بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصــــــلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعـــد فهذه رسالة أعددتها في فضل الصبر على المرض والآلام ، وأن الأمراض مكفرة للذنوب ، حتى يتصبر من ابتلاه الله بشيء من الأمراض والمصائب ويعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلى عبده المؤمن من أجل أن يكفر ذنبه ، ويرفع درجته إن صبر ، وحتى لا يظن المؤمن أن الله ابتلاه لهوانه عليه ، لا بل الله سبحانه وتعالى يبتلى عباده بما شاء حتى يعلم الصابر منهم و الكاذب ولذلك جمعت هذه الرسالة المتواضعة تسلية للمصابين وتثبيتاً للمبتلين وسميتها (صبراً يا أهل الابتلاء) فأسأل الله عز وجل أن يفرج عن جميع المؤمنين من أهل المصائب والابتلاءات وأن يرفع درجاتهم وأن يجعل هذه الرسالة خالصة لوجهه الكريم.
وقبل الشروع في المقصود أحب أن تعرف أخي المؤمن أن بعض الناس يحب أن يتشفى من الآخرين إذا سمع أن بعض الناس أصابه الله بمرض فتجده يعيّره بهذا المرض ويذكره بين الناس على سبيل الفرح وخصوصاً إذا كان المرض في شخص تاجر أو عالم أو حاكم فيذكر هذا على سبيل الحقد والحسد والشماتة وهذا لا يليق فمن الأقوال مثلاً: إذا تذكر صاحب مال وعنده مرض فتجد هذا القائل يقول: وهل نفعه ماله ، إنه مريض إذا أكل الشيء الفلاني نقلوه إلى المستشفي، وعنده من الأمراض كذا وكذا ، وكذلك يطلقون مثل هذا القول في حق كل من له شأن من منصب أو جاه وهذا يطلق ، وبدون تقييد وهذا قد يدخل في الغيبة ، فلا ينبغي للمسلم أن يطلق لسانه في أحـــد من الناس على سبيل الحقد والحسد والبغضاء سواء كان تاجراً أو حاكماً أو شخصاً عادياً ، بل ينبغي علينا أن نعلم أن المرض مثلاًُ للتاجر يكون له ابتلاء والمال الذي معه ينفعه إذا أنفقه في وجوه الخير( )، ومنها إخراج الزكاة كم ينتفع بها من الفقراء ، وكذلك الكثير منهـم قد يوفقـه الله لبعض الأعمال الخيرية ، كما أن هذا المال لم يُعْطَهُ من أجل أن يأكل أو يشرب فقط ، وإنما أعطاه الله ابتلاءً لينظر ماذا يعمل به