إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[علماء السلف ورواة الآثار والسنن على الرؤوس]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [علماء السلف ورواة الآثار والسنن على الرؤوس]

    علماء السلف ورواة الآثار والسنن على الرؤوس
    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله أصحابه أجمعين
    أما بعد:
    يقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100]
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: [يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنِ السَّابِقَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أعدَّ لَهُمْ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ].اهــ
    ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [الحشر: 10]
    فهذا حال السلف والسلفيين احترام سلفهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ولقد ضرب سلفنا الكرام أروع الأمثلة في تقدير واحترام العلماء ورواة الآثار
    قال الإمام الطحاوي رحمه الله في «عقيدته»: «وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين -أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء؛ فهو على غير السبيل»
    وقال ابن المبارك رحمه الله: «من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته» «سير أعلام النبلاء» (8/ 408).
    وقال الإمام أحمد بن الأذرعي رحمه الله: «الوقيعة في أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب» «الرد الوافر» (ص 197).
    وهذا القاضي الفقيه الشافعي محمد بن عبداللَّه الزبيدي، قال الجمال المصري: «إنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه واسودَّ، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي -رحمهم اللَّه جميعًا-»«الدرر الكامنة» (4/ 106).
    وروي عن الإمام أحمد أنه قال: «لحوم العلماء مسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات» «المعيد في أدب المفيد والمستفيد» (ص 71).
    وقال الحافظ ابن عساكر -رحمه اللَّه تعالى-:«واعلم يا أخي -وفقنا اللَّه وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته-: أن لحوم العلماء -رحمة اللَّه عليهم- مسمومة،وعادة اللَّه في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه برآء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره اللَّه منهم لنعش العلم خلق ذميم» «تبين كذب المفتري» (ص 28).
    وقال -أيضًا- رحمه اللَّه-: «.. ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ ابتلاه اللَّه -تعالى- قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63].
    و قَالَ الإمام الشَّعْبِيِّ: رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، فَأَخَذَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ ، فَقَالَ لَهُ : لا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ : هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا . فَقَالَ زَيْدٌ : أَرِنِي يَدَكَ . فَأَخْرَجَ يَدَهُ ، فَقَبَّلَهَا زَيْدٌ وَقَالَ : هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . [رواه ابن سعد في الطبقات (2/360) والذهبي في السير (2/437) وابن الجوزي في صفة الصفوة (1/706) وابن عبد البر : المجالسة وجواهر العلم 4/146والحافظ في الإصابة (4/146) وجود إسناده الحافظ في الفتح (11/57). منقول]
    وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حمدُوْن بنِ رُسْتُمَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بنَ الحَجَّاجِ، وَجَاءَ إِلَى البُخَارِيِّ فَقَالَ: دَعْنِي أُقَبِّلْ رجليكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِين، وَسَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ، وَطبيبَ الحَدِيْثِ فِي عِلَلِهِ. "سير أعلام النبلاء"[ 23/425]
    قال إسحاق الشهيدي : " كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده ، فيقف بين يديه علي بن المديني و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وغيرهم ، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم : اجلس ، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما ". تهذيب الكمال (31/339)
    وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ العَبْدَرِيُّ أَحْفَظَ شَيْخٍ لَقِيْتُهُ، وَكَانَ فَقِيْهاً دَاوودياً، ذكر أَنَّهُ دَخَلَ دِمَشْق فِي حَيَاة أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَسَمِعتُهُ وَقَدْ ذُكِرَ مَالِك، فَقَالَ: جِلْفٌ جَاف، ضَرَبَ هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ بِالدُّرَّة، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ(الأَمْوَال)لأَبِي عُبَيْدٍ، فَقَالَ - وَقَدْ مرَّ قَوْلٌ لأَبِي عُبَيْدٍ - :مَا كَانَ إِلاَّ حِمَاراً مُغَفَّلاً، لاَ يَعرِفُ الفِقْه. وَقِيْلَ لِي عَنْهُ: إِنَّهُ قَالَ فِي إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيّ: أَعْوَرُ سوء، فَاجتَمَعْنَا يَوْماً عِنْد ابْن السَّمَرْقَنْدي فِي قِرَاءة كِتَاب(الكَامِل)، فَجَاءَ فِيْهِ: وَقَالَ السَّعْدِيُّ كَذَا، فَقَالَ: يَكْذِبُ ابْنُ عَدِيٍّ، إِنَّمَا ذَا قَوْلُ إِبْرَاهِيْم الجَوْزَجَانِيّ، فَقُلْتُ لَهُ: فَهُوَ السَّعْدِيّ، فَإِلَى كَمْ نحتمِلُ مِنْكَ سوءَ الأَدَب، تَقُوْلُ فِي إِبْرَاهِيْمَ كَذَا وَكَذَا، وَتَقُوْلُ فِي مَالِكٍ جَاف، وَتَقُوْلُ فِي أَبِي عُبَيْدٍ؟!فَغَضِبَ وَأَخَذته الرِّعدَة، وَقَالَ: كَانَ ابْنُ الخَاضبَة وَالبَرَدَانِي وَغَيْرهُمَا يَخَاف ُونِي، فآلَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَقُوْلُ فِيَّ هَذَا؟! فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَرْقَنْدي: هَذَا بِذَاكَ. فَقُلْتُ: إِنَّمَا نَحْتَرِمُكَ مَا احترمتَ الأَئِمَّة. [سير أعلام النبلاء] (19/582).
    وقال حماد بن زيد قال سمعت أيوب يقول لقد جالست الحسن أربع سنين فما سألته هيبة .اهـ "حلية الأولياء"( 3/11).
    وجاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود فقال له: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله قد جاءك زائراً، قال: فرحب به وأجلسه، فقال: يا أبا داود لي إليك حاجة، وما هي قال: حتى تقول قضيتها مع الإمكان، قال: قد قضيتها مع الإمكان، قال: أخرج لي لسانك الذي حدثت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبله، قال: فأخرج له لسانه فقبله. اهــ "وفيات الأعيان" ( 2/405)
    قال شيخ الإسلام أَبو عثمان إِسماعيل الصابوني رحمه الله : «وعَلاماتُ أَهلِ البدَعِ عَلى أَهلها بادية ظاهرة، وأَظهرُ آياتهم وعَلاماتهم شدَةُ مُعاداتهم لحمَلة أَخبار النبِيِّ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واحتقارهم لهُم، وتَسميتهم حَشويَّة، وجَهلة، وظاهرية، ومُشبهة».اهـ
    قال الحافظ الخطيب البغدادي: « قد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة. فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته. أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته. إذا اختلف في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به، فهو المقبول المسموع.
    ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ متقن، وخطيب محسن. وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم. وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر. من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذلهم الله. لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير ». اهــــ "شرف أصحاب الحديث"(1/8)


    فمما تقدم يظهر جلياً مكانة علماء السلف ورواة الآثار؛ أن لهم مكانتهم العظيمة لما يحملونه من خير وسنة وثبات ونشر لدين الله، ولا يجوز أبدا والله انتقاصهم أو الطعن فيهم واحتقارهم، فهم تيجان الرؤوس، يذكرون بالجميل والثناء الحسن ويستغفر لهم ويدعى لهم، ومن خالف هذا فهو على غير السبيل، فعليه التوبة من هذه الأفعال والأقوال.
    ومن الظلم والعدوان أن يقال في عالم من علماء السلف وراوٍ من رواة الأحاديث والآثار أنه تحت الأقدام عند السلف، والواقع يكذِّب هذا وينفيه تماما، بل الناظر في ترجمة هذا العالم يرى أن السلف يحترمونه ويقدرونه ويوثقونه ويثنون عليه.
    والحمد لله رب العالمين
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 10-03-2014, 04:49 PM.
يعمل...
X