إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإسرار بالبسملة في الصلاة الجهرية هي السنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإسرار بالبسملة في الصلاة الجهرية هي السنة

    الإسرار بالبسملة
    في
    الصلاة الجهرية هي السنة












    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
    قال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله في فتح الباري (6/ 424)
    وكان سُفْيَان الثوري وغيره من أئمة الأمصار يعدون الإسرار بالبسملة من جملة مسائل أصول الدين الَّتِيْ يتميز بِهَا أهل السنة عَن غيرهم،
    وسئل الحسن البصري رحمه الله : عن بسم الله الرحمن الرحيم أجهرها
    قال السنة الحمد لله رب العالمين وإن كان الرأي فالحمد لله أفضل من بسم الله الرحمن الرحيم .
    رواه عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله في مصنفه (2 / 89) رقم (2604)
    وَقَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: قَالَ سُفْيَانُ: لاَ يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُوْنَ إِخفَاءُ
    {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فِي الصَّلاَةِ، أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الجَهْرِ.
    أنظر : سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله ط الرسالة (7/ 273)
    وعَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا وَأَبَا إِسْحَاقَ عَنِ الْجَهْرِ ؟ قالوا : اقْرَأْ : {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} فِي نَفْسِك.
    رواه عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله في مصنفه(2 / 89) (4165).
    قلت : لما طبقت سنة الإسرار بالبسملة في مساجد أهل السنة عرف الناس أنها سنة وأما إذا أم بعض أهل السنة في بعض المساجد التابعة للعوام أو للأوقاف وأسر بها ضج الناس عليه وقالوا لماذا لا تجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وهي مكتوب في القرآن وفي كل سورة وأنتم لا تقرونها في الصلاة الجهرية ؟ لماذا !!!!!! أقول هذا كله بسبب الجهل بالشريعة
    ولكن العجب كل العجب !!! أنك تجد ممن ينتسب إلى أهل السنة أنهم يجهرون بالبسملة في مسجدهم ليرضوا الناس !!! حتى جعل العوام يحتجون بهم !!!! ويقولون الأخ الفلاني يجهر بها , فنقول لهذا الجاهر بها والمتصدر للفتوى أمام الناس !!!
    كان ينبغي منك أن تطبق هذه السنة في مسجدك الذي هو محسوب أنه مسجد لأهل السنة وتبين للناس أن فعلك هذا سنة ؟
    قد يقول قائل : من المعلوم أن مسألة الجهر بالبسملة من المسائل الخلافية بين العلماء !! قديماً وحديثاً ..أقول نعم
    ولكن الصحيح في المسائل الخلافية أنها ترد إلى كتاب الله وإلى ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال الله تعالى { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59]
    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (2/ 345)
    وَقَوْلُهُ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: أَيْ: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ رَسُولِهِ.
    وَهَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ أَنْ يَرُدَّ التَّنَازُعَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشُّورَى:10] فَمَا حَكَمَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ وَشَهِدَا لَهُ بِالصِّحَّةِ فَهُوَ الْحَقُّ، وَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ،..
    وقال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره (ص: 184)
    أمر برد كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله وإلى رسوله أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما أو عمومهما؛ أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه، لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما.

    الخلاصة : في هذه المسألة أن الإسرار هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم , وأصحابه فهو الحجة لا الحجة قول العالم الفلاني !!!!!!


    واعلم أخي القارئ الكريم : أن هذه الوريقات ليست أول ممن تكلم في مسألة الجهر ، بل قد اعتنى بها العلماء قديماً وحديثاً بل أفردوها بالتصانيف من المحدثين :منهم محمد بن نصر ، وبن خزيمة ،وابن حبان ،والدارقطني ، وأبوبكر الخطيب ،والبيهقي ، وابن عبدالبر ، وغيرهم
    بل صنف العلامة المحدث الفقيه أبو الفيض محمد بن المرتضى الزبيدي رسالة سماها : ((الرد على من أبى الحق ،وادعى أن الجهر بالبسملة من سنة سيد الخلق ))
    ورجح فيها قول جماهير العلماء أن الجهر بها غير سنة ولامشروع .
    وألف الغماري رسالة سماها :((الاستعاذة والحسبلة ممن صحح أحاديث البسملة ))
    قال شيخنا يحيى حفظه الله : معنى هذا العنوان : نعوذ بالله ممن صحح أحاديث البسملة ، وحسبنا الله عليه .
    هذا ما يسر الله لي جمعه مع اختصاري في هذه المسألة
    وأسأل الله العظيم أن يجعل ذلك لمن أراد الحق تبصرة وذكرى ،
    وحجة على من أعرض وعاند
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
    كتبه : أبو يوسف حميد بن علي الجمالي
    عافاه الله ورزقه العلم النافع والعمل الصالح .








    الإسرار بالبسملة هي السنة

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِ {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] " رواه البخاري (743)واللفظ له
    وفي رواية مسلم (399).
    " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] "
    ولمسلم أيضاً :" صَلَّيْتُ خَلَفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا يَذْكُرُونَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلَا فِي آخِرِهَا "
    وَذكر عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهِ جاء عند النسائي أيضاً : رقم (907) وصححه العلامة الألباني رحمه الله وفي مصنف ابن أبي شيبة أيضاً رقم (4167).
    فائدة : بوب الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه
    بَابُ حُجَّةِ مَنْ قَالَ لَا يُجْهَرُ بِالْبَسْمَلَةِ .
    وبوب الإمام النسائي في سننه (2/ 134) رقم (906)
    باب : تَرْكُ الْجَهْرِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . وذكرا حديث أنس المتقدم .
    قال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخارى (2/ 361)
    وقوله: كانوا يفتتحون إخبار عن فعل دائم، وقد قال عروة بن الزبير، وعبد الرحمن الأعرج: أدركنا الأئمة وما يفتتحون الصلاة إلا بالحمد لله رب العالمين.
    وقال العلامة السعدي رحمه الله في شرح عمدة الاحكام ص 137
    والصحيح : عدم الجهر بها كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده ..
    وقال ابن دقيق العيد: والمتيقن من هذا الحديث عدم الجهر، فأنس- صحب النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وصحب الخلفاء الثلاثة خمسا وعشرين (سنة) و (كان) يصلي خلفهم الصلوات كلها. تيسير العلام شرح عمدة الأحكام (ص: 177)
    وقال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله في إعلام الموقعين عن رب العالمين
    (2/ 267) : وَمِنْ الْعَجَبِ أَنَّ أَنَسًا رَوَى تَرْكَ جَهْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْ صَحَابِيٍّ خِلَافُهُ، فَقُلْتُمْ: كَانَ صَغِيرًا يُصَلِّي خَلْفَ الصُّفُوفِ فَلَمْ يَسْمَعْ الْبَسْمَلَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ أَصْغَرُ سِنًّا مِنْهُ بِلَا شَكٍّ وَقَدَّمْتُمْ عَدَمَ سَمَاعِهِ لِلْجَهْرِ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ صَرِيحًا، فَهَلَّا قُلْتُمْ، كَانَ صَغِيرًا فَلَعَلَّهُ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ فَلَمْ يَسْمَعْهُ جَهَرَ؟
    وقال أيضا ً : في زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 263)
    وَبِهَذَا الطَّرِيقِ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هَدْيُهُ الْجَهْرَ بِالْبَسْمَلَةِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ دَائِمًا مُسْتَمِرًّا ثُمَّ يُضِيعُ أَكْثَرُ الْأُمَّةِ ذَلِكَ وَيَخْفَى عَلَيْهَا، وَهَذَا مِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ.
    وقال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي (1/ 277)
    وَالْإِسْرَارُ بِهَا عِنْدِي أَحَبُّ مِنْ الْجَهْرِ بِهَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

    وعَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقْرَأُ، {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: " يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَلْفَ أَبِى بَكْرٍ، وَخَلْفَ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكَانُوا لَا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الْحَدَثُ مِنْهُ "
    رواه أحمد في المسند ط الرسالة (34/ 175) رقم (20559)
    قال محقق المسند : إسناده حسن بالشواهد
    وقال شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله في أحكام الجمعة ص 470
    : وسند الحديث صالح في الشواهد .
    وضعفه الألباني في : ضعيف، ابن ماجة (815) ،وضعيف سنن ابن ماجة (174).

    وقال الإمام البغوى رحمه الله في شرح السنة (3 / 54)
    ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة ، فمن بعدهم إلى ترك الجهر بالتسمية ، بل يسر بها ، منهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وغيرهم ، وهو قول إبراهيم النخعي ، وبه قال مالك ، والثوري ، وابن المبارك ، وأحمد ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي. وروي عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا أقول :بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بني إياك والحدث ، قد صليت مع النبي ، ومع أبي بكر ، ومع عمر ، ومع عثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقولها ، فلا تقلها إذا أنت صليت ، فقل : الحمد لله رب العالمين.
    وذهب قوم إلى أنه يجهر بالتسمية للفاتحة والسورة جميعا ، وبه قال من الصحابة أبو هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأبو الزبير ، وهو قول سعيد بن جبير ، وعطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، وإليه ذهب الشافعي واحتجوا بحديث عن ابن عباس قال : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم
    أخرجه الترمذي (245) وقال: وليس إسناده بذاك
    وحكم عليه الألباني فقال : ضعيف الإسناد
    قول بعض السلف أن الجهر بدعة .
    قَالَ إِبْرَاهِيْمَ بن يزيد النخعي رحمه الله : جَهْرُ الْإِمَامِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ: بِدْعَةٌ.
    رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 360) رقم (4138).
    وأنظر : سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله ط الرسالة (4/ 529).
    قال أحمد بن حنبل : كان إبراهيم ذكيا ، حافظا ، صاحب سنة .
    وقال وَكِيْع بن الجراح رحمه الله : الجَهرُ بِالبَسْمِلَةِ بِدعَةٌ .
    أنظر : سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله ط الرسالة (9/ 156).
    وتاريخ الإسلام (13/ 444) للذهبي وتذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي
    (1/ 225)

    فائدة : قال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في أحكام الجمعة ص 469
    الجهر : ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة بدعة .

    أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ سِرّاً بِالمَدِيْنَةِ.
    قال ابْنُ شِهَابٍ رحمه الله : أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ سِرّاً بِالمَدِيْنَةِ
    : عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ .
    أنظر : سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله ط الرسالة (5/ 343)

    دليل القائلين بالجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية

    عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقَالَ: «آمِينَ». فَقَالَ النَّاسُ: آمِينَ وَيَقُولُ: كُلَّمَا سَجَدَ «اللَّهِ أَكْبَرُ»، وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ فِي الِاثْنَتَيْنِ قَالَ: «اللَّهِ أَكْبَرُ»، وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
    رواه النسائي سننه (2/ 134) (905)،وابن الجارود في المنتقى (ص: 56)
    رقم (184) ، ابن خزيمة (1/ 251) رقم (499)،والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 199) رقم (1185)، سنن الدارقطني (2/ 72) رقم (1168)
    والحاكم، في المستدرك (1/ 357)رقم (849)، السنن الصغير للبيهقي (1/ 151) رقم (391)، السنن الكبرى للبيهقي (2/ 68) رقم (2394)
    وضعفه العلامة الألباني رحمه الله .
    فائدة : ذكر هذا الحديث العلامة الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين رقم (1390) وقال حديث حسن .

    وقد أفادني الشيخ الفاضل أبوبكر بن ماهر بن عطية المصري والشيخ الفاضل حسين الحطيبي اليافعي حفظهما الله تعالى أن الشيخ مقبل تراجع عنه قبل موته ومال إلى تضعيفه .
    وقال الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله : بل الحديث المذكور كان الشيخ
    ـ رحمه الله ـ قد صححه في الصحيح المسند ثم تراجع عن تصحيحه, فهذا اللفظ شذ به نعيم المجمر كما بينته في " أحكام الجمعة وبدعها " ا.هـ .
    أنظر :إتحاف المقبل بشرح صفة الصلاة للشيخ مقبل رحمه الله تعالى
    قلت : فذكر البسملة في هذا الحديث شاذ .
    قال ابن كثير رحمه الله في ( إرشاد الفقيه )(1/123).
    : وقد أُعل ذكر البسملة من حديث المجمر عن أبي هريرة ......).
    وقال ابن عبد الهادي رحمه الله في ((المحرر))(1/188) .
    : وذكر البسملة في الحديث قد أعل .
    وقال الزيلعي رحمه الله في نصب الراية (1/ 336)
    أَنَّهُ حَدِيثٌ مَعْلُولٌ، فَإِنَّ ذِكْرَ الْبَسْمَلَةِ فِيهِ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُمْ ثَمَانُمِائَةٍ مَا بَيْنَ صَاحِبٍ وَتَابِعٍ، وَلَا يَثْبُتُ عَنْ ثِقَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ عليه السلام كَانَ يَجْهَرُ بِالْبَسْمَلَةِ فِي الصَّلَاةِ، وَقَدْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ الْبَسْمَلَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ صَاحِبَا الصَّحِيحِ،
    وقال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في جلسة ساعة في الرد على المفتين في الإذاعة (ص: 40)
    فهذه الزيادة في حديث أبي هريرة، أنه صلى بهم، وقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) قبل الفاتحة شاذة، الحديث أصله في البخاري ومسلم، بغير ذلك: فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد جاء في السنن بذكرها، وشذ بهذه الزيادة نعيم المجمر، فالحديث رواه جماعة كثيرون، لم يذكروا فيه هذه الزيادة، وأتى نعيم بن المجمر، روى هذه الزيادة، دون كل من روى عن أبي هريرة نحو ثمانية.
    وقال الدارقطني: لم يثبت شيء في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. نقل ذلك الزيلعي ودعمه.
    وألف جمع من أهل العلم في بيان ضعف أحاديث الجهر (ببسم الله الرحمن الرحيم)، وأما أحاديث الإسرار فهي ثابتة في «الصحيحين» وغيرهما، ليس فيهما مطعن، فبأي دليل تقول هذا القول، بل إن عبد الله بن المغفل، سمع ابنه يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بني محدث، قد صليت خلف رسول الله ? وأبي بكر وعمر، فلم أسمع أحداً يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وهذا مذكور في «شرح السنة» للبغوي، وحسنه الترمذي والزيلعي.
    ويذكر البغوي في «شرح السنة»: أن أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم على ما جاء في حديث أنس بالإسرار ببسم الله الرحمن الرحيم، وتلك الأحاديث المعارضة حالها كما يقول الشوكاني في مثلها: صحيحها غير صريح، وصريحها غير صحيح، لا تقوى على معارضة حديث أنس بن مالك وأمثاله، وأمثلها حديث أبي هريرة الذي سمعتوه، وفيه: أنه قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم، وقال: أشبهكم بصلاة رسول الله ?، وقد أبان الحفاظ شذوذه هذه الزيادة فيه، انظر لذلك «نصب الراية» للزيلعي في هذه المسألة، وقد لخصنا القول فيها في كتابنا: «أحكام الجمعة وبدعها» عند هذه المسألة، إن كنت باحثاً وطالباً للحق، نسأل الله لك السداد، والتوفيق، أما الجهل فلا ينفق إلا على الجهال، من أمثال ذلك المفتي.
    وقال أيضاً : في أحكام الجمعة ص477
    أن زيادة البسملة شاذة يقيناً .

    أحاديث الجهر لا يثبت منها شيء .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (22/ 275)
    لَكِنْ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَجْهَرُ بِهَا وَلَيْسَ فِي الصِّحَاحِ وَلَا السُّنَنِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ صَرِيحٌ بِالْجَهْرِ وَالْأَحَادِيثُ الصَّرِيحَةُ بِالْجَهْرِ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ؛ بَلْ مَوْضُوعَةٌ؛
    وقال : ((والأحاديث المصرحة بالجهر عنه كلها ضعيفة عند أهل العلم بالحديث ...)) ((خلاف الأمة ومذهب أهل السنة والجماعة ص55)).


    وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني (1/ 346)
    وَسَائِرُ أَخْبَارِ الْجَهْرِ ضَعِيفَةٌ؛ فَإِنَّ رُوَاتَهَا هُمْ رُوَاةُ الْإِخْفَاءِ، وَإِسْنَادُ الْإِخْفَاءِ صَحِيحٌ ثَابِتٌ بِغَيْرِ خِلَافٍ فِيهِ، فَدَلَّ عَلَى ضَعْفِ رِوَايَةِ الْجَهْرِ، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: لَمْ يَصِحَّ فِي الْجَهْرِ حَدِيثٌ.
    وقال الحازمي : رحمه الله ((إن أحاديث الجهر ,إن كانت مأثورة عن نفر من الصحابة غير أن أكثرها لم تسلم من شوائب الجرح )) (( الاعتبار ))ص127.
    وقال العقيلي رحمه الله: (( لا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند ))(( الفتح ))لابن رجب (6/522).
    وقال الفيروز آبادي رحمه الله في رسالته مالم يثبت فيه حديث من الابواب رقم (24)بتحقيق الشيخ يحيى حفظه الله .
    باب : الجهر بالبسملة في الصلاة لم يصح فيه حديث .
    وقال ابن الجوزي رحمه الله: (( إن جميع أحاديثكم ضعاف وأثبتها حديث نعيم ،ولا حجة فيه ))
    وسئل الدارقطني رحمه الله : هل في ذلك شيء صحيح ، فقال : ((أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا ، وأما عن الصحابة فمنه الصحيح ومنه الضعيف ))
    ((التحقيق )) لابن الجوزي (1/357) ،و((ومجموع الفتاوى ))(22/416)، والزيلعي في ((نصب الراية ))(1/359) ،وابن رجب في الفتح ((7/414).
    وقال الذهبي رحمه الله )): وقد روُي الجهر بأسانيد منكرة عن النعمان بن بشير وبريدة وسمرة بن جندب وغيرهم ، ذكرها الخطيب لاتسمن ولا تغني من جوع ، لا يثبت بتلك الطرق عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء))
    ((مختصر الجهر بالبسملة ))ص 178.
    وقال ابن عبد الهادي رحمه الله: (( وقد روُي في الجهر أحاديث ضعيفة غير هذه لا حاجة إلى ذكرها ))(( التنقيح )) (2/831).
    وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي رحمه الله كما في التعليق على التنكيل للمعلمي رحمه الله (1/153).
    .... فلم أجد في الجهر بالبسملة في الصلاة حديثاً صحيحاً يعتمد عليه أهل النقد .
    وضعفها ابن رجب ،وضعفها الزيلعي ,
    وهذا ما ذهب إليه محدث العصر العلامة الألباني رحمه الله فقال : (والخلاصة أنه لم يصح في الجهر بالبسملة في الصلاة ما تقوم به الحجة من الحديث والتفصيل لا يتسع له هذا المكان ) (( حاشية التنكيل )).
    وقال أيضا ً : في تمام المنة في التعليق على فقه السنة (ص: 169)
    والحق أنه ليس في الجهر بالبسملة حديث صريح صحيح بل صح عنه صلى الله عليه وسلم الإسرار بها من حديث أنس وقد وقفت له على عشرة طرق ذكرتها في تخريج كتابي "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" أكثرها صحيحة الأسانيد وفي بعض ألفاظها التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بها وسندها صحيح على شرط مسلم وهو مذهب جمهور الفقهاء وأكثر أصحاب الحديث وهو الحق الذي لا ريب فيه
    وقال أيضاً في الضعيفة (5/ 468) : ولا يصح في الجهر بالبسملة حديث، وكل ما ورد في الباب لا يصح إسناده، وفي الصحيح خلاف ذلك، فراجع: " نصب الراية " وغيرها.
    وقال أيضا ً : في الصحيحة (2/ 27): ولا يصح في الجهر حديث،.










    فتوى العلماء في أن الإسرار بالبسملة هي السنة .
    سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما في الفتاوى (6/ 376)
    السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم (8861)
    س1: هل تقرأ البسملة في الصلاة بالفاتحة سرا أو جهرا؟
    ج1: الصحيح من أقوال العلماء أنها تقرأ قبل الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلوات سرا.

    وسئلت أيضاً : (6/ 381) السؤال الثاني من الفتوى رقم (4683)
    س2: ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة؟
    ج2: الصحيح من أقوال العلماء أن المصلي يقرأ البسملة سرا قبل قراءة الفاتحة في كل ركعة من صلاته، سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية، لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم » رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: «صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم » رواه أحمد والنسائي بإسناد على شرط الصحيح.
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
    عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
يعمل...
X