كلمة شيخنا العلامة المحدث
أبي عبد الرحمن الوادعي
حول علاج الاختلاف
قال رحمه الله في كتاب "الترجمة" ص(201-202) :
*علاج الاختلاف الناشئ بين أهل السنة المعاصرين*
إن الاختلاف الناشئ بين أهل السنة يزول بإذن الله بأمور :
منها : تحكيم الكتاب والسنة ، قال الله سبحانه وتعالى : [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) ].
وقال تعالى :[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ].
وقال سبحانه وتعالى : [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) ].
ومنها : سؤال أهل العلم من أهل السنة ، قال الله سبحانه وتعالى :[ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)].
ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم ، وأصبح يجادل به كل من يخالفه ، وهذا سبب الفرقة والاختلاف 1 ، روى الإمام الترمذي في "جامعه" عن أبي أمامة- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ثم قرأ [مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)]
قلت : فتأمل أيها القارىء الكريم إلى قول الشيخ-رحمه الله- : (ولكن بعض طلبة العلم رضي .... إلى أخر ما قاله –رحمه الله- وطبفها على واقع أهل السنة .
ومنها : الإقبال على طلب العلم ، فإذا نظرت إلى قصورك ، بل إلى أنك لست بشيء إلى جانب العلماء المتقديمين كالحافظ ابن كثير ومن تقدمه من الحفاظ المبرزين في فنون شتى ، إذا نظرت إلى هؤلاء الحفاظ شغلت بنفسك عن الانتقاد على الآخرين .
ومنها : النظر في اختلاف الصحابة –رضي الله عنهم- فمن بعدهم من العلماء المبرزين ، إذا نظرت إلى اختلافهم حملت مخالفك على السلامة ، ولم تطالبه بالخضوع لرأيك ، وعلمت أنك بمطالبته للخضوع لرأيك تدعوه إلى تعطيل فهمه وعقله ‘ وتدعوه إلى تقليدك ، والتقليد في الدين حرام ، قال الله سبحانه وتعالى [وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ] إلى غير ذالك من الأدلة المبسوطة في كتاب الشوكاني "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد".
ومنها : النظر إلى أحوال المجتمع الإسلامي وما تحيط به من الأخطار ، وجهل كثير من أهله به ، فإنك إذا نظرت إلى المجتمع الإسلامي شغلت عن أخيك الذي يخالفك في فهمك وقدمت الأهم فالأهم ، فأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما أرسل معاذ إلى اليمن قال له : (أول ما تدعوهم إلى شهادة أن لا أله إلا الله محمدا رسول الله ) متفق عليه من حديث ابن عباس . اه .
-----------------------
1 – قارن كلام شيخنا هذا بواقع أحوال الدعاة اليوم فرحمه الله رحمة واسعة .
كلمة شيخنا المحدث لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله -
أبي عبد الرحمن الوادعي
حول علاج الاختلاف
قال رحمه الله في كتاب "الترجمة" ص(201-202) :
*علاج الاختلاف الناشئ بين أهل السنة المعاصرين*
إن الاختلاف الناشئ بين أهل السنة يزول بإذن الله بأمور :
منها : تحكيم الكتاب والسنة ، قال الله سبحانه وتعالى : [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) ].
وقال تعالى :[ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ].
وقال سبحانه وتعالى : [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) ].
ومنها : سؤال أهل العلم من أهل السنة ، قال الله سبحانه وتعالى :[ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)].
ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم ، وأصبح يجادل به كل من يخالفه ، وهذا سبب الفرقة والاختلاف 1 ، روى الإمام الترمذي في "جامعه" عن أبي أمامة- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ثم قرأ [مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)]
قلت : فتأمل أيها القارىء الكريم إلى قول الشيخ-رحمه الله- : (ولكن بعض طلبة العلم رضي .... إلى أخر ما قاله –رحمه الله- وطبفها على واقع أهل السنة .
ومنها : الإقبال على طلب العلم ، فإذا نظرت إلى قصورك ، بل إلى أنك لست بشيء إلى جانب العلماء المتقديمين كالحافظ ابن كثير ومن تقدمه من الحفاظ المبرزين في فنون شتى ، إذا نظرت إلى هؤلاء الحفاظ شغلت بنفسك عن الانتقاد على الآخرين .
ومنها : النظر في اختلاف الصحابة –رضي الله عنهم- فمن بعدهم من العلماء المبرزين ، إذا نظرت إلى اختلافهم حملت مخالفك على السلامة ، ولم تطالبه بالخضوع لرأيك ، وعلمت أنك بمطالبته للخضوع لرأيك تدعوه إلى تعطيل فهمه وعقله ‘ وتدعوه إلى تقليدك ، والتقليد في الدين حرام ، قال الله سبحانه وتعالى [وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ] إلى غير ذالك من الأدلة المبسوطة في كتاب الشوكاني "القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد".
ومنها : النظر إلى أحوال المجتمع الإسلامي وما تحيط به من الأخطار ، وجهل كثير من أهله به ، فإنك إذا نظرت إلى المجتمع الإسلامي شغلت عن أخيك الذي يخالفك في فهمك وقدمت الأهم فالأهم ، فأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما أرسل معاذ إلى اليمن قال له : (أول ما تدعوهم إلى شهادة أن لا أله إلا الله محمدا رسول الله ) متفق عليه من حديث ابن عباس . اه .
-----------------------
1 – قارن كلام شيخنا هذا بواقع أحوال الدعاة اليوم فرحمه الله رحمة واسعة .
كلمة شيخنا المحدث لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله -