الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله
هذه فوائد نقتنصها، وشوارد نقيدها من مجالس شيخنا فضيلة الشيخ الدكتور المحدث سليم بن عيد الهلالي -وفقه الله- والتي يعقدها في بيته بعد صلاة الجمعة مباشرة بحضور جمع طيب من إخواني طلاب العلم بين الدعاة.حيث يحرص شيخنا دائماً أن تكون في التوحيد والمنهج والدعوة إلى الله وواقع الأمة الإسلامية المرحومة.
ويذكر شيخنا الحديث، ثم يشارك الإخوة في شرحه واستنباط فوائده، وشيخنا يسمع؛ ويوجه ليربي الطلاب على الفهم، والقدرة على الاستنباط في ضوء قواعد العلم الشرعي، وضوابطه المنهجية.
نسأل التوفيق للجميع، وأن ينفع بها جميع الطلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فعن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».
أخرجه أبو داود (3116)، وأحمد (5/233)، والحاكم (1/351) بإسناد حسن، وهو صحيح بشواهده.
1- الأحاديث في هذه المعنى كثيرة متواترة؛ كلها تدل على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة؛ ومن ذلك:
حديث أبي ذر –رضي الله عنه- في «الصحيحين» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك؛ إلا دخل الجنة».
2- لكنه ينبغي للعبد أن يكون قائماً بها في حياته، عالماً بشروطها؛ كما يدل على ذلك حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عند مسلم؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة».
3- التوحيد أول واجب على المكلف؛ فلا يدخل الإسلام إلا بالنطق بالشهادتين، وهو كذلك آخر واجب ينبغي أن يحرص العبد أن يموت عليه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
4- الأعمال بالخواتيم؛ والخاتمة محصلة حياة العبد؛ فإن عاش على خير مخلصاً لله؛ ختم له بالخير، والعكس بالعكس، والعبد يبعث على ما ختم له به، وقد ثبت في «صحيح البخاري» من حديث سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الأعمال بالخواتيم».
5- فضل كلمة التوحيد، وأنه لا يعد لها شيء، ولا يثقلها في الميزان شيء، وذاك واضح جلي في حديث البطاقة.
6- إثبات الحياة والموت، والبعث والنشور، فمن كان حياً سيموت، ومن من مات سيبعث: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: 30-31].
وفي هذا رد على الزنادقة الملاحدة.
7- إثبات وجود الجنة و النار وأنهما موجودتان –الآن- لا تفنيان.
8- كلمة التوحيد مفتاح الجنة، ولكن قيل لوهب بن منيه: أليس مفتاح الجنة: لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح؛ إلا له أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك [أخرجه البخاري].
9- الحديث لا يفيد أن قائلها لا يعذب، وأنه يدخل الجنة بدون حساب لأن دخول الجنة على قسمين:
الأول: دخول بلا عذاب.
الثاني: دخول بعذاب.
فمن كان مستحقاً للعذاب؛ فهو تحت مشيئة الله؛ إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه؛ ولكن ليعلم العبد أن حقوق العباد لا تسقط إلا بأدائها، أو التحلل من أصحابها.
ولكن الحديث أفاد: أن لا إله إلا الله تنفع صاحبها يوماً من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه.
وفي ذلك رد على الخوارج والمعتزلة.
10- يستحب أن يلقن الميت الذي في سياق الموت قول: لا إله إلا الله، وهو صريح حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري – رضي الله عنهما- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» [أخرجه مسلم].
11- من لطائف العلم التي ذكرها العلماء حول هذا الحديث أن الإمام البخاري بدأ كتابه الصحيح بكتاب(بدء الوحي)، وثناه بكتاب (الإيمان)، وختمه بكتاب (التوحيد)؛ وذلك لتنبيه على هذا الحديث: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».
:. الموضوع الاصلى: الفوائد المنهجية من المجالس السماعية لشيخنا العلامة المحدث سليم الهلالي حفظه الله | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: عبد العزيز أحمد الدحيات .: