مقدمة فضيلة شيخنا الناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. أما بعد:
فيقول الله تعالى:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} ويقول سبحانه: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه قرآناً فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى بلغ قول الله تعالى:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} فقال لي - حسبك- فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان ) متفق عليه.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.
ولم يُنقل أن جبريل أو محمداً عليهما الصلاة والسلام كانا يقولان عند الفراغ من قراءة القرآن ( صدق الله العظيم).
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبَيِّ بن كعبرضي الله عنه إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } – قال وسمّاني قال نعم فبكى أُبَيّ – ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بعد قراءة ذلك ( صدق الله العظيم ).
وفي صحيح البخاري من حديث رافع بن المعلى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن { الحمدلله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
وفي رواية: أن رافعاً قرأ سورة الفاتحة كلها.
ولم يأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول: ( صدق الله العظيم ) ولا أرشده إلى ذلك.
والحاصل أن قول ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة محدث لا دليل عليه وإذا كان كذلك مع كثرة من يتعبد الله بها بعد التلاوة فبيان الحق فيها يعتبر نصحاً للأمة بالبعد عن المحدثات.
وقد قام أخونا السَّلفي الفاضل عبد الله بن أبي ناصر الأشموري حفظه الله بكتابة هذه الرسالة ثم طلب مني الاطلاع عليها فرأيتها رسالة طيبة مفيدة صالحة للنشر.
جزى الله أخانا عبد الله خيراً وبارك فيه وفي جهوده التي يقوم بها لنصرة السنة وأهلها قدر مستطاعه.
كتبه / يحيى بن علي الحجوري. 1/جمادى الثاني 1423هـ.
اليمن – صعدة – دار الحديث السلفية بدمَّاج.
http://alilmia.net/vb/showthread.php?t=2802