بسم الله الرحمن الرحيم
بينما إخواننا في دماج يتعرّضون للعديد من الهجمات الحاقدة من الحزبيين من جهة ومن الشيعة من جهة أخرى، وبدلا من أن نجد المناصرة لهم ولمعهدهم نجد البعض يتخذها فرصة لا تعوض للتكشير عن أنيابه وعمّا يضمرونه من الحقد والحسد.
وفي هذا السياق وبينما أنا اتصفح وجدت كلاماً قيّماً للشيخ العثيمين رحمه الله- في كتابه (كتاب العلم) عن الحسد بين طلاب العلم أنقله كهدية لأولئك الحساد اللذين أعماهم حسدهم عن الحق والأخد به
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
ثم إن الحاسد ليقع في محاذير :
أولا :
كراهته ما قدر الله، فإن كراهته ما أنعم الله به على هذا الشخص كراهة لما قدره كونا، ومعارضة لقضاء الله –عز وجل-.
ثانيا :
أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (1) لأن الغالب أن الحاسد يعتدي على المحسود بذكر ما يكره وتنفير الناس عنه ، والحط من قدره وما اشبه ذلك وهذا من كبائر الذنوب التي قد تحيط بالحسنات.
ثالثا :
ما يقع في قلب الحاسد من الحسرة والجحيم والنار التي تأكله أكلا، فكلما راى نعمة من الله على هذا المحسود اغتم وضاق صدره وصار يراقب هذا الشخص كلما أنعم الله عليه بنعمة حزن واغتم وضاقت عليه الدنيا.
رابعا :
أن في الحسد تشبها باليهود معلوم من أتى خصلة من خصال الكفار صار منهم في هذه الخصلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [من تشبه بقوم فهو منهم].
خامسا :
أنه مهما كان حسده ومهما قوي لايمكن أبدا أن يرفع نعمة الله عن الغير إذا كان هذا غير ممكن فكيف يقع في قلبه الحسد.
سادسا :
ان الحسد ينافي كمال الايمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه] ولازم هذا أن تكره أن تزول نعمة الله على أخيك فاذا لم تكن تكره أن تزول نعمة الله عليه فأنت لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك وهذا ينافي كمال الإيمان.
سابعا :
أن الحسد يوجب إعراض العبد عن سؤال الله تعالى من فضله فتجده دائما مهتما بهذه النعمة التي انعم الله بها على غيره ولا يسأل الله من فضله،(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ).
ثامناً :
أن الحسد يوجب ازدراء نعمة الله عليه, أي أن الحاسد يرى أنه ليس في نعمة وان هذا المحسود في نعمة أكبر منه وحينئذ يحتقر نعمة الله عليه فلا يقوم بشكرها بل يتقاعس.
تاسعا :
الحسد خلق ذميم لأن الحاسد يتتبع نعم الله على الخلق في مجتمعه ويحاول بقدر مايمكنه أن يحول بين الناس وبين هذا المحسود بالحط من قدره أحيانا وبازدراء ما يقوم به من الخير أحيانا الى غير ذلك.
عاشرا :
أن الحاسد إذا حسد فالغالب أن يعتدي على المحسود وحينئذ يأخذ المحسود من حسناته فإن بقي من حسناته شيئ وإلا أُخذ من سيئاته فطرحت عليه ثم طرح في النار.
والخلاصة :
أن الحسد خلق ذميم ومع الأسف أنه أكثر ما يوجد بين العلماء وطلبة العلم ويوجد بين التجار فيحسد بعضهم البعض وكل ذي مهنة يحسد من يشاركه فيها ولكن مع الاسف أنه بين العلماء أشد وبين طلبة العلم اشد مع أنه كان الاولى والأجدر أن يكون أهل العلم أبعد الناس عن الحسد وأقرب الناس إلى كمال الاخلاق.
نقلته من كتاب العلم الطبعة الاولى دار الثريا
صفحات
74-73-72
.................................................. ............
(1) :
97- (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). ضعيف. "التاريخ الكبير" (1/272) . "مختصر سنن أبي داود" للمنذري(7/226).
و في سلسلة الأحاديث الضعيفة
1902 - " إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " .
ضعيف .رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 153 - 154 ) والبخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 272 ) وأبو داود ( 2 / 4903 ) وابن بشران في" الأمالي " ( 143 / 2 و183 / 1 ) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (376 / 2 ) عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعا وقال البخاري : " لا يصح " . قلت : ورجاله موثقون غير جد إبراهيم وهو مجهول لأنه لم يسم
أشكر الأخ الفاضل رشيد العفري على تنبيهه على ضعف هذا الحديث
بينما إخواننا في دماج يتعرّضون للعديد من الهجمات الحاقدة من الحزبيين من جهة ومن الشيعة من جهة أخرى، وبدلا من أن نجد المناصرة لهم ولمعهدهم نجد البعض يتخذها فرصة لا تعوض للتكشير عن أنيابه وعمّا يضمرونه من الحقد والحسد.
