الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله (4)
هذه فوائد نقتنصها، وشوارد نقيدها من مجالس شيخنا فضيلة الشيخ الدكتور المحدث سليم بن عيد الهلالي -وفقه الله- والتي يعقدها في بيته بعد صلاة الجمعة مباشرة بحضور جمع طيب من إخواني طلاب العلم بين الدعاة.حيث يحرص شيخنا دائماً أن تكون في التوحيد والمنهج والدعوة إلى الله وواقع الأمة الإسلامية المرحومة.
ويذكر شيخنا الحديث، ثم يشارك الإخوة في شرحه واستنباط فوائده، وشيخنا يسمع؛ ويوجه ليربي الطلاب على الفهم، والقدرة على الاستنباط في ضوء قواعد العلم الشرعي، وضوابطه المنهجية.
نسأل التوفيق للجميع، وأن ينفع بها جميع الطلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجون أن يعطاها، فقال:«أين علي بن أبي طالب» فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه»، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: «انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم». [أخرجه البخاري (2847)، ومسلم (2406)].
1- فضل الدعوة إلى الله؛ فإنها وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن اتبعهم: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
2- الدعوة النافعة مبنية على العلم؛ ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل في الدعوة إلى الله أهل العلم من أصحابه؛ كعلي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبي موسى الأشعري وغيرهم؛ أما الجاهل فإنه يفسد أكثر مما يصلح.
3- حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم على هداية الخلق من كتابيين، ومشركين، ومجوس، وملاحدة، ومسلمين مقصرين، أو أهل أهواء وبدع، وبذل كل أسباب إصلاحهم و إنقاذهم.
4- الدعوة الهادفة تركز على الكيف لا الكم؛ ولذلك لم يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على العدد ولكن حرص على النوع.
5- كثرة المستجيبين والإتباع لا تدل لزوماً على الحق وعلى الصراط المستقيم، ولذلك قال رسول صلى الله عليه وسلم: «رجلاً واحداً» ولذلك تفاوت حال الأنبياء عليهم السلام مع أقوامهم، فمن الأنبياء من استجاب لهم أمم عظيمة كموسى عليه السلام، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأنبياء من لم يستجب له إلا الرهط، والأثنان، والواحد، ومن الأنبياء من لم يستجب له أحد.
6- الداعي إلى الله عز وجل يبذل جهده ويستفرغ طاقته في هداية البيان، وأما هداية التوفيق؛ فلا يملكها أحد إلا الله، ولذلك جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بيد الله وحده؛ فقال: «لأن يهدي الله..»، ومصداق ذلك في كتاب الله: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص: 56]، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك هداية التوفيق فغيره من باب أولى.
:. الموضوع الاصلى: الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله (4) | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: عبد العزيز أحمد الدحيات .: