إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سُئِلَ عمن سمع رجلا يقول‏ :‏ لو كنت فعلت كذا لم يَجْرِ عليك شيء من هذا ‏ (شيخ الإسلام ابن تيمية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سُئِلَ عمن سمع رجلا يقول‏ :‏ لو كنت فعلت كذا لم يَجْرِ عليك شيء من هذا ‏ (شيخ الإسلام ابن تيمية)

    سُئِلَ عمن سمع رجلا يقول‏ :‏ لو كنت فعلت كذا لم يَجْرِ عليك شيء من هذا‏ . ‏


    سُئِلَ عمن سمع رجلا يقول‏ : ‏ لو كنت فعلت كذا لم يَجْرِ عليك شيء من هذا‏ . ‏ فقال له رجل آخر

    سمعه‏ :
    ‏ هذه الكلمة قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها ، وهي كلمة تؤدي قائلها إلى الكفر ،

    فقال رجل آخر‏ :قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسي مع الخِضْر ‏ : ‏ ‏ ( ‏يرحم الله موسي ،

    وَدِدْنا لو كان صبر حتى يقص الله علينا من أمرهما‏ )
    ‏ واستدل الآخر بقوله صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ ‏ ( ‏

    المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف إلى أن قال‏ : ‏ فإن كلمة لو تفتح عمل الشيطان‏

    )
    ‏ فهل هذا ناسخ لهذا أم لا‏؟‏


    فأجاب‏ :



    الحمد لله ، جميع ما قاله الله ورسوله حق ، و‏ [‏لو‏ ] ‏ تستعمل على وجهين‏ :



    أحدهما‏ : ‏ على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور ، فهذا هو الذي نهى عنه ، كما قال

    تعالى‏ :
    ‏ ‏ { ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ

    كَانُواْ غُزًّي لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ‏ }

    ‏ ‏ [ ‏آل عمران‏ : ‏ 156‏ ] ‏ ، وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال‏ : ‏ ‏ ( ‏

    وإن أصابك شيء
    فلا تقل‏ :لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل‏ : ‏ قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو

    تفتح عمل الشيطان‏ )
    ‏ أي‏ : ‏ تفتح عليك الحزن والجزع ، وذلك يضر ولا ينفع ، بل اعلم أن ما

    أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، كما قال تعالى‏ : ‏ ‏ { ‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا

    بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏ }
    ‏ ‏ [ ‏التغابن‏ : ‏ 11‏ ] ‏ ، قالوا‏ : ‏ هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم

    أنها من عند الله فيرضي ويسلم‏ . ‏



    والوجه الثاني‏ : ‏ أن يقال‏ :
    ‏ ‏ [ ‏لو‏ ] ‏ لبيان علم نافع ، كقوله تعالى‏ : ‏ ‏ { ‏لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ

    لَفَسَدَتَا‏ }
    ‏ ‏ [ ‏الأنبياء‏ : ‏ 22‏ ] ‏ ، ولبيان محبة الخير وإرادته ، كقوله‏ : ‏ ‏ ( ‏لو أن لي مثل ما لفلان

    لعملت مثل ما يعمل‏ )
    ‏ ونحوه جائز‏ . ‏



    وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏ : ‏ ‏ ( ‏وددت لو أن موسي صبر ليقص الله علينا من خبرهما‏ ) ‏‏ (4


    ) هو من هذا الباب ، كقوله‏ : ‏ ‏ { ‏وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ‏ } ‏ ‏ [ ‏القلم‏ : ‏ 9‏ ] ‏ فإن نبينا صلى الله

    عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما ، فذكرهما لبيان محبته للصبر المترتب عليه ، فعرفه ما يكون

    لما في ذلك من المنفعة ، ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن ولا ترك لما يحب من الصبر على

    المقدور.‏ ‏



    وقوله‏ : ‏ ‏ ( ‏وددت لو أن موسي صبر‏ ) ‏ ، قال النحاة‏ : ‏ تقديره وددت أن موسي صبر‏ . ‏ وكذلك قوله‏

    :
    ‏ ‏ { ‏وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ‏ } ‏ ‏ [ ‏القلم‏ : ‏ 9‏ ] ‏ ، تقديره ودوا أن تُدِهن ، وقال بعضهم‏ : ‏ بل هي ‏ [ ‏

    لو‏ ]
    ‏ شرطية وجوابها محذوف ، والمعني على التقديرين معلوم ، وهو محبة ذلك الفعل وإرادته ،

    ومحبة الخيروإرادته محمود ، والحزن والجزع وترك الصبر مذموم ، والله أعلم‏ .




    مجموع فتاوي ابن تيمية


يعمل...
X