إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أثر فقد العلماء **أسباب التّفرّق **الفوزان**

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أثر فقد العلماء **أسباب التّفرّق **الفوزان**

    أسباب التّفرّق

    قال العلامة الفوزان – حفظه الله –
    :

    السبب الأول من أسباب التفرق :
    مخالفة منهج السلف


    أولا : فالسلف لهم منهج يسيرون عليه

    منهج في الاعتقاد ومنهج في الدعوة، ومنهج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنهج في الحكم بين الناس

    وهذا المنهج كله متوحد على كتاب الله وسنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- ...

    لكن إذا تنكرنا لهذا المنهج الذي كان عليه سلفنا الصالح ... تفرقنا

    وصار كل جماعة لها منهج يخالف منهج الجماعة الأخرى ، وكل جماعة تخطئ الجماعة الأخرى ...

    (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا

    لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ

    إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ...


    السبب الثاني من أسباب التفرق :
    الاستماع إلى الأكاذيب ونحوها


    ثانيًا : ومن أسباب هذا التفرق ، وهذا الاختلاف الاستماع إلى الأكاذيب وإلى الوشايات والإرجافات والترويجات

    التي يروجها بيننا ضعاف الإيمان أو المنافقون أو المغرضون ...

    شأن هذه الأمة :

    التثبت في الرواة، التثبت في المخبرين

    لأن المخبر قد يكون فاسقًا لا يهمه الصدق

    أو قد يكون كافرًا يريد الإيقاع بين المسلمين

    أو منافقًا، أو يكون رجلاً صالحًا ولكن فيه نزعة التسرع وشدة الغيرة ، فيبادر بالأخبار قبل أن يتثبت

    فالواجب علينا أن نتثبت من الخبر حتى ، ولو كان الذي جاء به من الصالحين ...



    السبب الثالث من أسباب التفرق :
    تنَقّص المسلم وسوء الظن به


    ثالثًا : تنَقّص المسلم الذي هو دون الإفك لا يجوز

    ولا يجوز سوء الظن بالمسلم، قال الله تعالى :

    ( ... يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

    أيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )

    هذا كله نَهْيٌ عن تنقّص المسلمين وعن استماع من يتنقصهم بالغيبة أو النميمة أو غير ذلك...

    ولهذا حرم الله جل وعلا الغيبة فقال - سبحانه - : وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

    والغيبة كما بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال :

    أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : ذكرك أخاك بما يكره

    قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته ...


    والنميمة هي :

    نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد بينهم ...

    وأشد ذلك كله

    الذي يسعى بين طلبة العلم وبين الدعاة من أجل إفساد ما بينهم

    ومن أجل تشتيت الجماعة المسلمة ، ومن أجل أن يحقد بعضهم على بعض

    الذي يفعل هذا نمّام، وقد نهى الله عن تصديقه وعن طاعته حتى ولو حلف بقوله سبحانه :

    ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )

    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا يدخل الجنة نمّام ....

    أثر النميمة وضررها

    وفي الأثر أن النمّام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة

    والنميمة من السحر

    لأن السحر يفسد بين الناس ويوقع العداوة بين الناس - كما قال تعالى - :

    ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) . يعني السحر

    فالسحر يفرق بين القلوب ويحدث البغضاء

    وكذلك النميمة هي أشد من السحر ، ربما تقوم حروب طاحنة بسبب نمّام

    ربما يتفرق المسلمون ويتباغضون بسبب نمّام

    والجيران يتقاطعون وربما أهل البيت الواحد يتباغضون ويتفرَّقون بسبب نمّام

    فعلينا أن نتقي الله - عز وجل - وأن نحذر من النمامين

    وقال -صلى الله عليه وسلم- لما مرّ بقبرين قال :

    إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير

    أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله ...



    السبب الرابع من أسباب التفرق :
    التهاجر بين المسلمين


    والهجر معناه : الترك والابتعاد فهو ابتعاد الشخص عن الآخر وعدم مكالمته مع مقاطعته

    متى يجوز الهجر ومتى لا يجوز ؟

    حكم الهجر في حق الكافر والمشرك

    1 ـ أما الكافر والمشرك فيهجران هجرًا تامًا، كما قال الله - سبحانه وتعالى- :

    ( وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ) ...إلى أن يسلم ويدخل في دين الله - عز وجل -

    حكم الهجر في حق المسلم العاصي

    2 ـ والمسلم إذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، ولم تُجْدِ فيه النصيحة واستمر على المعصية

    وكان الهجر فيه علاج له وفيه رجاء لتوبته فإنه يهجر

    لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هجر بعض أصحابه فقد هجر الثلاثة الذين خلفوا هجرهم أربعين ليلة

    وأمر الناس بهجرهم حتى تاب الله عليهم ...

    فإذا كان في هجر العاصي مصلحة راجحة بأن يتوب ويخجل ويرجع عن ذنوبه فإن الهجر مطلوب

    أما إذا كان هجرُهُ لا يزيده إلا شرًّا ولا يزيده إلا معصية فإن الهجر حينئذٍ لا يجوز

    بل تُوَاصَل معه النصيحة والمجالسة لعل الله أن يهديه أو يُخفّفَ من شره على الأقل

    هجر المؤمن المستقيم

    3 ـ وأما هجر المؤمن المستقيم فهذا حرام ، إذا لم تصدر منه معصية

    ولهذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التدابر والتقاطع فقال :

    ( لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) ...

    إذا كان الهجر من أجل أمور الدنيا...

    فإن الذي ينبغي أن تدفع بالتي هي أحسن، وإن كان ولا بد فإنك تهجره إلى ثلاثة أيام

    ثم بعد ذلك يحرم عليك أن تهجره أكثر من ذلك؛ لأنه مسلم ...

    والتهاجر إنما يقع بسبب شياطين الجن والإنس

    يوقعونه بين المسلمين ؛ لتشتيت جماعتهم وتفريق كلمتهم . ..


    عظمة مكانة العلماء وخطورة الكلام في أعراضهم أو انتقاصهم

    لا سيما وأننا نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء

    ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور ، وعدم فقه الواقع كما يقولون

    وهذا أمر خطير

    فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟

    ومن يُرْجَعُ إليه في الفتاوى والأحكام ؟

    وأعتقد أن هذا دَسٌّ من أعدائنا

    وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل

    فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين

    لكن الأمر لا يكون هكذا ...

    الطريقة الصحيحة للتعامل مع العلماء عند ظن خطئهم

    نعم أنا لا أقول إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون

    العصمة لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والعلماء يخطئون

    ولكن ليس العلاج أننا نُشهّر بهم وأننا نتخذهم أغراضًا في المجالس، أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس

    لا يجوز هذا أبدًا

    حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ فإن العلاج يكون بغير هذه الطريقة ، قال - تعالى - :

    ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا

    لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )

    نسأل الله العافية والسلامة ...



    أتدرون ما أثر فقد العلماء وما الذي يترتب عليه ؟

    ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

    كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فجاء يطلب من يفتيه هل له توبة ؟

    وجواب هذا السؤال لا يقدر عليه إلا عالم

    لكنهم دلّوه على عابد مجتهد في العبادة والورع والزهد لكنه جاهل فتعاظم الأمر ، وقال : ليس لك توبة

    فقتله الرجل فكمّل به المائة ، ثم سأل عن عالم فدلوه عليه فسأله، إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ !

    قال له : نعم ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ ! ...

    هذا كان بسبب العالم وبسبب فتواه الصحيحة المبنية على العلم

    أرأيتم لو بقي على فتوى ذلك العابد الجاهل لصار يقتل الناس ويستمر في القتل

    وربّما مات من غير توبة بسبب الفتوى الخاطئة

    وكذلك قوم نوح لما صورت الصور ، ونصبت على المجالس ، وكان العلماء موجودين لم تعبد هذه الصور

    لأن العلماء ينهون عن عبادة غير الله

    فلما مات العلماء وفُقِدَ العِلمُ جاء الشيطان وتسلّط على الجهّال ، وقال :

    إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا لِيُسقَوا بها المطر وليعبدوها

    فعبدوها وحينئذٍ وقع الشرك في الأرض

    وذلك كله بسبب فقد العلم وموت العلماء ...

    المثقفون والمتحمسون لا يعوضون عن العلماء

    إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها

    وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- :

    أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء ...

    فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب

    فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه

    والذي يكشف هؤلاء

    أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها

    فإن الخطباء والمتحمسين تتعاصر أفهامهم وعند ذلك يأتي دور العلماء

    فلنتنبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ، ونعرف قدرهم وفضلهم ، وننزل كلا منزلته اللائقة به ...

    والله الموفق إلى الصواب

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    (وجب التثبت من الأخبار واحترام العلماء / الفوزان)

    http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...29&SectionID=1
يعمل...
X