المواقع الشخصية

(نصيحة للإخوة السلفيين في جزيرة مليبار في الهند) [صوتيا ومفرغا] 19 صفر 1438هـ

تاريخ الاضافة : 15-08-2017 ميلادي : 1438/11/21 هجري 327 زياره

بسم الله الرحمن الرحيم

[نصيحة للإخوة السلفيين في جزيرة مليبار في الهند]

ألقاها الشيخ الفاضل:-
أبي اليمان عدنان المصقري حفظه الله ورعاه

تفريغ النصيحة من هنا:-

الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بلله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه أما بعد:

فنتواصى مع اخوانا في جزيرة مليبار في الهند بتقوى الله والثبات على هذا الدين والتفقه فيه واصلاحه فإن الدين رأس المال وعصمة الأمر وأساس الحياة وغاية الخلق ومن أجله بعث الله الرسل وانزل الكتب 
قال تعالى:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
[سورة الذاريات: 56]

صلاح الدين لابد أن يكون أكبر هم الشخص 
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح وأمسى وهمه الدنيا شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له , ومن أصبح وأمسى وهمه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة))
دل الحديث على وجوب صلاح الدين والاهتمام بالآخرة اذ لا ينفع في الآخرة الا الدين ولا ينفع في القبر الا الدين ولا ينفع بل في الدنيا الا الدين الدين هو صلاح الدنيا والآخرة ومن أصلح دنياه اصلح الله آخرته ولا صلاح للدين الا بالعلم والتفقه فيه
قال النبي صلى الله عليه وسلم:((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)) رواه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه 
ومن أراد الله له خيرا فقهه وعلمه وزكاه وحفظ له دينه
والمعنى: أن من لم يرد الله به خيرا لا يفقهه في الدين ولا يصلح له دينه

ونتواصى مع اخواننا بالتفقه في الدين وبطلب العلم بحفظ القرآن الكريم أولا ثم بحفظ السنة المطهرة ثم سؤال أهل العلم والتفقه على أيدي أهل العلم هذا هو النجاح في الدنيا والآخرة، ومن رأيته حريصا على العلم فهو حريص على دينه ومن رأيته ليس بحريص على العلم ولا يريد العلم ولا يسأل عن العلم هذا دليل على أنه ليس بحريص على دينه 
فعليكم بطلب العلم فيه عزتكم ورفعتكم 
قال الله تعالى:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
[سورة المجادلة 11]
ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يستزيد من العلم حتى مات امتثالا لقول الله (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
[سورة طه 114]
ولا يزال يستزيد من العلم صلى الله عليه وسلم ،وكان من دعائه:((اللهم إني اعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعوة لا تسمع))
والحديث صحيح 
ومن دعاءه كما جاء في حديث أنس:((اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما))

فكان يدعو بزيادة العلم وهو رسول الله 
فعلينا ان نتأسى به (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[سورة الأحزاب: 21]

علينا أن نعلم ان الدنيا فانية وان الآخرة هي الباقية، أن الدنيا غرور ومتاع فمتاع المسافر 
قال الله تعالى:(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)
[سورة الرعد 26]

فعلينا بإصلاح ديننا الذي هو عصمة أمرنا 
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من دعائه:(( اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي اليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر))

فكان يبدأ عليه الصلاة والسلام يدعو ربه أن يصلح الله دينه قبل دنياه ،فمن صلح صلح دينه وصلحت دنياه وآخرته

وهكذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من بلده مكة لما يرى من الباطل والكفر وعدم التميز هاجر الى المدينة من أجل دين والاعلاء كلمة الله، هاجر ليصلح دينه ليكن دينه معافى
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم:((اللهم اني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي))

فالله الله عباد الله..! 
بالتمسك بهذا الدين بتوحيد الله والتعلق به وتحقيق معنى "لا إله إلا الله" فما أراد الله 
ثم اتباع السنة في كل عباداتنا وأقوالنا وأعمالنا وان نقدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونتأسى به 
ثم في اتباع سلفنا الصالح وان نفهم ديننا وكتاب ربنا وسنة نبينا على فهمهم (فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلف) 
ثم بالحرص على التفقه في الدين والنصيحة لله ولكتابه ولربه ولرسوله ولعامة المسلمين وعامتهم والنصح مع الناس بالرفق واللين ودعوتهم وانقادهم ورحمتهم
قال الله عز وجل:(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
[سورة العصر 3]

وقال تعالى:(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)
[سورة البلد 17]

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا واياكم وجميع المسلمين في كل مكان والحمد لله رب العالمين.

فرغه أخوكم الفقير الى ربه:-
ساجد بن نصر الدين السريلانكي 
أصلح الله سريرته 
في مركز دار القرآن والحديث بماليزيا -برليس- سلمها الله تعالى-
بتاريخ:- يوم السبت ١٩ صفر ١٤٣٨هـ

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.