مقدمة
الشيخ العلامة/يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
الحمد لله الذي أنعم علينا بإكمال هذا الدين، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الخلق والأمر والملك والتدبير، وهو رب العالمين، وأحكم الحاكمين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المرسلين، وخليل رب العالمين، وقائد الغر المحجلين في يوم الدين.
أما بعد:
فإن مما يندى له الجبين ويؤلم قلوب المسلمين الغيورين لهو ما تلقفه بعض هذه الأمة من تقليد الكافرين، والخبب والهرولة وراء من قال الله عنهم: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ*كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾[المائدة:78-79].
ألا وإن من أشد سبل الغواية وأعظم معارض للحق والهداية لهو النظام الديمقراطي الملحد، الذي ينشئ أبناءه على الشرك الأكبر بالتطاول على حق خالص لله سبحانه، فيجعل الحكم للشعب من دون خالقه، والتصرف له من دون حاكمه. وكم ينضوي تحت هذا النظام الفاسد من أنظمة مخالفة للإسلام من أصوله وفصوله، ومنابذة لكتاب الله وسنة رسوله.
فواجب على كل مسلم رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا أن يبغض هذا النظام الخطير، ويحذره ويُحذِّر منه من استطاع أشد تحذير. وجزا الله
الشيخ عبدالحميد بن يحيى بن زيد الحجوري
على جمعه لهذه الرسالة المفيدة المسماة: «التوضيحات الجلية لبيان حقيقة الديمقراطية » قيامًا منه ببعض ذلك الواجب. وبالله التوفيق.
كتبه: أبوعبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري في شهر محرم 1427ه