حقيقة الجمعيات
الجمعيات:- هي طريقة جديدة مخترعة راجت وانتشرت بين أوساط المسلمين تحت ستار وشعار العلم والدعوة والأعمال الخيرية وهي في حقيقتها حزبية عصرية مغلفة فتنت وضيعت الشباب والدعاة وطلبة العلم وتسببت في الفرقة والاختلاف بين المسلمين لهذا وجب على العارفين بيان حقيقة هذه الطريقة الماكرة فكان هذا الجهد من أخٍ ناصحٍ لكل محب للحق وحريص عليه.
وبما أن هذه الجمعيات قد غررت بالناس بشعاراتها المعلنة تحت مسميات شرعية نفعية ألا أنها كانت شباك صيد محكمة لا يفلت منها ألا من رحم ربي لأن عامة الناس يحسنون الظن بمن ينادي ويرفع مثل هذه الشعارات التي تجذبهم أليها بسبب حاجتهم، مثل مساعدة المحتاجين من الفقراء والمساكين واليتامى ومساعدة الشباب للزواج والدعوة إلى نشر العقيدة الصحيحة وتوزيع الكتب وإنشاء المساجد والمراكز،وهذا وان كان في الظاهر من التعاون الشرعي ألا أنها وكر من أوكار الحزبية العصرية التي تفنن أصحابها في فتنة الناس واحتوائهم وامتطائهم للوصول إلى مبتغاهم وأن كان على حساب ضياع دين هؤلاء المغرر بهم ممن يحسن الظن فيهم وهم يخدعونه.
ومن فساد باطنها أنها مخالفة لطريقة السلف فلا نعلم دليلا واحدا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين أنهم قاموا بهذه الأعمال الخيرية على هذه الهيئة التي يسمونها بالجمعيات و لم يثبت عن أحد من السلف لا في القرون المفضلة ولا من بعدهم قامت دعوته على هذه الطريقة وهم أحرص الناس لهدايتهم وإيصال الخير لهم وأعلم الناس بمصالح هذه الدعوة فلو كانت هذه صالحة لما تركوها مع وجود مقتضاها فعلم أنها ليست في صالح الدين ولا الدعوة ولا المجتمع بل في إفسادها أظهر.
وكذلك من فساد باطنها بل ظاهرها في هذه الخصلة هي التشبه بالكفار فهذه الطريقة جاءت من الغرب وأسست على وفق قوانينهم, فهذان الأمران – يعني الإحداث في الدين والتشبه بالكفار – كافيان في القطع بأنها بدعة محدثة بل من أشدها وأقبحها كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء (ج1\476-477 (:
)وأما القسم الثالث وهو ما أحدثوه من العبادات أو العادات أوكليهما فهو أقبح وأقبح فإنه لو أحدثه المسلمون لقد كان يكون قبيحا فكيف إذا كان مما لم يشرعه نبي قط بل قد أحدثه الكافرون فالموافقة فيه ظاهرة القبح فهذا أصل.
وأصل آخر وهو أن كل ما يتشابهون فيه من عبادة أو عادة أوكليهما فهو من المحدثات في هذه الأمة ومن البدع إذ الكلام فيما كان من خصائصهم وأما ما كان مشروعا لنا وقد فعله سلفنا السابقون فلا كلام فيه.
فجميع الأدلة الدالة من الكتاب والسنة والإجماع على قبح البدع وكراهتها تحريما أو تنزيها تندرج هذه المشابهات فيها فيجتمع فيها أنها بدعة محدثه ومشابهة للكافرين وكل واحد من الوصفين يوجب النهي إذ المشابهة منهي عنها في الجملة ولو كانت في السلف والبدعة منهي عنها في الجملة ولو لم يفعلها الكفار فإذا اجتمع الوصفان صارا علتين مستقلتين في القبح والنهي).
ومن مضار الجمعيات ومفاسدها أن عملهم فيه استدراك على هذه الشريعة الكاملة. فقد استحسنوا أمورا على حساب الدين والدعوة ووضعوا مناهج وبرامج يسيرون عليها لم يأذن بها الله.
ومن مضار الجمعيات ومفاسدها هذه الخصلة الذميمة ألا وهي الكدية وكثرة المسألة (الشحاذة) بحجة أننا
سنفعل كذا ونبني كذا ونحتاج ونريد كذا لخدمة الدين والدعوة والمسلمين.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى (ج 11/46)
(ولم يكن في الصحابة لا أهل الصفة ولا غيرهم من يتخذ مسألة الناس ولا الإلحاف في المسألة بالكدية والشحاذة لا بالزنبيل ولا غيره صناعة وحرفة بحيث لا يبتغى الرزق ألا بذلك كما لم يكن في الصحابة أيضا أهل فضول من الأموال يتركون لا يؤدون الزكاة ولا ينفقون أموالهم في سبيل الله ولا يعطون في النوائب بل هذان الصنفان الظالمان المصران على الظلم الظاهر من مانعي الزكاة والحقوق الواجبة والمتعدين حدود الله تعالى في أخذ أموال الناس كانا معدومين في الصحابة المثنى عليهم).
وبعد أن يصير المال في اليد وهو فتنة الأمة كما قال نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم :
((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال )) من يضمن له بعد ذلك أنه لا يفتتن بالدنيا ويتهالك عليها ويبخل بما وصل أليه عن طريق الكدية وهذه هي حقيقة كل من وقع في هذه الشباك النتنة المفتنة المشغلة عن طلب العلم ونشره وتعليمه،فهؤلاء هم المحرومون الفقراء الجهال لأنهم ضيعوا أنفسهم وأوقاتهم في جمع الأموال،لذا تجدهم واقعين في مخالفات كثيرة لقلة بضاعتهم في العلم.
ومن مفاسد الجمعيات ومساويها الكبار (التنظيم الحزبي السري)هذا التنظيم الذي بني على وفق القرارات والقوانين الوضعية الغربية وهو خاضع ومنضبط ومقيد بهذه القوانين وهذه كبيرة،فهذا التنظيم البدعي بهذه الصورة ليس من التعاون الشرعي.
قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شرح مسائل الجاهلية ص 156:
((إن أهل السنة والجماعة يقرون بالجماعة بمعنى التجمع للدعوة، للخير للأمر والنهي وللهدى والصلاح تجمعا مشروعا يكون فيه تطاوعا وليس فيه طاعة ويكون فيه ائتلاف ولا يكون فيه أمر ونهي ، ويكون فيه نظام وليس فيه تنظيم ، وهذه هي أصول دعوة كل من تجمع من أهل السنة في قديم الزمان وفي الحديث ، وكذلك من جهة التنظيم يعني : بعض الجماعات تتجمع على تنظيم ، وهؤلاء كما رأيت في بعض مؤلفاتهم يستدلون بمقالات شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم ، هم لم يفهموا فإن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر نظاما ، وما يعني به النظام ولم يذكر التنظيم لأن التنظيم هذا حادث ، التنظيم بمعنى تكون رأس للحزب يطاع ، ومن تحته تبلغ لهم الأشياء كما يحصل من طاعة الإمام وهذا لا شك أنه لا يجوز ، ولا يدل عليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولا غيره)) .
فهذه الجمعيات مرتع لصنفين من الناس :
الأول : من يتستر بالثوب السلفي لأجل أن ينشر فكره الخبيث الضال .
الثاني : من يتستر بلبوس السلفية لأجل التكسب و المتاجرة بالدين و قبض الأموال
فهؤلاء من أخبث الناس ، و من أقبحهم طوية ومن أجرأهم على الله و على دينه .
إذاً خلاصة الكلام أن هذه الجمعيات في عمومها لا تخدم الدعوة السلفية بحق بل هي وبال عليها لأمور منها:
1- أنها تتقيد - في كثير من الأمور - بتوجيهات الداعمين لها مثل إحياء التراث ودار البر ومؤسسة الحرمين وغيرهم ما يجعلها تتنازل عن أمور من منهجها للإبقاء على دعمهم لها.
2- التعامل والتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات التي تخالف المنهج السلفي،يجعلها تستمرئ بعض افكارها.
3- أخطاؤها تحسب على المنهج السلفي ما يشكل عائقا للعوام والخواص من التشرف بحمل الدعوة وسلوك نهجها، والثبات عليها .
4- أربابها لا يرتبطون بأئمة الدعوة السلفية،فضلا عن طعن الكثيرين منهم بالعلماء الربانيين، وصرفهم للشباب عنهم.
5- تعدد الجمعيات يشكل داعيا للفرقة والحيرة لدى العوام والخواص.
6- الانتساب لهذه الجمعيات يرسخ ويعمق التنافس على الدنيا من رئاسة وإدارة ومن أموال.
7- منها من ينتهج - وعلى المكشوف - نهج القطبيين، _ و ما يسمى بالسلفية الجهادية ــ .
فهذه الأمور_(المفاسد والمضار)_ وغيرها لا تخلو منها جمعية حتى صارت وصفا طرديا لهذه المنظمات في جلها إن لم يكن كلها، فبانت حقيقة هذه الجمعيات التي تسمى زوراً وبهتاناً بالأسلامية والخيرية،فالذي لا يعرفها اليوم سيعرفها غدا، فإن الواقع خير شاهد لما نقول:
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ غافر(44)
فلا داعي لإنشاء مثل هذه التجمعات سواء سموها جمعية أو مؤسسة أو ندوة أو رابطة أو نحوها لأن مؤداها واحدة وهي الحزبية المغلفة غلافها الجهل والتلبيس والقائمين عليها همج رعاع لا يهمهم إلا المصالح الشخصية والمطامع الدنيوية.
وقد تضمنت ما يخالف الكتاب والسنة وأثار السلف،وبان من خلال ذكر بعض المفاسد التي اشتملت عليها الجمعيات أن الأصل هو عدم الجمعيات فوجب بعد ذلك أعلان النكير والأنكار على من يريد تجميع الناس على ما يتضمن مخالفة الحق بهذه الصورة المبتدعة الضالة المضلة المفرقة للمسلمين.
الجمعيات:- هي طريقة جديدة مخترعة راجت وانتشرت بين أوساط المسلمين تحت ستار وشعار العلم والدعوة والأعمال الخيرية وهي في حقيقتها حزبية عصرية مغلفة فتنت وضيعت الشباب والدعاة وطلبة العلم وتسببت في الفرقة والاختلاف بين المسلمين لهذا وجب على العارفين بيان حقيقة هذه الطريقة الماكرة فكان هذا الجهد من أخٍ ناصحٍ لكل محب للحق وحريص عليه.
وبما أن هذه الجمعيات قد غررت بالناس بشعاراتها المعلنة تحت مسميات شرعية نفعية ألا أنها كانت شباك صيد محكمة لا يفلت منها ألا من رحم ربي لأن عامة الناس يحسنون الظن بمن ينادي ويرفع مثل هذه الشعارات التي تجذبهم أليها بسبب حاجتهم، مثل مساعدة المحتاجين من الفقراء والمساكين واليتامى ومساعدة الشباب للزواج والدعوة إلى نشر العقيدة الصحيحة وتوزيع الكتب وإنشاء المساجد والمراكز،وهذا وان كان في الظاهر من التعاون الشرعي ألا أنها وكر من أوكار الحزبية العصرية التي تفنن أصحابها في فتنة الناس واحتوائهم وامتطائهم للوصول إلى مبتغاهم وأن كان على حساب ضياع دين هؤلاء المغرر بهم ممن يحسن الظن فيهم وهم يخدعونه.
ومن فساد باطنها أنها مخالفة لطريقة السلف فلا نعلم دليلا واحدا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين أنهم قاموا بهذه الأعمال الخيرية على هذه الهيئة التي يسمونها بالجمعيات و لم يثبت عن أحد من السلف لا في القرون المفضلة ولا من بعدهم قامت دعوته على هذه الطريقة وهم أحرص الناس لهدايتهم وإيصال الخير لهم وأعلم الناس بمصالح هذه الدعوة فلو كانت هذه صالحة لما تركوها مع وجود مقتضاها فعلم أنها ليست في صالح الدين ولا الدعوة ولا المجتمع بل في إفسادها أظهر.
وكذلك من فساد باطنها بل ظاهرها في هذه الخصلة هي التشبه بالكفار فهذه الطريقة جاءت من الغرب وأسست على وفق قوانينهم, فهذان الأمران – يعني الإحداث في الدين والتشبه بالكفار – كافيان في القطع بأنها بدعة محدثة بل من أشدها وأقبحها كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء (ج1\476-477 (:
)وأما القسم الثالث وهو ما أحدثوه من العبادات أو العادات أوكليهما فهو أقبح وأقبح فإنه لو أحدثه المسلمون لقد كان يكون قبيحا فكيف إذا كان مما لم يشرعه نبي قط بل قد أحدثه الكافرون فالموافقة فيه ظاهرة القبح فهذا أصل.
وأصل آخر وهو أن كل ما يتشابهون فيه من عبادة أو عادة أوكليهما فهو من المحدثات في هذه الأمة ومن البدع إذ الكلام فيما كان من خصائصهم وأما ما كان مشروعا لنا وقد فعله سلفنا السابقون فلا كلام فيه.
فجميع الأدلة الدالة من الكتاب والسنة والإجماع على قبح البدع وكراهتها تحريما أو تنزيها تندرج هذه المشابهات فيها فيجتمع فيها أنها بدعة محدثه ومشابهة للكافرين وكل واحد من الوصفين يوجب النهي إذ المشابهة منهي عنها في الجملة ولو كانت في السلف والبدعة منهي عنها في الجملة ولو لم يفعلها الكفار فإذا اجتمع الوصفان صارا علتين مستقلتين في القبح والنهي).
ومن مضار الجمعيات ومفاسدها أن عملهم فيه استدراك على هذه الشريعة الكاملة. فقد استحسنوا أمورا على حساب الدين والدعوة ووضعوا مناهج وبرامج يسيرون عليها لم يأذن بها الله.
ومن مضار الجمعيات ومفاسدها هذه الخصلة الذميمة ألا وهي الكدية وكثرة المسألة (الشحاذة) بحجة أننا
سنفعل كذا ونبني كذا ونحتاج ونريد كذا لخدمة الدين والدعوة والمسلمين.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى (ج 11/46)
(ولم يكن في الصحابة لا أهل الصفة ولا غيرهم من يتخذ مسألة الناس ولا الإلحاف في المسألة بالكدية والشحاذة لا بالزنبيل ولا غيره صناعة وحرفة بحيث لا يبتغى الرزق ألا بذلك كما لم يكن في الصحابة أيضا أهل فضول من الأموال يتركون لا يؤدون الزكاة ولا ينفقون أموالهم في سبيل الله ولا يعطون في النوائب بل هذان الصنفان الظالمان المصران على الظلم الظاهر من مانعي الزكاة والحقوق الواجبة والمتعدين حدود الله تعالى في أخذ أموال الناس كانا معدومين في الصحابة المثنى عليهم).
وبعد أن يصير المال في اليد وهو فتنة الأمة كما قال نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم :
((إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال )) من يضمن له بعد ذلك أنه لا يفتتن بالدنيا ويتهالك عليها ويبخل بما وصل أليه عن طريق الكدية وهذه هي حقيقة كل من وقع في هذه الشباك النتنة المفتنة المشغلة عن طلب العلم ونشره وتعليمه،فهؤلاء هم المحرومون الفقراء الجهال لأنهم ضيعوا أنفسهم وأوقاتهم في جمع الأموال،لذا تجدهم واقعين في مخالفات كثيرة لقلة بضاعتهم في العلم.
ومن مفاسد الجمعيات ومساويها الكبار (التنظيم الحزبي السري)هذا التنظيم الذي بني على وفق القرارات والقوانين الوضعية الغربية وهو خاضع ومنضبط ومقيد بهذه القوانين وهذه كبيرة،فهذا التنظيم البدعي بهذه الصورة ليس من التعاون الشرعي.
قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شرح مسائل الجاهلية ص 156:
((إن أهل السنة والجماعة يقرون بالجماعة بمعنى التجمع للدعوة، للخير للأمر والنهي وللهدى والصلاح تجمعا مشروعا يكون فيه تطاوعا وليس فيه طاعة ويكون فيه ائتلاف ولا يكون فيه أمر ونهي ، ويكون فيه نظام وليس فيه تنظيم ، وهذه هي أصول دعوة كل من تجمع من أهل السنة في قديم الزمان وفي الحديث ، وكذلك من جهة التنظيم يعني : بعض الجماعات تتجمع على تنظيم ، وهؤلاء كما رأيت في بعض مؤلفاتهم يستدلون بمقالات شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم ، هم لم يفهموا فإن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر نظاما ، وما يعني به النظام ولم يذكر التنظيم لأن التنظيم هذا حادث ، التنظيم بمعنى تكون رأس للحزب يطاع ، ومن تحته تبلغ لهم الأشياء كما يحصل من طاعة الإمام وهذا لا شك أنه لا يجوز ، ولا يدل عليه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولا غيره)) .
فهذه الجمعيات مرتع لصنفين من الناس :
الأول : من يتستر بالثوب السلفي لأجل أن ينشر فكره الخبيث الضال .
الثاني : من يتستر بلبوس السلفية لأجل التكسب و المتاجرة بالدين و قبض الأموال
فهؤلاء من أخبث الناس ، و من أقبحهم طوية ومن أجرأهم على الله و على دينه .
إذاً خلاصة الكلام أن هذه الجمعيات في عمومها لا تخدم الدعوة السلفية بحق بل هي وبال عليها لأمور منها:
1- أنها تتقيد - في كثير من الأمور - بتوجيهات الداعمين لها مثل إحياء التراث ودار البر ومؤسسة الحرمين وغيرهم ما يجعلها تتنازل عن أمور من منهجها للإبقاء على دعمهم لها.
2- التعامل والتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات التي تخالف المنهج السلفي،يجعلها تستمرئ بعض افكارها.
3- أخطاؤها تحسب على المنهج السلفي ما يشكل عائقا للعوام والخواص من التشرف بحمل الدعوة وسلوك نهجها، والثبات عليها .
4- أربابها لا يرتبطون بأئمة الدعوة السلفية،فضلا عن طعن الكثيرين منهم بالعلماء الربانيين، وصرفهم للشباب عنهم.
5- تعدد الجمعيات يشكل داعيا للفرقة والحيرة لدى العوام والخواص.
6- الانتساب لهذه الجمعيات يرسخ ويعمق التنافس على الدنيا من رئاسة وإدارة ومن أموال.
7- منها من ينتهج - وعلى المكشوف - نهج القطبيين، _ و ما يسمى بالسلفية الجهادية ــ .
فهذه الأمور_(المفاسد والمضار)_ وغيرها لا تخلو منها جمعية حتى صارت وصفا طرديا لهذه المنظمات في جلها إن لم يكن كلها، فبانت حقيقة هذه الجمعيات التي تسمى زوراً وبهتاناً بالأسلامية والخيرية،فالذي لا يعرفها اليوم سيعرفها غدا، فإن الواقع خير شاهد لما نقول:
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ غافر(44)
فلا داعي لإنشاء مثل هذه التجمعات سواء سموها جمعية أو مؤسسة أو ندوة أو رابطة أو نحوها لأن مؤداها واحدة وهي الحزبية المغلفة غلافها الجهل والتلبيس والقائمين عليها همج رعاع لا يهمهم إلا المصالح الشخصية والمطامع الدنيوية.
وقد تضمنت ما يخالف الكتاب والسنة وأثار السلف،وبان من خلال ذكر بعض المفاسد التي اشتملت عليها الجمعيات أن الأصل هو عدم الجمعيات فوجب بعد ذلك أعلان النكير والأنكار على من يريد تجميع الناس على ما يتضمن مخالفة الحق بهذه الصورة المبتدعة الضالة المضلة المفرقة للمسلمين.