إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توبة الكافر بعد اسلامه؟ للشيخ الألباني إمام عصره رحمه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توبة الكافر بعد اسلامه؟ للشيخ الألباني إمام عصره رحمه الله تعالى

    2545- إِنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا يَقْبَلُ تَوْبَةَ عبدٍ كَفَرَ بعدَ إِسْلامِهِ.
    أخرجه أحمد (4/446و5/2و3) من طريق أبي قزعة الباهلي عن ‎حكيم بن معاوية عن أبيه ‎قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فذكره).
    قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و اسم أبي قزعة سويد بن حجير . و في لفظ له :" لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة أشرك بعد إسلامه" . و تابعه عليه بهز بن حكيم عن أبيه به , إلا أنه قال : "عملا" مكان : "توبة" . أخرجه أحمد (5/5).
    قلت : و بهز ثقة حجة , لاسيما في روايته عن أبيه , و فيها ما يفسر رواية أبي قزعة , و يزيل الإشكال الوارد على ظاهرها , فهي في ذلك كقوله تعالى : (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم )آل عمران 90 و لذلك أشكلت على كثير من المفسرين , لأنها بظاهرها مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من قبول توبة الكافر , و من الأدلة على ذلك قوله تعالى قبل الآية المذكورة : (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم) إلى قوله : (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين . خالدين فيها ...) إلى قوله : (إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فإن الله غفور رحيم )آل عمران 86-89 فاضطربت أقوال المفسرين في التوفيق بين الآيتين , و إزالة الإشكال على أقوال كثيرة لا مجال لذكرها الآن , و إنما أذكر منها ما تأيد برواية بهز هذه , فإنها كما فسرت رواية أبي قزعة فهي أيضا تفسر الآية و تزيل الإشكال عنها . فكما أن معنى قوله في الحديث : " لا يقبل توبة عبد كفر بعد إسلامه " , أي توبته من ذنب في أثناء كفره , لأن التوبة من الذنب عمل , و الشرك يحبطه كما قال تعالى : (لئن أشركت ليحبطن عملك)الزمر65 فكذلك قوله تعالى في الآية : (لن تقبل توبتهم) , أي من ذنوبهم , و ليس من كفرهم . و بهذا فسرها بعض السلف , فجاء في " تفسير روح المعاني "للعلامة الآلوسي (1/624) ما نصه بعد أن ذكر بعض الأقوال المشار إليها : "و قيل : إن هذه التوبة لم تكن عن الكفر , و إنما هي عن ذنوب كانوا يفعلونها معه , فتابوا عنها مع إصرارهم على الكفر , فردت عليهم لذلك , و يؤيده ما أخرجه ابن جرير عن أبي العالية قال : هؤلاء اليهود و النصارى كفروا بعد إيمانهم , ثم ازدادوا كفرا بذنوب أذنبوها , ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب في كفرهم , فلم تقبل توبتهم , ولو كانوا على الهدى قبلت , و لكنهم على ضلالة".
    قلت : و هذا هو الذي اختاره إمام المفسرين ابن جرير رحمه الله تعالى , فليراجع كلامه من أراد زيادة تبصر و بيان.
يعمل...
X