الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله (2)
هذه فوائد نقتنصها، وشوارد نقيدها من مجالس شيخنا فضيلة الشيخ الدكتور المحدث سليم بن عيد الهلالي -وفقه الله- والتي يعقدها في بيته بعد صلاة الجمعة مباشرة بحضور جمع طيب من إخواني طلاب العلم بين الدعاة.حيث يحرص شيخنا دائماً أن تكون في التوحيد والمنهج والدعوة إلى الله وواقع الأمة الإسلامية المرحومة.
ويذكر شيخنا الحديث، ثم يشارك الإخوة في شرحه واستنباط فوائده، وشيخنا يسمع؛ ويوجه ليربي الطلاب على الفهم، والقدرة على الاستنباط في ضوء قواعد العلم الشرعي، وضوابطه المنهجية.
نسأل التوفيق للجميع، وأن ينفع بها جميع الطلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان»[أخرجه مسلم (2664)].
1- إثبات أن الإيمان يزيد وينقص، وفي هذا رد على الخوارج، والمعتزلة، والمرجئة؛ حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مؤمن قوي، ومؤمن ضعيف.
2- الإيمان اعتقاد وقول وعمل، فقوة الإيمان تدل جميع ذلك؛ وكذلك قوله صلى عليه وسلم: «احرص»هذا يدل على العمل، و«استعن بالله» على الاعتقاد، و«قل قدر الله وما شاء فعل» على القول.
3- إثبات الخيرية للأمة الإسلامية؛ حيث أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم: أن في المؤمن القوي والمؤمن الضعيف خير، والأمة المسلمة أحد هذين الرجلين؛ إذاً ففيها الخير موصول.
4- القوة تشمل القوة الإيمانية، والبدنية، والقلب، والإرادات، والعزائم؛ وهذا يدل على أن المؤمن القوي عنصر فعال، وفرد منتج للأمة ويعمل لصالح المسلمين؛ فنفعه يتعدى إلى غيره.
وفي هذا حث على القوة؛ فدين الإسلام دين القوة: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: 60].
5- الحرص على ما ينفع المسلمين أفراداً وجماعات وشعوباً، وعدم الركون إلى العجز والكسل، وهذا أصل سعادة الإنسان؛ وهو حرصه على ما ينفعه.
6- الاستعانة بالله قطب رحى العبودية؛ لأن الإنسان لا حول له ولا قوة إلا بالله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]؛ ولذلك؛ فالحرص على ما ينفع، والاستعانة بالله قرينان لا ينفصلان؛ فمن حرص على ما ينفعه مستعيناً بالله؛ فإنه موفق مسدد؛ وإلا؛ فهو مخذول.
7- أهمية الإيمان بالقدر والرضى بالقضاء، وقد تضمن الحديث مقامات ذلك؛ فالإنسان إذا عمل حرص واجتهد واستعان بالله، وهذا: هو مقام التوكل؛ فإن وقع قدر الله؛ فإنه يفوض أمره إلى الله، ويرضى بما قضى، وهذا: مقام التفويض، ولا يلوم نفسه أو ربه: «ولا تقل لو فعلت كذا لكان كذا» وهذا مقام الشكر.
8- إثبات الإرادة الكونية وهي المشيئة: (وما شاء فعل)، والإرادة الشرعية وهي المحبة: (أحب إلى الله).
9- التحذير من إتباع خطوات الشيطان وذلك في قول الله تعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة: 168].
10- ينبغي على عموم المسلمين والعلماء والدعاة: أن ينتفع بعضهم ببعض؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل في كل أولئك خير، فلا يجوز أن يحقر المسلم خيراً عند أخيه؛ لأنه قد يوجد في السواقي ما لا يوجد في البحر.
وهذا يدل على أن علاقة المسلم بأخيه المسلم تكامل لا تآكل؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»[أخرجه البخاري: (2446)].
وتأملوا هذا الموقف بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ لتتضح لكم الصورة؛ لما كان يوم السقيفة يقول أبو بكر لعمر: أنت أقوى مني يا عمر.
فيقول عمر: أنت أفضل مني يا أبا بكر.
فأعاد أبو بكر: أنت أقوى مني .
فقال عمر: إن قوتي لك مع فضلك.
وهكذا كان الجيل الأول فهل (نعيد) و(نعود) إلى سيرتهم الأولى؟!
:. الموضوع الاصلى: الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله (2) | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: عبد العزيز أحمد الدحيات .: