قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
(فإن الإنسان قد يعرف أن الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده إياه, أو لطلب علوه عليه أو لهوى النفس, ويحمله ذلك الهوى على أن يعتدي عليه ويرد ما يقول بكل طريق وهو في قلبه يعلم أن الحق معه وعامة من كذب الرسل علموا أن الحق معهم وأنهم معهم وأنهم صادقون لكن إما لحسدهم وإما لإرادتهم العلو والرياسة ,وإما لحبهم دينهم الذي كانوا عليه وما يحصل لهم به من الأغراض كأموال ورياسة وصداقة أقوام وغير ذلك فيرون في إتباع الرسل ترك الأهواء المحبوبة إليهم أو حصول أمور مكروهة إليهم فيكذبونهم ويعادونهم فيكونون من أكفر الناس كإبليس وفرعون مع علمهم بأنهم على الباطل والرسل على الحق , ولهذا لا يذكر حجة صحيحة تقدح في صدق الرسل إنما يعتمدون على مخالفة أهوائهم كقولهم لنوح( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) ومعلوم أن إتباع الأرذلين له لا يقدح في صدقه, لكن كرهوا مشاركة أولئك).
مجموع الفتاوى م7/191