على هامش رسائل الإصلاح (4)
البرهان المؤيد، والقول المسدد
في مقاصد حديث: «ابني هذا سيد»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآله الطاهرين، وصحبه المتقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فمن الأحاديث العظام التي تعد من دلائل النبوة، وعلامات الرسالة: ما أخرجه الإمام البخاري (2704) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، يَقُولُ: اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ: إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لاَ تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ: أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ، وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ؟ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ؟ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ؟ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَاعْرِضَا عَلَيْهِ، وَقُولاَ لَهُ: وَاطْلُبَا إِلَيْهِ، فَأَتَيَاهُ، فَدَخَلاَ عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا، وَقَالاَ لَهُ: فَطَلَبَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ المُطَّلِبِ، قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا المَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا، قَالاَ: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا، وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ: فَمَنْ لِي بِهَذَا، قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَصَالَحَهُ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».
لقد صار الحسن بن علي -رضي الله عنهما- سيِّداً حقق نبوءة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ترك الملك، وتنازل عن الخلافة لا لقلة، ولا لذلة، ولا لعلة، بل لرغبته فيما عند الله، جمعاً لكلمة المسلمين، وحقناً لدماء المؤمنين، وتوحيداً للصف، وجمعاً للكلمة، ولماً للشمل، ونصرة للمنهج على حظوظ النفس وشهوة الملك، وتبكيتاً لأعداء الأمة من المخالفين والخاذلين: الذين أرادوا استمرار النزاع، وتأجيج الصراع؛ فراعى -رضي الله عنه- أمر الدين، ونظر في مصلحة الأمة؛ فكشف الله به الغمة، وانزاحت الظلمة، واجتمعت الكلمة . . نعم إنه سيد . . فالسيد من دعى إلى إصلاح ذات البين . . وصبر على أذى الخصوم . . وكان مفتاح خير، ومغلاق شر.
فهل نجد في هذه الأيام العصيبة، والسنوات العجاف، عالماً حكيماً حليماً سيداً سلفياً، يراعي مصلحة الدعوة السلفية، وينظر في أمر السلفيين، فيعمل، أو يساعد، أو ينصر مشروع الإصلاح بين السلفيين، وجمع كلمتهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمنهج السلف الصالح . . فلمثل هذا فليعمل العاملون.
وكذلك هذه دعوة لطلاب العلم وتلاميذ العلماء والمشايخ أن يضيف كل منهم فائدة من فوائد هذا الحديث؛ لينشغلوا بالعلم، والطلب، والدعوة . . ففي هذا الحديث ما يزيد عن مائة وخمسين فائدة . . ففي هذا فليتنافس المتنافسون.
:. الموضوع الاصلى: البرهان المؤيد، والقول المسدد في مقاصد حديث: «ابني هذا سيد» لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي | المصدر:منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامـة الهـلالـي .:
البرهان المؤيد، والقول المسدد
في مقاصد حديث: «ابني هذا سيد»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآله الطاهرين، وصحبه المتقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فمن الأحاديث العظام التي تعد من دلائل النبوة، وعلامات الرسالة: ما أخرجه الإمام البخاري (2704) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ، يَقُولُ: اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ: إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لاَ تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ: أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ، وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ؟ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ؟ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ؟ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَاعْرِضَا عَلَيْهِ، وَقُولاَ لَهُ: وَاطْلُبَا إِلَيْهِ، فَأَتَيَاهُ، فَدَخَلاَ عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا، وَقَالاَ لَهُ: فَطَلَبَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ المُطَّلِبِ، قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا المَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا، قَالاَ: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا، وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ: فَمَنْ لِي بِهَذَا، قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالاَ: نَحْنُ لَكَ بِهِ، فَصَالَحَهُ، فَقَالَ الحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».
لقد صار الحسن بن علي -رضي الله عنهما- سيِّداً حقق نبوءة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ترك الملك، وتنازل عن الخلافة لا لقلة، ولا لذلة، ولا لعلة، بل لرغبته فيما عند الله، جمعاً لكلمة المسلمين، وحقناً لدماء المؤمنين، وتوحيداً للصف، وجمعاً للكلمة، ولماً للشمل، ونصرة للمنهج على حظوظ النفس وشهوة الملك، وتبكيتاً لأعداء الأمة من المخالفين والخاذلين: الذين أرادوا استمرار النزاع، وتأجيج الصراع؛ فراعى -رضي الله عنه- أمر الدين، ونظر في مصلحة الأمة؛ فكشف الله به الغمة، وانزاحت الظلمة، واجتمعت الكلمة . . نعم إنه سيد . . فالسيد من دعى إلى إصلاح ذات البين . . وصبر على أذى الخصوم . . وكان مفتاح خير، ومغلاق شر.
فهل نجد في هذه الأيام العصيبة، والسنوات العجاف، عالماً حكيماً حليماً سيداً سلفياً، يراعي مصلحة الدعوة السلفية، وينظر في أمر السلفيين، فيعمل، أو يساعد، أو ينصر مشروع الإصلاح بين السلفيين، وجمع كلمتهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمنهج السلف الصالح . . فلمثل هذا فليعمل العاملون.
وكذلك هذه دعوة لطلاب العلم وتلاميذ العلماء والمشايخ أن يضيف كل منهم فائدة من فوائد هذا الحديث؛ لينشغلوا بالعلم، والطلب، والدعوة . . ففي هذا الحديث ما يزيد عن مائة وخمسين فائدة . . ففي هذا فليتنافس المتنافسون.
وكتبه
أبو أسامة الهلالي
صبيحة ثلاثاء العافية
7/ ذي القعدة/ 1432هـ
في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن حرسه الله من بلاد الشام المحمية
أبو أسامة الهلالي
صبيحة ثلاثاء العافية
7/ ذي القعدة/ 1432هـ
في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن حرسه الله من بلاد الشام المحمية
:. الموضوع الاصلى: البرهان المؤيد، والقول المسدد في مقاصد حديث: «ابني هذا سيد» لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي | المصدر:منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامـة الهـلالـي .: