بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل .
وصلى الله وسلم على رسوله وخليله ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراًَ.
أما بعد :
فهذا تنبيه أرسل به بعض إخواننا عبر الواتس فعلقت عليه بعض التعليقات وأحببت أن أنشره في هذه الشبكة المباركة لتعم الفائدة .
وذلك أنه ومع قرب انصرام هذا الشهر المبارك ---الذي أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالصحة والعافية والعلم النافع والعمل الصالح-تكثر رسائل التعزية والوداع والحزن والأسى برحيل هذا الشهر المبارك وهذا خلاف الصواب وخلاف عمل سلفنا الصالح فإن المؤمن يفرح بمنة الله عليه وكرمه ونعمته بإكمال العدة مكبراًُ إياه على ما هداه شاكراًً له ما اجتباه ولذا قال ربنا عز وجل (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة(185)
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآية قوله: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم ، كما قال : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } [البقرة: 200] وقال: [ { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } ] (5) [النساء: 103]، { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الجمعة: 10] وقال: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } [ق: 39، 40]؛ ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات.
وقال ابن عباس: ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير؛ ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إلى وجوبه في عيد الفطر؛ لظاهر الأمر في قوله { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } وفي مقابلَته مذهبُ أبي حنيفة -رحمه الله -أنه لا يُشْرَع التكبير في عيد الفطر. والباقون على استحبابه، على اختلاف في تفاصيل بعض الفروع بينهم.
وقوله: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه، وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك.ا.ه تفسير القرآن العظيم ج1 ص 283
وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم، أن صيام رمضان، يحصل المقصود منه ببعضه، دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله [تعالى] عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده، وبالتكبير عند انقضائه، ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.ا. ه ص 86
فالله جل وعلى يأمرنا سبحانه بالتكبير وبالشكر له عز وجل بما أنعم علينا من إكمال هذا الشهر وإتمامه وصيامه لأن الصيام و القيام فيه مما يحبه الله سبحانه ،وهذه نعمة يُفرح بها وتستوجب الشكر لمن أنعم بها لا الحزن والأسى ، هذا أمر وأمر آخر يقول نبينا صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول : إن الصوم لي و أنا أجزي به إن للصائم فرحتين : إذا أفطر فرح و إذا لقي الله تعالى فجزاه فرح و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" أخرجه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة وأبي سعيد معا .ويقول صلى الله عليه وسلم "يقول الله تعالى ... للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه"
متفق عليه من حديث أبي هريرة.
قال العلامة العيني رحمه الله تعالى في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قوله إذا أفطر فرح وفي رواية مسلم بفطرة وقال القرطبي معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه قوله فرح بصومه أي بجزائه وثوابه وقيل هو السرور بقبول صومه وترتب الجزاء الوافر عليه.ا.ه جزأ 16 ص 281
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لرياض الصالحين عند هذا الحديث: ومن الفوائد التي اشتمل عليها هذا الحديث أن للصائم فرحتين الفرحة الأولى عند فطره إذا أفطر فرح بفطره فرح بفطره من وجهين :
الوجه الأول: أنه أدى فريضة من فرائض الله وأنعم الله بها عليه وكم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يكون له وهذا قد من الله عليه بالصوم فصام فهذه نعمة فكم من إنسان شرع في الصوم ولم يتمه فإذا أفطر فرح لأنه أدى فريضة من فرائض الله ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها .
فهاتان فرحتان في الفطر الأولى أن الله من عليه بإتمام هذه الفريضة .
الثانية أن الله من عليه بما أحل له من محبوباته من طعام وشراب ونكاح .ا.ه ج 5 ص 268.
