السؤال: يذكر أتباع هذا الصوفي المدعو العبادي: أن من كراماته: أنه طار من جبل إلى جبل آخر، فما صحة مثل هذه الكرامات؟
الإجابة:
الإجابة:
بعض الكرامات متكلفة، مثل كرامات الحلاج التي سبق ذكرها وهي مذكورة في تلبيس إبليس لابن الجوزي، وبعض الكرامات يذكرونها وهي لم تثبت مثل مشي بعضهم على البحر، ومثل دخول بعضهم في النار، وطيران بعضهم في الهواء.. وغير ذلك من التقولات..نحن نؤمن بكرامات الأولياء الصحيحة، أما مثل التراهات والأكذوبات إنما من باب ذلك اللحم والطعام الذي دفنه الحلاج، قلنا لكم: إنهم يتكلفون أن يقال: هذا عنده كرامة، أن يقال: هذا عنده كرامة ولو بمسألة ادعاء الغيب لا تُصدق من الصوفية ولا يعبأ بها، ولو أنه طار في الهواء، أو مشى على الماء ولم يكن مستقيمًا فليس بكريم عند الله، بل هو حقير ذليل ممتهن، (إنما الكرامة دوام الاستقامة)، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ المُبِينُ﴾ [النور:54].. ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران:31]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور:52]، فهذه أعظم كرامة أكرمك الله بها أن تكون مؤمنًا تقيًا طائعًا لله، لا على أنك تتكلف أن يقول الناس: عنده كرامة، فهذه ما هي كرامة، لو فرضنا أنه حصل ذلك ما نعتبرها كرامة يستحق بها أن يكون كريمًا عند الله، بل ابتلاء، في إبعاده من الله، وتلك الكرامات المكذوبة التي يذكرونها في كرامات الأولياء للنبهاني وبعضها ما هي إلا تخرص محض.