فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ((إنما هذا من إخوان الكهان)) من أجل سجعه.
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( هلك المتنطعون،هلك المتنطعون،هلك المتنطعون))، ويقول في الخوارج: ((إنهم كلاب أهل النار)) ، ويقول أيضاً: (( إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)).هل الأأ
فالذي يزهد في الجرح والتعديل فهو يزهِّد في السنة،فإذا لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعي إلى الله العالم الفاضل مثل كلام علي الطنطاوي،أو مثل كلام محمود الصواف،أو مثل كلام محمد الغزالي،أو مثل كلام حسن الترابي،أو مثل كلام الشعراوي،أو مثل كلام الشيعة الرافضة،أو مثل كلام الصوفي حسن السقاف.
فأنا أقول: لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل،أو رجل في قلبه حقد،أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح.
وَأَبَى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يظهر الحق،فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياماً فيسر اللهم لهم بمن يوقظهم،فما كانوا يتكلمون في الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخاري ومسلم،ألا نخرج الآن من يقول: الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام،أليس حقيقياً بأن يجرح وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة،ألا تجرح الآن من يسب علماء المسلمين،فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا؟!
فلا بد من الجمع بين هذا وذاك،أما لو قرأنا سير الصحابة وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين،هؤلاء يقولون: كيف لو سمعوا كلام الذهبي: رَتْن وما رَتْن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام،أو سمعوا كلام الشافعي: الرواية عن حرام بن عثمان:حرام،أو قول الشافعي أيضاً: من روى عن البيضاني بيض الله عيونه،كيف لو سمعوا هذا الكلام،يقولون: الإمام الشافعي هذا متشدد متزمت يطعن في المسلمين وفي العلماء.نحن نتحداكم أن تثبتوا أأنا طعنا في العلماء،طعنا في الديمقراطيين والذين يقولون بالرأي والرأي الآخر،وفي الذين يعترفون بقرارات الأمم المتحدة وبقرارات مجلس الأمن ،ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا وهذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف.
فنقول لهم: بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة،ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصوري رحمه الله تعالى إذ يقول:
قل لمن عاند الحديث وأضحى عائباً أهله ومن يدعيه
أبعلم تقول هذا أبن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الديـ ن من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه راجع كل عالم وفقيه
وأنا لا أريد من السني أن يشغل وقته،يجعل وقتاً للجماعات،ووقتاً أكبر للتنفس والنزهة،ووقتاً للأكل والنوم،بل أريده أن يكون كما قيل:
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
وفد كتب إليَّ بعض إخوان في الله وقالوا:لا تشغل نفسك بهذا،فهم يظنون أنني أشغل نفسي بهذا الأمر،فأنا لا أشغل نفسي بهذا الأمر بحمد الله،فالكتابة في وقتها والتعليم في وقته،والجرح والتعديل في وقته.
وكان ابن الجوزي يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهو موجود.وهكذا غير ابن الجوزي من العلماء.
والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المسلمون يدرسون في المصطلح،ولكن كما يقال:تسبيحة حارس،فليست غلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم.
وعبد الله صعتر،أخذ ((شرح الطحاوية)) يدرس فيه،لقد ارتقيت مرتقياً يا عبد الله صعتر فحضر أول ليلة جمع كبير،والليلة الثانية أقل،والليلة الثالثة أقل،وبعدها نحو سبعة وبعدها ثلاثة،فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة وقالت إذاعة لندن،وقالت صحيفة كذا فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون:نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا.
ولكن كما يقال:رجعت حليمة إلى عادتها القديمة،لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدي رجعوا إلى الكذب والتلبيس.
المصدر: كتاب فضائح ونصائح للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله وطيب ثراه-. [117-111] دار الحرمين- الطبعة الأولى.
<!-- / message -->