وفي هذا السياق وبينما أنا اتصفح وجدت كلاماً قيّماً للشيخ العثيمين رحمه الله- في كتابه (كتاب العلم) عن الحسد بين طلاب العلم أنقله كهدية لأولئك الحساد اللذين أعماهم حسدهم عن الحق والأخد به
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
ثم إن الحاسد ليقع في محاذير :
أولا :
كراهته ما قدر الله، فإن كراهته ما أنعم الله به على هذا الشخص كراهة لما قدره كونا، ومعارضة لقضاء الله –عز وجل-.
ثانيا :
أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (1) لأن الغالب أن الحاسد يعتدي على المحسود بذكر ما يكره وتنفير الناس عنه ، والحط من قدره وما اشبه ذلك وهذا من كبائر الذنوب التي قد تحيط بالحسنات.
ثالثا :
ما يقع في قلب الحاسد من الحسرة والجحيم والنار التي تأكله أكلا، فكلما راى نعمة من الله على هذا المحسود اغتم وضاق صدره وصار يراقب هذا الشخص كلما أنعم الله عليه بنعمة حزن واغتم وضاقت عليه الدنيا.
رابعا :
أن في الحسد تشبها باليهود معلوم من أتى خصلة من خصال الكفار صار منهم في هذه الخصلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [من تشبه بقوم فهو منهم].
خامسا :
أنه مهما كان حسده ومهما قوي لايمكن أبدا أن يرفع نعمة الله عن الغير إذا كان هذا غير ممكن فكيف يقع في قلبه الحسد.
سادسا :
ان الحسد ينافي كمال الايمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه] ولازم هذا أن تكره أن تزول نعمة الله على أخيك فاذا لم تكن تكره أن تزول نعمة الله عليه فأنت لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك وهذا ينافي كمال الإيمان.
سابعا :
أن الحسد يوجب إعراض العبد عن سؤال الله تعالى من فضله فتجده دائما مهتما بهذه النعمة التي انعم الله بها على غيره ولا يسأل الله من فضله،(وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ).
ثامناً :
أن الحسد يوجب ازدراء نعمة الله عليه, أي أن الحاسد يرى أنه ليس في نعمة وان هذا المحسود في نعمة أكبر منه وحينئذ يحتقر نعمة الله عليه فلا يقوم بشكرها بل يتقاعس.
تاسعا :
الحسد خلق ذميم لأن الحاسد يتتبع نعم الله على الخلق في مجتمعه ويحاول بقدر مايمكنه أن يحول بين الناس وبين هذا المحسود بالحط من قدره أحيانا وبازدراء ما يقوم به من الخير أحيانا الى غير ذلك.
عاشرا :
أن الحاسد إذا حسد فالغالب أن يعتدي على المحسود وحينئذ يأخذ المحسود من حسناته فإن بقي من حسناته شيئ وإلا أُخذ من سيئاته فطرحت عليه ثم طرح في النار.
والخلاصة :
أن الحسد خلق ذميم ومع الأسف أنه أكثر ما يوجد بين العلماء وطلبة العلم ويوجد بين التجار فيحسد بعضهم البعض وكل ذي مهنة يحسد من يشاركه فيها ولكن مع الاسف أنه بين العلماء أشد وبين طلبة العلم اشد مع أنه كان الاولى والأجدر أن يكون أهل العلم أبعد الناس عن الحسد وأقرب الناس إلى كمال الاخلاق.
نقلته من كتاب العلم الطبعة الاولى دار الثريا
صفحات
74-73-72
.................................................. ............
(1) :
97- (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). ضعيف. "التاريخ الكبير" (1/272) . "مختصر سنن أبي داود" للمنذري(7/226).
و في سلسلة الأحاديث الضعيفة
1902 - " إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " .
ضعيف .رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 153 - 154 ) والبخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 272 ) وأبو داود ( 2 / 4903 ) وابن بشران في" الأمالي " ( 143 / 2 و183 / 1 ) وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (376 / 2 ) عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعا وقال البخاري : " لا يصح " . قلت : ورجاله موثقون غير جد إبراهيم وهو مجهول لأنه لم يسم
أشكر الأخ الفاضل رشيد العفري على تنبيهه على ضعف هذا الحديث