أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فإن الله تعالى أرسل الرسل , وأنزل الكتب , ليظهر إلى عباده وليبين لهم طريق الخير من طريق الشر , وأوجب عليهم أن يمتثلوا ما جاءت به رسلهم إليهم , وأوجب عليهم أن يتابعوا رسلهم وأن يطيعوهم بما أخبروهم به عن ربهم , وختم أولئك الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله تعالى خاتم الرسل , وأنزل عليه القرآن الذي هو خاتم الكتب , مهيمنا عليها ومسيطرا عليها , فيجب على المسلمين أن يعودوا إلى كتاب ربهم وإلى طاعة رسولهم صلى الله عليه وسلم والله تعالى أمر عباده بذلك فقال : ﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ (الأعراف : 3 ) .
وقال تعالى : ﴿ ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ (الجاثية :18-19 ) .
وقال تعالى : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ (الأنفال : 24-25 ) .
وقال تعالى : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾ (النساء : 115 ) .
وقال تعالى : ﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ (الأنعام : 153 ) .
إلى غير ذلك من الآيات فالواجب على كل مسلم أن ينتهي إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح منها على طريقة المحدثين الآخذين بالجرح والتعديل هم الذين يكونون على الطريق المستقيم , يجب عليهم , يجب على العباد جميعا أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , يجب على طلاب العلم أن يقرؤوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقرؤوا الحديث الوارد في الصحيحين والوارد في السنن والمسانيد ؛ ما صح منها , والحمد لله السنة الآن قد خدمت خدمت , كثيرا من العلماء المتقدمين والمتأخرين وآخرهم الشيخ الألباني - رحمه الله - وقد خدم السنة خدمة عظيمة وميز بين الصحيح والضعيف , وهكذا المحققين أيضا من طلاب الجامعات , هؤلاء أيضا قدموا شيئا من الخدمة , فيجب على طلاب العلم أن يتبينوا صحيح السنة من سقيمها وأن يعملوا بالصحيح , وأن يتابعوا أهل الحديث وأئمة السلف من أمثال عبد الله بن المبارك وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن اسحاق بن خزيمة , وبن جرير وغيرهم , يجب أن يتابعوا طريقة المحدثين طريقة السلف يقرؤوا كتب العقائد مثل توحيد ابن خزيمة وأمثاله من الكتب التي جمعت الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وجمعت أيضا إلى ذلك الآثار التي رويت عن السلف , ومن ذلك كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة , وشرح مشكل , وشرح عقيدة أهل السنة والجماعة لللاكائي , وغير ذلك من الكتب ؛ ينبغي أن نتوخى هذه الكتب وأن نقرأها وأن نتبين منها طريق أهل السنة والجماعة ونتّبعه , هذا الواجب علينا يا عباد الله , ولا يجوز لنا أن نأخذ بقول يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو سنته , حتى ولو كان القائل به من الأئمة , وأنه ليس هناك أحد معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما العصمة إلا للرسل وقد قال مالك رحمه الله , قال الإمام مالك : ( كل يأخد من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) , وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ( إذا وجدتم قولي ووجدتم الحديث يخالفه فخذوا بالحديث واضربوا بقولي عرض الحائط ) , وقال الإمام أحمد أيضا قال : ( لا تتبعني ولا تتبع سفيان ولا فلانا ولا فلانا وخذ من حيث أخذوا ) , وهكذا ينبغي , هكذا ينبغي أن نأخذ بالسنة , فمن وافق قوله السنة أخذنا بقوله وتابعناه , ونحن في ذلك نكون متابعين للسنة , أما من خالف السنة فنحن نرد قوله ولا نأخذ به , هذا الواجب على كل مسلم وبالأخص طلاب العلم يجب عليهم أن يكونوا هكذا.
هذا ما أستطيع الآن قوله والغروب قارب عندنا لم يبق منه إلا سبع أو ثمان دقائق .
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
*************************
فرغه : أبو إبراهيم مصطفى
تم تفريغه يوم السبت 18 شوال 1429 هـ
18 أكتوبر 2008 م
أما بعد : فإن الله تعالى أرسل الرسل , وأنزل الكتب , ليظهر إلى عباده وليبين لهم طريق الخير من طريق الشر , وأوجب عليهم أن يمتثلوا ما جاءت به رسلهم إليهم , وأوجب عليهم أن يتابعوا رسلهم وأن يطيعوهم بما أخبروهم به عن ربهم , وختم أولئك الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله تعالى خاتم الرسل , وأنزل عليه القرآن الذي هو خاتم الكتب , مهيمنا عليها ومسيطرا عليها , فيجب على المسلمين أن يعودوا إلى كتاب ربهم وإلى طاعة رسولهم صلى الله عليه وسلم والله تعالى أمر عباده بذلك فقال : ﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ (الأعراف : 3 ) .
وقال تعالى : ﴿ ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ (الجاثية :18-19 ) .
وقال تعالى : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ (الأنفال : 24-25 ) .
وقال تعالى : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾ (النساء : 115 ) .
وقال تعالى : ﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ (الأنعام : 153 ) .
إلى غير ذلك من الآيات فالواجب على كل مسلم أن ينتهي إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح منها على طريقة المحدثين الآخذين بالجرح والتعديل هم الذين يكونون على الطريق المستقيم , يجب عليهم , يجب على العباد جميعا أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , يجب على طلاب العلم أن يقرؤوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقرؤوا الحديث الوارد في الصحيحين والوارد في السنن والمسانيد ؛ ما صح منها , والحمد لله السنة الآن قد خدمت خدمت , كثيرا من العلماء المتقدمين والمتأخرين وآخرهم الشيخ الألباني - رحمه الله - وقد خدم السنة خدمة عظيمة وميز بين الصحيح والضعيف , وهكذا المحققين أيضا من طلاب الجامعات , هؤلاء أيضا قدموا شيئا من الخدمة , فيجب على طلاب العلم أن يتبينوا صحيح السنة من سقيمها وأن يعملوا بالصحيح , وأن يتابعوا أهل الحديث وأئمة السلف من أمثال عبد الله بن المبارك وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن اسحاق بن خزيمة , وبن جرير وغيرهم , يجب أن يتابعوا طريقة المحدثين طريقة السلف يقرؤوا كتب العقائد مثل توحيد ابن خزيمة وأمثاله من الكتب التي جمعت الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وجمعت أيضا إلى ذلك الآثار التي رويت عن السلف , ومن ذلك كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة , وشرح مشكل , وشرح عقيدة أهل السنة والجماعة لللاكائي , وغير ذلك من الكتب ؛ ينبغي أن نتوخى هذه الكتب وأن نقرأها وأن نتبين منها طريق أهل السنة والجماعة ونتّبعه , هذا الواجب علينا يا عباد الله , ولا يجوز لنا أن نأخذ بقول يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو سنته , حتى ولو كان القائل به من الأئمة , وأنه ليس هناك أحد معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما العصمة إلا للرسل وقد قال مالك رحمه الله , قال الإمام مالك : ( كل يأخد من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) , وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ( إذا وجدتم قولي ووجدتم الحديث يخالفه فخذوا بالحديث واضربوا بقولي عرض الحائط ) , وقال الإمام أحمد أيضا قال : ( لا تتبعني ولا تتبع سفيان ولا فلانا ولا فلانا وخذ من حيث أخذوا ) , وهكذا ينبغي , هكذا ينبغي أن نأخذ بالسنة , فمن وافق قوله السنة أخذنا بقوله وتابعناه , ونحن في ذلك نكون متابعين للسنة , أما من خالف السنة فنحن نرد قوله ولا نأخذ به , هذا الواجب على كل مسلم وبالأخص طلاب العلم يجب عليهم أن يكونوا هكذا.
هذا ما أستطيع الآن قوله والغروب قارب عندنا لم يبق منه إلا سبع أو ثمان دقائق .
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
*************************
فرغه : أبو إبراهيم مصطفى
تم تفريغه يوم السبت 18 شوال 1429 هـ
18 أكتوبر 2008 م