إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اقتضاء حكمة الله تعالى أن يجعل لأنبيائه وأوليائه أعداء من الإنس والجن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقتضاء حكمة الله تعالى أن يجعل لأنبيائه وأوليائه أعداء من الإنس والجن

    اقتضاء حكمة الله تعالى أن يجعل لأنبيائه وأوليائه أعداء من الإنس والجن

    كانت خطبة الجمعة لهذا اليوم لشيخُنا يحي حفظه الله عن من عادى أولياء الله وأن العاقبة لهم قي الدنيا والآخرة.
    فاحببت أن أسوق هذه الفائدة لشيخنا الفوزان حفظ الله الجميع.


    قال العلامة الفوزان – حفظه الله –


    في شرح رسالة " كشف الشبهات للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - :

    واعلم أن الله تعالى بحكمته لم يبعث نبيًا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى :

    ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )

    وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى :

    ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ )

    حكمة الله تعالى في هذا تتلخص في أمرين :

    الأمر الأول :

    أنه ما بَعَثَ نبيا من أنبيائه إلا جعل له أعداء من المشركين كما في الآية التي ذكرها المؤلف وكما في الآية :

    ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا )

    ولله في ذلك الحكمة

    من أجل أن يتبين الصادق من الكاذب ، ويتبين المطيع من العاصي

    إذا بعث الأنبياء يدعون إلى الهدى صار هناك دعاة للضلال من أجل أن يمتحن الناس

    أيهم يتبع الأنبياء وأيهم يتبع دعاة الضلال

    ولولا ذلك

    لكان الناس كلهم يتبعون الأنبياء ولو في الظاهر

    ولا يتميز الصادق في اتِّباعه من المنافق

    لأن الأنبياء يتبعهم المؤمن الصادق ويتبعهم المنافق الكاذب

    والذي يميز هذا من هذا هو الابتلاء والامتحان

    فالشدائد هي التي تبين الصادقين من المنافقين

    فالله جعل أعداء للأنبياء لحكمة من أجل الابتلاء والامتحان

    ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ )

    هذه هي الحكمة بأن الله جعل لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن

    والشيطان

    هو المارد العاصي

    فكل من تمرد عن طاعة الله فإنه شيطان سواء كان من الجن أو من الإنس

    حتى الدواب المتمردة تسمى شيطانًا

    وهو من شاط الشيء إذا اشتد ، أو من شطن إذا ابتعد

    فالشيطان يكون من عالم الجن ويكون من عالم الإنس




    وقوله تعالى :

    ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْل )

    الزخرف في الأصل الذهب ، وزخرف القول هو القول المموه المزوَّر ؛ لأجل أن يغر الناس

    فالقول المزخرف هو الباطل المغلَّف بشيء من الحق

    وهذا من أعظم الفتنة

    لأن الباطل لو كان مكشوفًا ما قبله أحد

    لكن إذا غُطي بشيء من الحق فإنه يقبله كثير من الناس ، وينخدعون بهذه الزخرفة

    فهو باطل في صورة الحق

    ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوه )

    الله قادر على منعهم من ذلك

    لكنه شاء أن يفعلوه من أجل الابتلاء والامتحان


    وإذا كان هذا مع الأنبياء فكيف بغيرهم من الدعاة إلى الله وعلماء التوحيد

    فأتباع الأنبياء أيضًا يكون لهم أعداء من دعاة الباطل في كل زمان وفي كل مكان

    هذا مستمر في الخلق وجود دعاة الحقِّ وإلى جانبهم دعاة الباطل في كل زمان ومكان



    الأمر الثاني : وهو العجيب

    أن دعاة الباطل يكون عندهم علوم وعندهم كتب وعندهم حجج يجادلون بها أهل الحق

    كما قال تعالى :

    ( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ ) يعني الكفار

    ( بِالْبَيِّنَاتِ ) الحقائق البيِّنة والعلم النافع

    فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ الذي توارثوه عن أجدادهم وآبائهم

    والذي هو عبارة عن كتبهم وعن حججهم التي توارثوها

    وهذا واقع الآن


    فكم في الساحة من كتب أهل الباطل ككتب الجهمية ، وكتب المعتزلة ، وكتب الأشاعرة ، وكتب الشيعة

    كم في الساحة من كتب هؤلاء !

    وعندهم حجج مركبة ومزيفة تغر الإنسان الذي ليس عنده تمكن من العلم

    فعلم الكلام وعلم المنطق اعتمدوه وجعلوه هو العلم الصحيح الذي يفيد اليقين

    أما أدلة القرآن والسنة فهي حجج ظنية بزعمهم لا تفيد اليقين

    وهذا من تمام الفتنة والتزييف على الناس

    لأن

    الواقع الصحيح هو العكس

    وهو أن أدلة القرآن تفيد اليقين

    وأدلة المنطق والجدل تفيد الشك والحيرة والاضطراب

    كما أقر بذلك كبراؤهم عند الموت أو عند توبتهم ورجوعهم عن علم الكلام

    إذا

    كان هؤلاء عندهم فصاحة وعندهم حجج وعندهم كتب


    فلا يليق بك أن تقابلهم وأنت أعزل

    بل يجب عليك أن تتعلم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تبطل به حجج هؤلاء

    الذين قال إبليس إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل :

    ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ ) أي لبني آدم

    (صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) أي الطريق الموصل إليك

    ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )

    تعهد الخبيث

    أنه سيحاول إضلال بني آدم

    وكذلك أتباعه من شياطين الإنس من أصحاب الكتب الضالة والأفكار المنحرفة يقومون بعمل إبليس في إضلال الناس

    كما قال الله سبحانه وتعالى :

    ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )

    فهم

    مهما كان عندهم من القوة الكلامية والجدال والبراعة في المنطق والفصاحة

    إلاأنهم ليسوا على حق

    وأنت على حق ما دمت متمسكًا بالكتاب والسنة وفهمت الكتاب والسنة

    فاطمئن فإنهم لن يضروك أبدًا

    ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )

    لكن

    هذا يحتاج إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة

    فإنك بذلك لا تخاف مهما كان معهم من الحجج والكتب لأنها سراب كما قال الشاعر :

    حجـج تهافت كالزجاج تخالها ..... حقا وكل منها كاسر مكسور

    فالسراب يزول

    كذلك هذه الحجج إذا طلعت عليها شمس القرآن وبينات القرآن زال هذا الضباب الذي معهم

    وهذه سنة الله سبحانه وتعالى :

    ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

    قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )

    قذائف الحق تدمر الباطل مهما كان


    قال المؤلف - رحمه الله - :

    " والعامي من الموحِّدين يغلب ألفًا من علماء هؤلاء المشركين ، قال تعالى : ( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) "

    قال - حفظه الله - في شرحها :

    هذا من العجائب

    أن العامي غير المتعلم من الموحدين يغلب ألفًا من علماء المشركين

    ذلك لأن العامي عنده الفطرة السليمة التي لم تتلوث بالشكوك والأوهام وقواعد المنطق وعلم الكلام

    أما العالم المشرك فليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح

    وصاحب الفطرة السليمة يتغلب على الذي ليس عنده فطرة ولا علم لأن علمه جهل

    إذًا فالناس ثلاثة أقسام :

    القسم الأول :

    من عنده علم صحيح وفطرة سليمة وهذا أعلى الطبقات

    وهذا هو الذي أقبل على ربه وأصغى إلى حججه وبيناته فصار عنده علم صحيح وفطرة سليمة

    القسم الثاني :

    من ليس عنده علم لكن عنده فطرة سليمة وهو العامي من الموحدين

    القسم الثالث :

    من ليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح وإنما عنده سراب لا حقيقة له

    فهذا يُهزم أمام العامي فكيف أمام العالم الذي عنده علم صحيح وفطرة سليمة ؟

    فهذا مما يدلك

    على أن تعلم العلم النافع يكون سلاحًا للمؤمن أمام أعداء الله ورسوله


    http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...38&SectionID=2
يعمل...
X