وترتيبا على ما سبق جعل لنا ربنا سبحانه وتعالى في نهاية هذا الشهر المبارك عيدا عظيما يفرح فيه ويستبشر به والعيد فرح وسرور لا حزن وأسى ، وأيضا شرع لنا ربنا عز وجل صلاة العيد وما فيها من الفرح والسرور وتجدد النعمة وزيادة الفضل والمنة من ربنا عز وجل ، ويهنئ بعضنا بعضا بذلك كما ثبت ذلك عن السلف رحمهم الله تعالى قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه وصول الأماني : وأخرج زاهر بن طاهر في "كتاب تحفة عيد الفطر" وأبو أحمد الفرضي في مشيخته بسند حسن عن جبير بن فنير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:تقبل الله منا ومنكم.قال شيخنا الناصح الأمين أعزه الله في تحقيقه للكتاب:قال المصنف سنده حسن ،وحسنه كذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري باب رقم" 3" سنة العيدين لأهل الإسلام.
قلت وحسن كذلك المؤلف والمحقق أثر أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه في قوله ذلك لأصحابه.
فهذا هدي السلف رضي الله عنهم ألا وهو التهنئة بالعيد والفرح فيه ومن أراد زيادة فليرجع إلى الكتاب السالف الذكر.
فلا يجعل انتهاء الشهر عزاء ومواساة بل فرح وسرور ، واستبشار وحبور ،وإنما يكون تعزية لأهل التفريط والتضييع الذين أضاعوا صيامه وحرموا قيامة وقضوا أعمارهم فيما يغضب الجبار سبحانه وتعالى في سهو ولهو وغفلة وإعراض فأرغمت أنوفهم ثم أرغمت أنوفهم تحقيراًً وتبكيتاًُ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ًُ(رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له)
أخره الإمام الترمذي والحاكم عن أبي هريرة وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ،فهنيءً ثم هنيءً لنا ولكم أحبتي في الله إتمام هذا الشهر المبارك وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والحمد لله على إتمام نعمة الإسلام ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماًً كثيرا ,ومن كان عنده إضافة أو غير ما ذكر فليتحفنا به وله من الله عظيم الأجر والمثوبة ثم منا الشكر والثناء فإنما عملنا عمل بشري يتخلله النقص والغفلة والنسيان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل .
وصلى الله وسلم على رسوله وخليله ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراًَ.
أما بعد :
فهذا تنبيه أرسل به بعض إخواننا عبر الواتس فعلقت عليه بعض التعليقات وأحببت أن أنشره في هذه الشبكة المباركة لتعم الفائدة .
وذلك أنه ومع قرب انصرام هذا الشهر المبارك ---الذي أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالصحة والعافية والعلم النافع والعمل الصالح-تكثر رسائل التعزية والوداع والحزن والأسى برحيل هذا الشهر المبارك وهذا خلاف الصواب وخلاف عمل سلفنا الصالح فإن المؤمن يفرح بمنة الله عليه وكرمه ونعمته بإكمال العدة مكبراًُ إياه على ما هداه شاكراًً له ما اجتباه ولذا قال ربنا عز وجل (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة(185)
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآية قوله: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم ، كما قال : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } [البقرة: 200] وقال: [ { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } ] (5) [النساء: 103]، { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الجمعة: 10] وقال: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } [ق: 39، 40]؛ ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات.
وقال ابن عباس: ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير؛ ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إلى وجوبه في عيد الفطر؛ لظاهر الأمر في قوله { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } وفي مقابلَته مذهبُ أبي حنيفة -رحمه الله -أنه لا يُشْرَع التكبير في عيد الفطر. والباقون على استحبابه، على اختلاف في تفاصيل بعض الفروع بينهم.
وقوله: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه، وترك محارمه، وحفظ حدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك.ا.ه تفسير القرآن العظيم ج1 ص 283
وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم، أن صيام رمضان، يحصل المقصود منه ببعضه، دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله [تعالى] عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده، وبالتكبير عند انقضائه، ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.ا. ه ص 86
فالله جل وعلى يأمرنا سبحانه بالتكبير وبالشكر له عز وجل بما أنعم علينا من إكمال هذا الشهر وإتمامه وصيامه لأن الصيام و القيام فيه مما يحبه الله سبحانه ،وهذه نعمة يُفرح بها وتستوجب الشكر لمن أنعم بها لا الحزن والأسى ، هذا أمر وأمر آخر يقول نبينا صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول : إن الصوم لي و أنا أجزي به إن للصائم فرحتين : إذا أفطر فرح و إذا لقي الله تعالى فجزاه فرح و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" أخرجه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة وأبي سعيد معا .ويقول صلى الله عليه وسلم "يقول الله تعالى ... للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه"
متفق عليه من حديث أبي هريرة.
قال العلامة العيني رحمه الله تعالى في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قوله إذا أفطر فرح وفي رواية مسلم بفطرة وقال القرطبي معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه قوله فرح بصومه أي بجزائه وثوابه وقيل هو السرور بقبول صومه وترتب الجزاء الوافر عليه.ا.ه جزأ 16 ص 281
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لرياض الصالحين عند هذا الحديث: ومن الفوائد التي اشتمل عليها هذا الحديث أن للصائم فرحتين الفرحة الأولى عند فطره إذا أفطر فرح بفطره فرح بفطره من وجهين :
الوجه الأول: أنه أدى فريضة من فرائض الله وأنعم الله بها عليه وكم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يكون له وهذا قد من الله عليه بالصوم فصام فهذه نعمة فكم من إنسان شرع في الصوم ولم يتمه فإذا أفطر فرح لأنه أدى فريضة من فرائض الله ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها .
فهاتان فرحتان في الفطر الأولى أن الله من عليه بإتمام هذه الفريضة .
الثانية أن الله من عليه بما أحل له من محبوباته من طعام وشراب ونكاح .ا.ه ج 5 ص 268.
وترتيبا على ما سبق جعل لنا ربنا سبحانه وتعالى في نهاية هذا الشهر المبارك عيدا عظيما يفرح فيه ويستبشر به والعيد فرح وسرور لا حزن وأسى ، وأيضا شرع لنا ربنا عز وجل صلاة العيد وما فيها من الفرح والسرور وتجدد النعمة وزيادة الفضل والمنة من ربنا عز وجل ، ويهنئ بعضنا بعضا بذلك كما ثبت ذلك عن السلف رحمهم الله تعالى قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه وصول الأماني : وأخرج زاهر بن طاهر في "كتاب تحفة عيد الفطر" وأبو أحمد الفرضي في مشيخته بسند حسن عن جبير بن فنير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:تقبل الله منا ومنكم.قال شيخنا الناصح الأمين أعزه الله في تحقيقه للكتاب:قال المصنف سنده حسن ،وحسنه كذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري باب رقم" 3" سنة العيدين لأهل الإسلام.
قلت وحسن كذلك المؤلف والمحقق أثر أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه في قوله ذلك لأصحابه.
فهذا هدي السلف رضي الله عنهم ألا وهو التهنئة بالعيد والفرح فيه ومن أراد زيادة فليرجع إلى الكتاب السالف الذكر.
فلا يجعل انتهاء الشهر عزاء ومواساة بل فرح وسرور ، واستبشار وحبور ،وإنما يكون تعزية لأهل التفريط والتضييع الذين أضاعوا صيامه وحرموا قيامة وقضوا أعمارهم فيما يغضب الجبار سبحانه وتعالى في سهو ولهو وغفلة وإعراض فأرغمت أنوفهم ثم أرغمت أنوفهم تحقيراًً وتبكيتاًُ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ًُ(رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له)
أخره الإمام الترمذي والحاكم عن أبي هريرة وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ،فهنيءً ثم هنيءً لنا ولكم أحبتي في الله إتمام هذا الشهر المبارك وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والحمد لله على إتمام نعمة الإسلام ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماًً كثيرا ,ومن كان عنده إضافة أو غير ما ذكر فليتحفنا به وله من الله عظيم الأجر والمثوبة ثم منا الشكر والثناء فإنما عملنا عمل بشري يتخلله النقص والغفلة والنسيان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.