هل يدخل في قول الله عزوجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات:2]، في مجالس العلم عندما يذكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما يتكلم رجلان في أمر آخر؟
الإجابة:
الذي يرفع صوته على النبي صلى الله عليه وسلم منهي عنه، كما سمعت الآية، والذي يرفع صوته على سنته أيضًا ما يجوز له، لكنه همس أو تكلم بكلام مما لا بد منه في وقت قراءة الحديث هذا قد حصل عند المحدثين، أنهم ربما بلغ حين التحديث إنسان، ثم آخر لم يسمع فيقول: ماذا قال، وكل هذا من العناية بالحديث.أما الشوشرة والمحادثة والغفلة عن الدرس فهذه سنة سيئة ما هي سنة حسنة، تشغل السامع وتشغل المتكلم، وتلهي عن الدرس، وتفوت البركة، وكذا الانشغال عن الدرس بغيره، هذا مع أنه انشغال خلاف الأدب الشرعي أدب الحلقة والعلم والمجالس، هذا غلط، ووقت الدرس وقت محدود، وما عدا ذلك استغله فيما شئت من الكتب والأعمال التي تقربك إلى الله عزوجل، ومن الحزم أن يعطى كل عمل ما يستحقه، فوقت الصلاة لا تشغل عنها بغيرها، ووقت القيام لا تشغل عنه بغيره، ما هو وقت علم، حتى الأسئلة في وقت القيام الأولى أن تؤخر إلى وقت آخر وقت الدروس وقت العلم، وإنما يجعل ذلك الوقت للذكر، ووقت الإعتكاف إعتكاف إقبال على العلم وإقبال على الحفظ والمراجعة والتدبر والقيام، ما هو وقت نوم، ووقت النوم أيضًا مخصص للنوم، فإذا شغل الإنسان في وقت النوم بشيء مقلق فوّت وقت نومه، وهكذا. ((إن لنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولزورك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه))، الدرس له حق: الاستيعاب والسكينة والهدوء والاستماع وإقبال ونباهة ومذاكرة، سؤال فيما أشكل تنبيه على ما حصل، أو غير ذلك، كله عناية بالدرس، ثم مثل هذه المواضيع ممكن لطالب العلم أن يفهم مثل هذه الأمور، وقراءة هذه الأبواب من كتاب جامع بيان العلم وفضله، وياله من كتاب فيه فصول مثل العسل، وهو لابن عبدالبر النمري القرطبي، وأنا أنصح إخواني طلبة العلم بمطالعته، وفيه ما صح وفيه ما لم يصح، لكنه كتاب علم وفيه فوائد علمية، ولاسيما فيما يتعلق بشأن الطلب والتلقي، ونظيره كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب ما أحسنه، إلا أن كتاب ابن عبدالبر أوسع وأجمل في نظري، ثم أيضًا مقدمة مختصرة مفيدة مقدمة سنن الدارمي، عمدًا أفردناه لما لها من الأهمية ولاختصارها، علقنا عليها بتعاليق كما يسر الله، ثم أخلاق حملة القرآن للنووي، آداب وأخلاق حملة القرآن، وطالب العلم هو من حملة القرآن ولولم يحفظ القرآن، ولولم يكن يحمل منه إلا البعض، ثم أخلاق العلماء للآجري ذكر أخلاق العلماء فالطالب هو سالك طريق العلم، فأدخله في هذا المعنى، وهي رسالة مختصرة جيدة، ثم حلية طالب العلم، وهي حلية طيبة والعمدة في النقولات الموجودة فيها، وهي نقولات جميلة ولهذا العلامة العثيمين رحمه الله قرأها على طلابه وعلق عليها، جمع صاحبها جمعًا طيبًا، وللشوكاني رسالة في هذا الشأن في الطلب، في آداب طالب العلم، فالعلماء يعتنون بهذا عناية طيبة، ومن فضل الله شرحنا لامية ابن الوردي وهو تحت الطبع الآن، وفيه آداب جميلة علقنا عليها بما يسر الله من الآيات والأحاديث والأبيات الشعرية، وهي من هذا الباب, ولله الحمد.وفيها:
اعتزل ذكر الأغاني والهزل++ وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكر لأيام الصبا++ فلأيام الصبا نجم أفل
إلى أخرها.وهي جميلة جدًا فيها آداب وفيها توجيهات وفيها حث وشحذ الهمم على العلم، وكثير من الأمور.وهكذا لا تهمل جانب ما يتعلق بأدب العلم من صحيح البخاري أبواب مثل العسل، ومن الجامع الصحيح للشيخ رحمه الله أبواب كذلك مثل العسل، أبواب وأحاديث، لولم يكن من ذلك إلا حديث جندب قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا، والحديث لو شرح كم فيه من آداب: أن الطالب أولًا يتعلم أمور الإيمان من أدب وسكينة وأخلاق وتواضع، وخشية لله تعالى ثم بعد هذا التعلم يتعلم القرآن، ويجمع بينها، ويتعلم تفسير القرآن فذلك يزيده إيمانًا وثباتًا وخيرًا، وهدىً ونورًا، اقرأ قصة الخضر مع موسى فيها فوائد عظيمة في هذا الجانب، لو شرح ذلك الحديث فيما يتعلق بأدب الطالب والمعلم كان في جزء مع ما يتعلق بذلك من الآيات من سورة الكهف، اقرأ أيضًا حديث جبريل عن عمر بن الخطاب وهو مشهور بحديث جبريل، وهذا الحديث شرحه شيخ الإسلام، وشرجه عدد من العلماء، واستنبطوا فيه فوائد من آداب طلب العلم كثيرًا جدًا، ((إنما هو جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))، فجبريل أرسله الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس دينهم وأدب العلم وأدب التلقي، وفيه فوائد عظيمة تراها في فتح الباري وجامع العلوم والحكم لابن رجب، وكلام شيخ الإسلام على الحديث، وبعضهم يكون قد اعتنى بجانب أدب الطلب فيه، فهذا الجانب مهم جدًا، ومن الآداب أيضًا كتاب اقتضاء الصراط المستقيم فهو يتعلق بهذا الشأن إذا كان الطالب أو غير الطالب من المسلمين آثار التشبه بالكفار إما في أقواله وإما في أفعاله، أو عقيدته أو لباسه أو غير ذلك، هذا يشوهه، فمن الأدب أن يزكي نفسه بطاعة الله وبالبعد عن التشبه بالكافرين، ثم تمر هناك فوائد أخرى تتعلق بهذا الشأن فلا يصلح علم إلا بتهذيب، ولا يصلح تهذيب إلا بالعلم، لا علم يصلح بلا عمل، ولا عمل يصلح بلا علم، هذا أمر متفق عليه، فعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، وعمل بلا علم جهل مطبق جهل وبدع وخرفات، وفي سورة الفاتحة آداب عظيمة فقوله سبحانه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، والكل مغضوب عليهم وضالون، ومع ذلك، فالمغضوب عليهم سبب غضب الله عليهم أنهم أتوا من العلم ولم يعملوا وهم اليهود، منهم من كان حبرًا، والنصارى ضالون لأنهم ما اعتنوا بالعلم ألبتة، صاروا أصحاب صوامع ورهبنة وعدم عناية بالعلم فضلوا، وكلهم غضب الله عليهم ولعنهم وصاروا ضالين وأهلكهم بأمور منها: عدم العلم، وعدم العناية به وعدم تلقيه، أو عدم العمل به، هذا أو هذا، فحياة الشخص السعيدة منوطة بطاعة الله، وطاعة الله شاملة للعلم والتعليم وسائر الآداب والأخلاق، والخلق أثقل شيء في ميزان العبد، أي الخلق الحسن، بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد من خلق حسن))، يوم القيامة يكون أثقل شيء هو، طيب ماذا يعني هذا؟ هل يعني أنك فقط بمجرد اللسان لا، الخلق الحسن يشمل القول الحسن، ويشمل العمل الحسن، والمعتقد الحسن، يشمل هذا كله، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، معناه أنه يتعامل بالقرآن، ويعمل بالقرآن في سائر شؤونه، في التمسك والأدب والعلم والاجتهاد كل ذلك، نسأل الله التوفيق.ودروسنا هذه ولله الحمد شاملة لما يسره الله من النصائح، فمجالنا علمية على الإطلاق، فالنصيحة مبذولة سواء في شهر رمضان أو في غيره، والعلم مبذول بقدر ما يستطيع الإنسان سواء في رمضان أو في غيره، في كل ما يتعلق بهذا الأمر، على طريق الأئمة المتقدمين فقد كانت أوقاتهم معمورة بالعلم باستمرار، ومن احتاج إلى أمر حرره، ونبه عليه، وما إلى ذلك من المسائل والبحوث.
اعتزل ذكر الأغاني والهزل++ وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكر لأيام الصبا++ فلأيام الصبا نجم أفل
إلى أخرها.وهي جميلة جدًا فيها آداب وفيها توجيهات وفيها حث وشحذ الهمم على العلم، وكثير من الأمور.وهكذا لا تهمل جانب ما يتعلق بأدب العلم من صحيح البخاري أبواب مثل العسل، ومن الجامع الصحيح للشيخ رحمه الله أبواب كذلك مثل العسل، أبواب وأحاديث، لولم يكن من ذلك إلا حديث جندب قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا، والحديث لو شرح كم فيه من آداب: أن الطالب أولًا يتعلم أمور الإيمان من أدب وسكينة وأخلاق وتواضع، وخشية لله تعالى ثم بعد هذا التعلم يتعلم القرآن، ويجمع بينها، ويتعلم تفسير القرآن فذلك يزيده إيمانًا وثباتًا وخيرًا، وهدىً ونورًا، اقرأ قصة الخضر مع موسى فيها فوائد عظيمة في هذا الجانب، لو شرح ذلك الحديث فيما يتعلق بأدب الطالب والمعلم كان في جزء مع ما يتعلق بذلك من الآيات من سورة الكهف، اقرأ أيضًا حديث جبريل عن عمر بن الخطاب وهو مشهور بحديث جبريل، وهذا الحديث شرحه شيخ الإسلام، وشرجه عدد من العلماء، واستنبطوا فيه فوائد من آداب طلب العلم كثيرًا جدًا، ((إنما هو جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))، فجبريل أرسله الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس دينهم وأدب العلم وأدب التلقي، وفيه فوائد عظيمة تراها في فتح الباري وجامع العلوم والحكم لابن رجب، وكلام شيخ الإسلام على الحديث، وبعضهم يكون قد اعتنى بجانب أدب الطلب فيه، فهذا الجانب مهم جدًا، ومن الآداب أيضًا كتاب اقتضاء الصراط المستقيم فهو يتعلق بهذا الشأن إذا كان الطالب أو غير الطالب من المسلمين آثار التشبه بالكفار إما في أقواله وإما في أفعاله، أو عقيدته أو لباسه أو غير ذلك، هذا يشوهه، فمن الأدب أن يزكي نفسه بطاعة الله وبالبعد عن التشبه بالكافرين، ثم تمر هناك فوائد أخرى تتعلق بهذا الشأن فلا يصلح علم إلا بتهذيب، ولا يصلح تهذيب إلا بالعلم، لا علم يصلح بلا عمل، ولا عمل يصلح بلا علم، هذا أمر متفق عليه، فعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، وعمل بلا علم جهل مطبق جهل وبدع وخرفات، وفي سورة الفاتحة آداب عظيمة فقوله سبحانه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، والكل مغضوب عليهم وضالون، ومع ذلك، فالمغضوب عليهم سبب غضب الله عليهم أنهم أتوا من العلم ولم يعملوا وهم اليهود، منهم من كان حبرًا، والنصارى ضالون لأنهم ما اعتنوا بالعلم ألبتة، صاروا أصحاب صوامع ورهبنة وعدم عناية بالعلم فضلوا، وكلهم غضب الله عليهم ولعنهم وصاروا ضالين وأهلكهم بأمور منها: عدم العلم، وعدم العناية به وعدم تلقيه، أو عدم العمل به، هذا أو هذا، فحياة الشخص السعيدة منوطة بطاعة الله، وطاعة الله شاملة للعلم والتعليم وسائر الآداب والأخلاق، والخلق أثقل شيء في ميزان العبد، أي الخلق الحسن، بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد من خلق حسن))، يوم القيامة يكون أثقل شيء هو، طيب ماذا يعني هذا؟ هل يعني أنك فقط بمجرد اللسان لا، الخلق الحسن يشمل القول الحسن، ويشمل العمل الحسن، والمعتقد الحسن، يشمل هذا كله، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، معناه أنه يتعامل بالقرآن، ويعمل بالقرآن في سائر شؤونه، في التمسك والأدب والعلم والاجتهاد كل ذلك، نسأل الله التوفيق.ودروسنا هذه ولله الحمد شاملة لما يسره الله من النصائح، فمجالنا علمية على الإطلاق، فالنصيحة مبذولة سواء في شهر رمضان أو في غيره، والعلم مبذول بقدر ما يستطيع الإنسان سواء في رمضان أو في غيره، في كل ما يتعلق بهذا الأمر، على طريق الأئمة المتقدمين فقد كانت أوقاتهم معمورة بالعلم باستمرار، ومن احتاج إلى أمر حرره، ونبه عليه، وما إلى ذلك من المسائل والبحوث.