إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسألة رفع اليدين في قنوت النازلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسألة رفع اليدين في قنوت النازلة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رفع اليدين في قنوت النازلة
    الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمين والصلاةُ والسلامُ على رسولِهِ الأمين وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وبعدُ ...
    فهذا بحثٌ متواضعٌ في مسأَلَةِ (رَفْعُ اليَدَيْنِ في قُنُوْتِ النَّازِلَةِ)، فَأَسْأَلُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يَنفَعَ بِهِ ، وأَنْ يجعلَ نَفْعَهُ لي في الدنيا والآخِرَةِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذلَك والقادِرُ عَلَيهِ .
    وَرَدَتْ أَحَادِيثُ قُنُوتِ النَّازِلَةِ في الصَّحِيحَينِ وغَيرِهِ، ولَكِن التي في الصَّحِيحَينِ دُونَ رِوَايَةِ (الرَّفعِ)؛ فَجَمَعْتُ ما يَسَّرَهُ اللهُ  لي مِن الأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةِ في هذِهِ المَسْأَلَةِ، وَهَذَا جَهْدُ المُقِلِّ، وَلا نَدَّعِي العِصْمَةَ، وَنَعْتَرِفُ بِتَقْصِيرِنَا وَعَجْزِنَا؛ فَالكَمَالُ للهِ وَحْده .
    الدليل الأول :
    أخرج الإمام أحمد  في مسنده (ح‏ 11994) فقال :
    حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَعَفَّانُ المعنى، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ أَهْلِهِ، فَقَالَ: اشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، قَالَ ثَابِتٌ: فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، لَوْ سَمَّيْتَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَ: وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ أَنْ أَقوُلَ لَكُمْ قُرَّاءٌ، أَفَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمْ الَّذِينَ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ  الْقُرَّاءَ؟ فَذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعِينَ، فَكَانُوا إِذَا جَنَّهُمْ اللَّيْلُ، انْطَلَقُوا إِلَى مُعَلِّمٍ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَيَدْرُسُونَ اللَّيْلَ حَتَّى يُصْبِحُوا، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ اسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ، وَأَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ اجْتَمَعُوا فَاشْتَرَوْا الشَّاةَ فَأَصْلَحُوهَا، فَيُصْبِحُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ  فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، فَقَالَ حَرَامٌ لِأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ، حَتَّى يُخَلُّوا وَجْهَنَا، وَقَالَ عَفَّانُ: فَيُخَلُّونَ وَجْهَنَا، فَقَالَ لَهُمْ حَرَامٌ: إِنَّا لَسْنَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ، فَأَنْفَذَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَجَدَ الرُّمْحَ فِي جَوْفِهِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ " رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ "، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، إِذَا أَبُو طَلْحَةَ يَقُولُ لِي: هَلْ لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ؟، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا لَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ؟، قَالَ: مَهْلًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، وَقَالَ عَفَّانُ: رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: رَفَعَ يَدَيْهِ .

    قال العلامة الألباني  في "أصل صفة صلاة النبي  "(3/ 957):"وهذا إسناد صحيح . رجاله كلهم ثقات ؛ رجال الشيخين والأربعة" اهـ

    الدليل الثاني :
    أخرج الإمام البيهقي  في سننه الكبرى (كتاب الصلاة – جماع أبواب صفة الصلاة– باب رفع اليدين في القنوت –ح 2964) فقال :
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالا: أنبأ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، أنبأ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ صَقْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُوسَى السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ فِي سُوَيْقَةِ غَالِبٍ مِنْ كِتَابِهِ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي قِصَّةِ الْقُرَّاءِ وَقَتْلِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَنَسٌ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، يَعْنِي عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ "

     أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ : قال عنه الذهبي: "ليس بالقوي في الحديث".
     وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ هو عمر بن عبد العزيز : ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام في شيوخ إسماعيل بن نجيد الصوفي ، وخديجة بنت أبي عثمان إسماعيل الصابوني النيسابوري قلت وروى عنه أبو بكر البيهقي، وأبو عثمان الصابوني - مقدم أهل الحديث في بلاد خراسان حتى لقب بشيخ الإسلام - ، وروى عن أبي بكر بن المؤمل ، وحامد بن محمد الرفاء، فهو صدوق حسن الحديث إن شاء الله.
     أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي قال عنه الحاكم :" كَانَ مُحَدِّثَ نَيْسَابُوْرَ فِي وَقْتِهِ" [كما في سير أعلام النبلاء 16/ 28]
     وعلي بن الصقر قال عنه الدارقطني : "ليس بالقوي" أي: مقبول ؛ قال المعلمي في التنكيل (2 / 197): " كلمة الدارقطني [يعني : ليس بالقوي] تعطي أنه في الجملة كما مر في ترجمة الحسن بن الصباح، وأما الحفظ فليس بشرط، كان علم الرجل في كتبه ومنها يروي، وذلك أثبت من الحفظ" اهـ
     وبقية رجاله ثقات ، والله أعلم .
    قال النوويفي المجموع (3/500):إسناده صحيح أو حسن.
    قال ابن الملقنفي تحفة المحتاج (1/307):إسناده جيد .
    وقال الحافظ العراقي  في تخريج الإحياء (1/240):إسناده جيد .

    الدليل الثالث :

    و أخرج البيهقي في معرفة السنن والآثا ( كتاب الصلاة دعاء القنوت - ح‏972‏) فقال :
    "وَأَمَّا رَفْعُ الْيَدَيْنِ فِي الْقُنُوتِ، فَقَدْ رُوِّينَا فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ فِي قِصَّةِ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  " كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، يَعْنِي عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، فَذَكَرَهُ " اهـ
    قلت : ورجاله ثقات ، والله أعلم .

    الدليل الرابع :
    وأخرج عبد بن حميد  في مسنده في مسند أنس بن مالك (ح‏1276‏) فقال :
    ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ أَهْلِهِ، فَقَالَ: " اشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، قَالَ ثَابِتٌ: فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، لَوْ سَمَّيْتَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَوَا: مَا بَأْسُ ذَلِكَ أَنْ أَقُلْ لَكُمْ قُرَّاءُ، أَفَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ  الْقُرَّاءَ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعِينَ، فَكَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ انْطَلَقُوا إِلَى مُعَلِّمٍ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، فَيَدْرُسُونَ اللَّيْلَ حَتَّى يُصْبِحُوا، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ اسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ، وَأَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ، اجْتَمَعُوا، فَاشْتَرَوُا الشَّاةَ، وَأَصْلَحُوهَا، فَيُصْبِحُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ K فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ، فَقَالَ حَرَامٌ لأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي فَلْنُخْبِرْ هَؤُلاءِ أَنَا لَسْنَا إِيَّاهُمْ، نُرِيدُ حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا، فَقَالَ لَهًم حَرَامٌ: أَنَا لَسْنَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ فَخَلُّوا وَجْهَنَا فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ، فَأَنْفَذَهُ بِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ الرُّمْحَ فِي جَوْفِهِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَبُو طَلْحَةَ يَقُولُ لِي: هَلْ لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا لَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، قَالَ: مَهْلا، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ "
    قلت : ورجاله كلهم ثقات، والله أعلم .

    الدليل الخامس :
    و أخرج أبو عوانة في مستخرجه ( مبتدأ كتاب الجهاد - بيان ثواب الشهيد الذي يقتل في سبيل الله  - ح7343‏) فقال :
    حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: كَتَبَ أَنَسٌ فِي أَهْلِهِ كِتَابًا، فَقَالَ: " اشْهَدُوا يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، قَالَ ثَابِتٌ: فَكَأَنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ سَمَّيْتَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وآبَائِهِمْ؟ فَقَالَ: وَمَا بَأْسٌ، أَفَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ  الْقُرَّاءَ، قَالَ: فَذَكَرَ أَنَسٌ سَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: كَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ أَوَوْا إِلَى مُعَلَّمٍ بِالْمَدِينَةِ، فَيَبِيتُونَ يَدْرُسُونَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا أَصْبَحُوا، فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ قُوَّةٌ أَصَابُوا مِنَ الْحَطَبِ واسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ أَصَابُوا الشَّاةَ فَأَصْلَحُوهَا، قَالَ: وَكَانَ يُصْبِحُ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ  فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ: وَكَانَ فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالَ حَرَامٌ لأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي فَلأُخْبِرْ هَؤُلاءِ، إِنَّا لَيْسَ إِيَّاهُمْ نُرِيدُ فَيُخْلُونَ وُجُوهَنَا، قَالَ: فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ ذَلِكَ فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِرُمْحٍ فَأَنْفَذَهُ بِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ حَرَامٌ مَسَّ الرُّمْحِ فِي جَوْفِهِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ أَنَسٌ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَاكَ إِذَا أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ لِي: هَلْ لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ، قَالَ: فَقُلْتُ مَا لَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، فَقَالَ: مَهْلا لا تَفْعَلْ فَقَدْ أَسْلَمَ "

    قلت: ومحمد بن جعفر هو الصائغ وثقه الخطيب البغدادي وأبو الحسين بن المنادي، وذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجاله ثقات ، أخرج لهم الشيخان ، والله أعلم .

    الدليل السادس :
    و أخرج الطبراني في الأوسط (ح3793‏) فقال :
    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: كَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ أَوَوْا إِلَى مُعَلِّمٍ بِالْمَدِينَةِ فَيَبِيتُونَ مَعَهُ يَدْرُسُونَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا أَصْبَحُوا فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ قُوَّةٌ أَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ، وَاسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ سَعَةٌ أَصَابُوا الشَّاةَ فَأَصْلَحُوهَا، فَكَانَتْ تُصْبِحُ مُعَلَّقَةً بِحُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ  فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ: فَكَانَ فِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: فَقَالَ: حَرَامٌ لأَمِيرِهِمْ: أَلا أُخْبِرُ هَؤُلاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ، فَيُخَلُّوا وُجُوهَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ ذَاكَ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِرُمْحٍ فَأَنْفَذَهُمْ بِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ حَرَامٌ مَسَّ الرُّمْحِ فِي جَوْفِهِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ، قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ "، قَالَ أَنَسٌ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ "، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَى أَبُو طَلْحَةَ، يَقُولُ لِي: هَلْ لَكَ فِي قَاتَلِ حَرَامٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا بَالُهُ؟ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لا تَفْعَلْ ؛ فَقَدْ أَسْلَمَ. لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ إِلا عَفَّانُ .

    قال الشيخ الألباني  في (إرواء الغليل(2/ 181)) : ورفع اليدين فى قنوت النازلة ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً .
    أخرجه الإمام أحمد (3/137) والطبرانى فى " الصغير " (ص 111) من حديث أنس بسند صحيح. وثبت مثله عن عمر , وغيره فى قنوت الوتر. اهـ

    وقال  في (أصل صفة (3/ 958) ) : وقد أخرجه الطبراني في " الصغير " من طريق علي بن صَقْر السُّكَّري البغدادي : ثنا عَفّان بن مسلم : نا سليمان بن المغيرة عن ثابت به نحوه بلفظ : فلقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما صلى الغداة ؛ رفع يديه يدعو عليهم .
    وروى منه هذا القدر البيهقي (2/211) ، وقال النووي (3/500) : " إسناده صحيح أو حسن " . وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (1/159) :" إسناده جيد " . وفي الحديث استحباب رفع اليدين في دعاء القنوت . قال النووي في " المجموع " : " وهذا هو الصحيح عند الأصحاب " اهـ

    وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز  كما في ( مجموع فتاوى ابن باز (30/ 51)) :
    س: ما حكم رفع اليدين في الوتر؟
    ج: يشرع رفع اليدين في قنوت الوتر؛ لأنه من جنس القنوت في النوازل، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه حين دعائه في قنوت النوازل. خرجه البيهقي رحمه الله بإسناد صحيح.

    وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين  كما في (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (14/ 136)):
    هل من السنة رفع اليدين عند دعاء القنوت مع ذكر الدليل؟
    فأجاب فضيلته بقوله: نعم من السنة أن يرفع الإنسان يديه عند دعاء القنوت؛ لأن ذلك وارد عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قنوته حين كان يقنت في الفرائض عند النوازل (2) ، وكذلك صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رفع اليدين في قنوت الوتر (3) ، وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم.
    فرفع اليدين عند قنوت الوتر سنة، سواء كان إماماً، أو مأموماً، أو منفرداً، فكلما قنت فارفع يديك. اهـ
    وسئل الشيخ يحيى حفظه الله : هل يشرع رفع اليدين في القنوت – قنوت النوازل ؟
    فأجاب حفظه الله : نعم ثبت في مسند أحمد ، رجاله ثقات ...، وثبت عن عمر بن الخطاب  وابن عباس في دعاء القنوت رفع الأيدي، وبه قال أحمد وإسحاق وآخرون اهـ بتصرف غير مخل .
    وسئل الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وسدده :
    وأخر يقول هل يشرع رفع اليدين في القنوت ـ قنوت النوازل ـ ؟
    الإجابة : نعم ثبت في مسند أحمد، رجاله ثقة، في المجلد الثالث336 أو 37 تقريبا ثابت، وثبت عن عمر ابن الخطاب وابن عباس في دعاء القنوت رفع الأيدي، و به قال أحمد وإسحاق وآخرون، صفة الصلاة الألباني الأولى الفصل الثالث، هذا هو الحديث في مسند أحمد بسنده، قال الإمام احمد رحمه الله ورقمه في هذه النسخة 12429 :ـ
    حدثنا هاشم وعفان المعني ـ أي المعنى واحد ـ قالا: حدثنا سليمان ـ يعني ابن المغيرة سليمان هنا هو ابن المغيرة ثقة ـ عن ثابت قال كنا عند أنس بن مالك ـ ثابت هو من أسلم البناني أسلم ابن المغيرة ثبت فيه ـ فكتب كتابا بين أهله فقال اشهدوا يا معشر القراء قال ثابت فكأني كرهت ذلك فقلت يا أبا حمزة لو سميتهم بأسمائهم ـ يعني تقول شهد على هذا الكتاب فلان وفلان ـ قال وما بأس ذلك أن أقل لكم قراء أفلا أحدثكم على إخوانكم ـ أو عن إخوانكم ـ الذين نسميهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القراء فذكر أنهم كانوا سبعين فكانوا إذا جنهم الليل انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة فيدرسون الليل حتى يصبحوا وجاء أنهم يقيمون اليل ـيدرسون ويقيمون ـ فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة استعذب من الماء وأصاب من الحطب ومن كانت عنده سعة اجتمعوا فاشتروا الشاة وأصلحوها فيصبح ذلك معلقا بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا على حي من بني سليم وفيهم خالد ابن حرام فقال حرام لأميرهم دعني فلأخبر هؤلاء إنا لسنا إياهم نريد حتى يخلوا وجهنا وقال عفان فيخلون وجهنا فقال لهم حرام إنا لسنا إياكم نريد فخلوا وجهنا فاستقبله رجل بالرمح فأنفذه منه فلما وجد الرمح في جوفه قال الله أكبر فزت ورب الكعبة ـ الحديث نظيره في الصحيح ـ قال فانطووا عليهم فما بقي منهم أحد فقال أنس فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء قط وجد وهو عليهم فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة رفع يديه فدعا عليهم فلما كان بعد ذلك إذا أبو طلحة يقول لي هل لك في قاتل حرام قال قلت له ماله فعل الله به وفعل قال مهلا فإنه قد أسلم قال عفان رفع يديه يدعو عليهم قال أبو النضر رفع يديه ـ في النسخة رفع يده والصواب رفع يديه ـ .
    هذا حديث كما ترون سنده هاشم وعفان قالا حدثنا سليمان ابن المغيرة قال حدثنا قال كنا عند أنس فذكر الحديث، رجاله ثقات، يبقى إضافة إلى ذالك فعل عمر صحيح وفعل ابن عباس صحيح في هذا، سواء تفرد هو ثقة ثبت تراه في ثبت في ثابت حتى و إن تفرد تفرده ليس بالسهل، يعني تفرده و لو خالفه عدد ليس بالسهل و لا سيما هو ثبت فيه، إضافة إلى ما صنع عمر وما صنع ابن عباس، على هذا لا بأس، في قنوت النوازل رفع الأيدي في قنوت النوازل . اهـ
    نقلت هذه الفتوى من : http://aloloom.net/vb/showthread.php?t=4461
    والله أعلى وأعلم والحمد لله على ما أسدى وأمن .
يعمل...
X