إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخروج بالعالم الإسلامي من الدوامة التي هو فيها للشيخ بن باز رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخروج بالعالم الإسلامي من الدوامة التي هو فيها للشيخ بن باز رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سماحة الشيخ عبد العزيز بن بازـ رحمه الله ـ
    قال رحمه الله:إن الخروج بالعالم الإسلامي من الدوامة التي هو فيها،من مختلف المذاهب والتيارات العقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية،إنما يتحقق بالتزامهم بالإسلام ،وتحكيمهم شريعة الله في كل شيء، وبذلك تلتئم الصفوف وتتوحد القلوب.
    · وهذا هو الدواء الناجع للعالم الإسلامي،بل للعالم كله،مما هو فيه من اظطراب واختلاف،وقلق وفساد وإفساد،كما قال تعالى:(يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد7] وقال عزوجل:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز() الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)[الحج40ـ41] وقال سبحانه:( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصلحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بى شيئا) [النور55] وقال سبحانه:(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تقرقوا) [ال عمران 103] والايات في هذا المعنى كثيرة، ولكن ما دام أن القادة إلا من شاء الله منهم،يطلبون الهدى والتوجيه من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحكمون غير شريعته،ويتحاكمون إلى ما وضعه أعدائهم لهم،فإنهم لن يجدوا طريقا للخروج مما هم فيه من التخلف والتناحر فيما بينهم،واحتقار أعدائهم لهم،وعدم إعطائهم حقوقهم (وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون) [آل عمران117] فنسأل الله أن يجمعهم على الهدى،وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم،وأن يمن عليهم بتحكيم شريعته والثبات عليها،وترك ما خالفها،إنه ولي ذلك والقادر عليه،وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه.
    وقال سماحته أيضا :
    فلا ريب أن الأمة تبتلي بأعدائها،كما قال تعالى(ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصبرين ونبلوا أخباركم) [محمد31] فالأمة تبتلي بأعدائها،لكن لابد من الصبر،ولهذا قال الله عزوجل:(لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) [آل عمران186] وقال سبحانه:( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) [آل عمران120] فالواجب على الأمة الإسلامية الصبر والاحتساب،والإستقامة على دين الله،وأن لا تلتفت إلى ما يقوله أعداؤهم،وعليه أن تلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام،وأن تستقيم على ذلك قولا وعملا وعقيدة،وأن تحكم شرع الله في عباد الله،هذا هو الواجب على جميع البلدان الإسلامية حكومات وشعوبا،ومتى استقامت على دين الله صدقا في القول والعمل والعقيدة فإنه لايضرها نباح أعدائها ولا كيدهم،كما سبق في قوله تعالى:( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) [آل عمران120] ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم:( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز() الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)[الحج40ـ41] ويقول سبحانه:( وكان حقا علينا نصر المؤمنين) [الروم47] فالمؤمنين:هم المستقيمون على أمر الله،التاركون لمحارم الله ،الواقفون عند حدود الله،المحكمون لشرع الله،هؤلاء المسلمون،وهم أولياء الله،كما قال عزوجل :( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصلحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بى شيئا) [النور55] فمتى تمسك المسلمون بدين الله،والتزموا بما أوجب الله سبحانه ينصرهم،ويؤيدهم على أعدائهم،ويكتب لهم النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة،ويمنحهم الأمن في الدنيا والآخرة كما قال عزوجل:( الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) [الأنعام82] والإيمان إذا أطلق دخل فيه كل ما أمر به الله ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله،فالمعنى أنهم استقاموا على توحيد الله،وأدوا حق الله،وابتعدوا عن محارم الله فلهم الأمن ولهم الهداية في الدنيا والآخرة ،ولايضرهم أعداؤهم إذا التزموا بالحق،أما إذا فعلوا بعض ما حرم الله، أوتساهلوا ببعض ما أوجب الله فقد يبتلون ويصابون بما يكرهون،فأفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لما أخل الرماة يوم أحد بما يجب عليهم من الموقف الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلزومه لما أخلوا به دخل عليهم الأعداء من ذلك الموقف وحصلت الهزيمة على المسلمين والقتل والجرح بأسباب المعصية التى ذكرها الله في قوله جل وعل:(ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون) [آل عمرن125] والمعنى:سلطوا عليكم،وقال( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) [آل عمران 165] والمقصود:أن الواجب على المؤمنين ـ حكومات وشعوبا الاستقامة على دين الله،والتمسك بشرع الله،والوقوف عند حدوده قولا وعملا وعقيدة،والولاء والبراء في ذلك،والمحبة والبغض في ذلك،هذا هو الطريق للنصر والسعادة،فإذا استقاموا على ذلك فإنه لا يضرهم أعداؤهم كما قاله سبحانه في الآيات السابقة:( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) [آل عمران120] وإنما يؤتى المسلمين من جهة تقصيرهم،وتفريطهم،فإذا قصروا في أمر الله أو فرطوا فيه،أوتركوا ما يجب عليهم من الإعداد الواجب الذي أمر به في قوله تعالى:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) [الأنفال60] أوتركوا الحذر الذي أمرهم الله بأخذه في قوله تعالى:( يأيها الذين امنوا خذوا حذركم) [النساء81] متى فرط المسلمون في شيء مما يسبب ذلك،أويسلط عليهم العدو بسبب ذلك.
    نسأل أن يوفق المسلمين ـ حكومات وشعوبا ـ لما يرضيه،وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم،وأن يوفقهم لتحكيم شرع الله والاستقامة عليه. (1)
    (1)مجموع الفتاوى والمقالات (8/171)
يعمل...
X