من شروط الداعية
الكاتب : الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذبالله بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن أهتدى بهديه وإستن بستنه إلى يوم الدين
أما بعدّ:
السؤال / ماهي الشروط التي يجب توفرها في الداعيه إلى الله عز وجل؟
الجواب/ الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الدعوة إلى الله هي سبيل الأنبياء ومنهج الأتقياء وطريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108)
فمن سلك هذا المنهج فهو من خلفاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، فيجب عليه أن يتصف بصفاء الباطن ونقاء الظاهر ، وأهم ذلك الصفات التاليه:
الصفة الأولى:
إخلاص العمل لله تعالى ، قال تعالى {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}(الزمر:14)
وقال تعالى:{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف:110)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها،
فهجرته إلى ما هاجر إليه).
الصفة الثانية:
العلم بما يدعوا إليه قال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(يوسف:108)
الصفة الثالثة:
الحكمة في الدعوة إلى الله وهي قوة الحجة ولباقة القول وحسن التصرف.
الصفة الرابعة:
الرفق واللين في المخاطبه ، وإن كان المخاطب جباراً عتيا قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام {اذهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:43-44 )
وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما جاء الرفق في شيء إلا زانه ، وما جاء العنف في شيء إلا شانه"
الصفة الخامسة:
أن يكون عاملاً بما يقول ، قال الله تعالى في ذم من يخالف قوله فعله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ،كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف: 2_3)
وقال تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (البقرة:44)
وحكىعن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود:88)
الصفة السادسة :
أن يتصف بالتواضع فذلك أحرى أن يقبل منه ويسمع إلى قوله قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)
الصفة السابعة :
الصبر على ما يلاقيه الداعيه من أذى ، قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم { وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ * وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ( آل عمران:200)
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلىآله وصحبه وسلم
الكاتب : الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذبالله بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن أهتدى بهديه وإستن بستنه إلى يوم الدين
أما بعدّ:
السؤال / ماهي الشروط التي يجب توفرها في الداعيه إلى الله عز وجل؟
الجواب/ الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الدعوة إلى الله هي سبيل الأنبياء ومنهج الأتقياء وطريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108)
فمن سلك هذا المنهج فهو من خلفاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ، فيجب عليه أن يتصف بصفاء الباطن ونقاء الظاهر ، وأهم ذلك الصفات التاليه:
الصفة الأولى:
إخلاص العمل لله تعالى ، قال تعالى {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}(الزمر:14)
وقال تعالى:{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف:110)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها،
فهجرته إلى ما هاجر إليه).
الصفة الثانية:
العلم بما يدعوا إليه قال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(يوسف:108)
الصفة الثالثة:
الحكمة في الدعوة إلى الله وهي قوة الحجة ولباقة القول وحسن التصرف.
الصفة الرابعة:
الرفق واللين في المخاطبه ، وإن كان المخاطب جباراً عتيا قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام {اذهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:43-44 )
وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما جاء الرفق في شيء إلا زانه ، وما جاء العنف في شيء إلا شانه"
الصفة الخامسة:
أن يكون عاملاً بما يقول ، قال الله تعالى في ذم من يخالف قوله فعله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ،كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف: 2_3)
وقال تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (البقرة:44)
وحكىعن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود:88)
الصفة السادسة :
أن يتصف بالتواضع فذلك أحرى أن يقبل منه ويسمع إلى قوله قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)
الصفة السابعة :
الصبر على ما يلاقيه الداعيه من أذى ، قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم { وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ * وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ( آل عمران:200)
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلىآله وصحبه وسلم